تزامنًا مع المحادثات النووية .. إيران تعمل على إطلاق محتمل لصاروخ يحمل أقمارًا صناعية

في خضم محادثات فيينا النووية، تظهر صور الأقمار الصناعية زيادة في النشاط بقاعدة الفضاء الإيرانية جنوب غرب سمنان لإطلاق محتمل لصاروخ يحمل أقمارًا صناعية.
فقد أفادت وكالة أسوشيتد برس يوم الأحد، بناءً على صور الأقمار الصناعية ونقلاً عن خبراء، أن إيران مستعدة على ما يبدو لإطلاق قمر صناعي إلى الفضاء.
وتظهر هذه الصور، التي التقطتها شركة "بلانيت لابس" يوم السبت ، نشاطًا متزايدًا في قاعدة الإمام الخميني الفضائية بالسهول الصحراوية في محافظة سمنان.
وتتشابه الأنشطة التي تتم في هذه القاعدة الفضائية، بما في ذلك زيادة عدد السيارات، مع الأنشطة المسجلة في الصور قبل عمليات الإطلاق الفضائية الإيرانية السابقة من هذه القاعدة.
وقال جيفري لويس، الخبير في مركز جيمس مارتن إن المبنى الذي يُعتقد أيضا أنه مرفق "الخروج" لصاروخ شهد نشاطا متزايدا أيضا.
وتأتي الصور الجديدة لاستعداد إيران لإطلاق صاروخ بينما عرضت وسائل الإعلام الإيرانية في الأسابيع الأخيرة قائمة بأقمار صناعية تخطط طهران لإطلاقها في إطار برنامج الفضاء المدني.
ونشرت وكالة أنباء "إيرنا" الإيرانية الحكومية، في الخامس من ديسمبر، مقالا قالت فيه إن أربعة أقمار صناعية جاهزة للإطلاق، ووصفت أحدها "ظفر 2" بأنه "في المرحلة النهائية من الإعداد".
يأتي هذا بينما فشل إطلاق القمر الصناعي "ظفر 1" ، الذي أنفقت إيران عليه مليوني يورو، في فبراير 2020، ولم يتمكن القمر الصناعي من دخول المدار. واستخدمت إيران صاروخ سيمرغ لإطلاق القمر الصناعي، لكن أحمد حسيني، المتحدث باسم شؤون الفضاء بوزارة الدفاع، قال إن صاروخ سيمرغ لم يصل بالسرعة الكافية لوضع القمر الصناعي في المدار المحدد.
ووصفت الإدارة الأميركية السابقة برنامج الأقمار الصناعية الإيراني بأنه غطاء للتجارب الصاروخية، على سبيل المثال، قال وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، بعد الإطلاق الفاشل للقمر الصناعي "ظفر1"، إن إيران كانت تحاول دفع برنامجها الصاروخي من خلال إطلاق قمر صناعي.
الآن في خضم محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، قد يثير إطلاق فضائي آخر غضب الدول الغربية الأعضاء في الاتفاق النووي.
وتستعد إيران لإطلاق محتمل فيما تدرس إسرائيل والولايات المتحدة خيارات أخرى في حال فشل محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي؛ وإن إجراء مناورة عسكرية مشتركة للتحضير لهجوم على المنشآت النووية الإيرانية هو أحد خياراتهم.
وعلى مدار العقد الماضي، أطلقت إيران عدة أقمار صناعية قصيرة المدى في المدار، وفي عام 2013 أرسلت قردًا إلى الفضاء.
وفي مايو 2020، أطلق الحرس الثوري القمر الصناعي "نور" بصاروخ قاصد إلی الفضاء. كما أعلن مسؤولو الجمهورية الإسلامية عن إطلاق ناجح للأقمار الصناعية أميد 2009، ورصد 2011، ونويد 2012 وفجر 2015.
وقد مرّ برنامج الفضاء المدني الإيراني بسلسلة من الانتكاسات في السنوات الأخيرة. حيث شهدت إيران خمس عمليات إطلاق غير ناجحة للأقمار الصناعية منذ عام 2015.
يذکر أن هناك اهتماما إيرانيا متزايدا ببرنامج الفضاء في عهد "رئيسي"، وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن التلفزيون الإيراني، اجتمع في عهد إبراهيم رئيسي، المجلس الأعلى للفضاء للمرة الأولى منذ 11 عاما.
وأكد "رئيسي" عزم الحكومة على تطوير برامج الفضاء في اجتماع المجلس، