"أكسيوس": أميركا وإسرائيل تسعيان لإيجاد طريقة لـ"إجبار" إيران على العودة للاتفاق النووي

نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول إسرائيلي كبير، يوم الخميس 5 مايو (أيار)، أن مستشاري الأمن القومي الأميركي والإسرائيلي قد درسا كيفية ممارسة الضغط على إيران بهدف الإيضاح للنظام الإيراني بأنه بحاجة إلى العودة للاتفاق النووي.

ووفقًا لهذا التقرير، اعتبر المسؤولان الأميركي والإسرائيلي الكبيران، أنه إذا استؤنفت محادثات فيينا، وعادت إيران إلى طاولة المفاوضات، فيجب أن يكون للولايات المتحدة اليد العليا في التوصل إلى "اتفاق أفضل".

يشير موقع "أكسيوس" إلى تفاصيل المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي بين مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال هولتا وفریقه مع مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، في الولايات المتحدة.

وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير لـ"أكسيوس" إن إسرائيل تعارض مسودة تم التوصل إليها خلال الأشهر الأخيرة من المحادثات في فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي، ومع ذلك، خلال اجتماع بين مستشاري الأمن القومي الأميركي والإسرائيلي، تمت مناقشة موضوع أن يتم "التوضيح" لنظام طهران بأن إيران بحاجة إلى العودة إلى الاتفاق النووي.

وأضاف "أكسيوس" أن مستشاري الأمن القومي قالوا إن الضغط على إيران يجب أن يكون بطريقة لا تؤدي إلى تشديد البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المائة.

يشار إلى أن إيران، في واحدة من أهم خطوات التراجع عن الاتفاق النووي والتي كانت ضمن سلسلة ردود الفعل على الانسحاب الأميركي من الاتفاق، خصّبت اليورانيوم حتى 60 في المائة منذ العام الماضي، ولديها الآن كمية كبيرة منه.
ومع ذلك، لصنع قنبلة ذرية، مطلوب تخصيب اليورانيوم إلى 90 في المائة.

وتوقفت محادثات فيينا لمدة شهرين، وقيل في وقت سابق إن مسودة اتفاق بشأن الاتفاق النووي كانت جاهزة، وهي بحاجة فقط إلى قرار نهائي في طهران وواشنطن، مما عزز احتمالية ألا تؤدي المفاوضات إلى اتفاق، مما سيدفع إيران لتوسيع برنامجها النووي بشكل أسرع.

وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير لموقع "أكسيوس" إن إسرائيل اقترحت عدة طرق لزيادة الضغط على طهران خلال محادثات البيت الأبيض الأسبوع الماضي، من بينها اعتماد قرار يدين إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر المقبل، مع زيادة الردع العسكري الأميركي في الشرق الأوسط.

وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن هذه الخطوات تهدف التأكيد للسلطات الإيرانية أن "لا أحد ينتظرهم وأن الوقت لا يمضي لصالحهم".

وفقًا لـ"أكسيوس"، بعد المحادثات الهاتفية الأخيرة بين رئيس الوزراء الإسرائيل، نفتالي بينيت، والرئيس الأميركي جو بايدن ثم اجتماع مستشاري الأمن القومي الإسرائيلي والأميركي في البيت الأبيض، يجب أن يحدث حدث دراماتيكي واحد فقط لواشنطن للموافقة على إزالة الحرس الثوري من القائمة السوداء الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

ويبدو أن إصرار جمهورية إيران الإسلامية على إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة هو مطلب رئيسي لطهران، مما أدى إلى توقف المحادثات النووية.

وتتواصل الضغوط الإسرائيلية على الولايات المتحدة لتغيير نص المسودة التي تم التوصل إليها في محادثات فيينا، في حين وافق مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الخميس، على اقتراحين يهدفان إلى توسيع نطاق القضايا التي تم التفاوض عليها مع إيران.

القرار الجديد لمجلس الشيوخ، الذي يمنع إدارة بايدن إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء، ليس إلزاميًا، لكنه سيجعل الأمر أكثر تعقيدًا إذا استؤنفت محادثات فيينا.

ووفقًا للخطة الأولى، يجب أن تستمر العقوبات المتعلقة بالإرهاب ضد الحرس الثوري الإيراني. وتتطلب الخطة الثانية لمجلس الشيوخ من الحكومة الأميركية معالجة الأعمال المدمرة الإيرانية في المفاوضات.

وتواصل طهران إصرارها على أنها لن تناقش أي قضايا أخرى في المفاوضات مع الدول الحاضرة في الاتفاق النووي، باستثناء تجديد بنود الاتفاق النووي لعام 2015.

لكن وزير الخارجية الإيرانيّ، حسين أمير عبد اللهيان، قال هذا الأسبوع إن المفاوضات مع الولايات المتحدة مستمرة عبر "الرسائل المكتوبة".

ويدرس الاتحاد الأوروبي إرسال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، إلى طهران على أمل استئناف محادثات فيينا، وسيحث القادة الإيرانيين على قبول الاتفاق الحاصل، وتأجيل إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية.

من ناحية أخرى، تغير الوضع العالمي تمامًا مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا مقارنة بالجولات السابقة لمحادثات فيينا.

فعلى الساحة الداخلية الأميركية، مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) من هذا العام، تتعرض حكومة بايدن والديمقراطيون المؤيدون لإحياء الاتفاق النووي لضغوط داخلية أكثر كثافة لتجنب هذا الموضوع.

وعززت مجموعة الظروف الجديدة التي سادت في الولايات المتحدة وعلى المسرح العالمي في الأسابيع الأخيرة احتمال أن تكون إيران قد أضاعت الفرصة الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي الذي يسبب بعض الانفراجات في اقتصادها، وهي تقف على حافة الانهيار الاقتصادي.
وفي حين لم يتم الإعلان بعد عن فشل محادثات فيينا، تدهور الوضع الاقتصادي الإيراني بشكل حاد في الأيام الأخيرة.

واختفى الخبز والأرز والمعكرونة والزيوت النباتية وعشرات السلع الحيوية والاستهلاكية من على مائدة الإيرانيين.

ومع أخذ جميع مؤشرات الاقتصاد الأخرى بعين الاعتبار، فإن المزيد من البؤس ينتظر الإيرانيين في الأسابيع والأشهر القادمة.