عودة الجدل بين لاريجاني ومجلس "الصيانة".. والاستعداد للجولة الـ8 في فيينا.. وتصاعد الغلاء

عاد الجدل من جديد حول قضية استبعاد رئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني، من السباق الانتخابي، وذلك عقب انتشار صورة على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران تحت عنوان "رسالة مجلس صيانة الدستور حول أسباب استبعاد علي لاريجاني من الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وتظهر الصورة التي انتشرت في الفضاء الافتراضي، أن أسباب استبعاد علي لاريجاني من الانتخابات الرئاسية الماضية كانت مواقفه السياسية عام 2009، ودعمه للأشخاص المُستبعدين من الانتخابات، وعدم تمتعه بحياة بسيطة.
وأثارت هذه القضية اهتمام الصحف الصادرة اليوم الأحد 19 ديسمبر (كانون الأول)، حيث كتبت صحف مثل "كيهان"، و"ابتكار"، و"آرمان ملي"، و"اعتماد"، حول الموضوع. وأشارت كذلك إلى الرد المطول لعلي لاريجاني على هذا الموضوع. وعنونت "اعتماد" في صفحتها الأولى " نشر رسالة علي لاريجاني المكونة من 12 ألف مفردة بالتزامن مع انتشار رسالة سرية من مجلس صيانة الدستور"، وعلقت صحيفة "ستاره صبح" على رد لاريجاني، وكتبت "رد عنيف من لاريجاني على رفض ترشحه للانتخابات".
واعتبر لاريجاني في هذا النص، أن قضايا مثل إقامة ابنه في أميركا، وزيارات أسرته المتكررة، وعدم تمتعه بحياة بسيطة، جميعها قضايا "كاذبة" ولا أساس لها من الصحة.
وفي موضوع المفاوضات نقرأ في صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري أن الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا ستركز على مناقشة المسودة الإيرانية التي قدمتها في الجولة السابعة، كما جاء في صدر صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد أن "الوفد الإيراني المفاوض نجح في تغيير مسار المفاوضات"، وقريب من ذلك عنونت "سياست روز" حيث كتبت في صفحتها الأولى "الأوروبيون ينصاعون لمطالب إيران".
وفي المقابل، نرى صحيفة "مردم سالاري" أقرب إلى الواقع في موقفها من المفاوضات حيث كتبت في المانشيت الخاص بعدد اليوم وقالت: "عدم رضا الغرب مقابل رضا الشرق من المفاوضات النووية"، مشيرة إلى التفاؤل الروسي من حصول اتفاق في الجولة القادمة من هذه المفاوضات.
اقتصاديا تناولت صحف مختلفة أزمة الغلاء وارتفاع الأسعار في الأسواق وتبعات ذلك على حياة المواطن الإيراني، فصحيفة "ستاره صبح" تكتب في المانشيت "استمرار الغلاء"، وأشارت إلى موجة جديدة من الغلاء ضربت المواد الغذائية والأدوية والسيارات وغيرها من القطاعات الحيوية.
وقالت "جام جم": "الأدوية الخاصة لا تزال غير متاحة". فيما عنونت "تجارت" الاقتصادية بالقول "فقدان الاستراتيجية في السياسة الاقتصادية"، أما "كيهان" فقد عودت الجميع على طريقتها الخاصة المتمثلة في تحميل كل سلبيات ومشاكل الاقتصاد الإيراني الحالي على الحكومة السابقة، فنرى عنوانها اليوم واضحا في هذا الخصوص، حيث كتبت: "إجراءات الحكومة السابقة زادت من نسبة الفقر في البلد".
والآن يمكننا أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": الإصلاحيون يستخدمون قضية لاريجاني ومجلس صيانة الدستور للاصطياد في الماء العكر
أشارت صحيفة "كيهان" إلى الجدل المعاد حول رفض مجلس صيانة الدستور لترشح علي لاريجاني، وذكرت أن وسائل الإعلام والصحف الإصلاحية تحاول الاصطياد في الماء العكر، حيث تستغل تبادل الرسائل بين لاريجاني ومجلس صيانة الدستور من أجل الهجوم على المجلس، الذي يسيطر عليه الأصوليون، وتشويه صورته بأمل المساس بهذا المجلس "الثوري"، على حد وصف الصحيفة.
وحملت الصحيفة مسؤولية انتشار رسالة لاريجاني على التيار الإصلاحي وقالت إنه أعطى ذريعة لوسائل الإعلام المعارضة والمعادية للثورة للهجوم على مجلس صيانة الدستور وتشويه سمعته، متجاهلة انتشار صورة الرسالة التي بيّن فيها المجلس أسباب رفض لاريجاني وعدم السماح له بخوض السباق الرئاسي لمنافسة إبراهيم رئيسي المرشح المفضل لدى المجلس آنذاك.
"ستاره صبح": بعض الأطراف المستفيدة في الحكومة لا تسمح بإصلاح النظام المالي
قدم الخبير الاقتصادي حسين راغفر، حلولا عملية في مقابلته مع صحيفة "ستاره صبح" للخروج من الوضع الراهن في الاقتصاد الإيراني، حيث ذكر أنه من الضروري على طهران لو أرادت التخلص مما هي فيه الآن أن تقوم أولا بإصلاح نظامها المالي والمصرفي، مؤكدا وجود بعض الأطراف في الحكومة لا تسمح بإصلاح النظام المالي في البلد وهي تستفيد من استمرار هذا الوضع السيئ.
وثاني الخطوات التي يجب على الحكومة أن تسلكها حسب راغفر هي العمل على إحياء الاتفاق النووي والانضمام إلى مجموعة العمل المالي (FATF)، منوها إلى أنه ما دامت طهران لم تعالج هذين الأزمتين فلا ينبغي أن نتوقع حدوث تغيير في الوضع الاقتصادي الراهن.
"اعتماد": تجربة الاتحاد السوفياتي والجمهورية الإسلامية في محاولة تغيير النظام الدولي
قارنت صحيفة "اعتماد" في مقال لها بين التجربة السوفياتية في الحكم وتجربة الجمهورية الإسلامية، معتقدة وجود قواسم مشتركة بين طبيعة النظامين السوفياتي والجمهورية الإسلامية. وأشارت الصحيفة إلى اعتقاد قادة الاتحاد السوفياتي بأنهم يستطيعون إحداث تغيير في شكل النظام الدولي القائم من خلال دعم الأحزاب والتيارات اليسارية في مختلف أنحاء العالم.
وأضاف المقال أن الأسباب الرئيسية لانهيار الاتحاد السوفياتي يجب أن نبحث عنها في نظامها غير المتقدم والشكل الاقتصادي والبنية الحاكمة التي لا تتمتع برضا جماهير الشعب واعتماد الأساليب القمعية والتمييز والتحقير للشعوب التي تكون منها الاتحاد السوفياتي.
أما بالعودة إلى نظام الجمهورية الإسلامية فيقول المقال الذي اتسم ببعض الجرأة والصراحة: "قادة الثورة الإيرانية أيضا تخيلوا أنهم قادرون على إحداث تغيير أساسي في الساحة الدولية، لهذا وضعوا أنفسهم في جبهة من جبهات الصراع الدولي وحاولوا من خلال الدعاية ونشر خطابهم إحداث تغيير وتحول في بلدان العالم، وقد كانوا يظنون بأنهم قادرون- من خلال الاعتماد على البلدان الإسلامية والشعوب المسلمة- تغيير "النظام الدولي الظالم" بنظام عادل.
كما أشار المقال إلى بعض الفوارق بين النظامين الإسلامي في إيران والسوفياتي، حيث إن النظام السوفياتي كان يتمتع بدعم الأحزاب اليسارية في كافة أنحاء العالم في حين أن النظام الإيراني لا يحظى سوى بدعم عدد محدود من دول العالم الإسلامي، بالإضافة إلى ان الجمهورية الإسلامية فقدت كثيرا من شعبيتها المعنوية التي كانت موجودة في بداية الثورة بحيث وصل الأمر إلى فقدان إيران للشعبية في المناطق الشيعية من العالم الإسلامي.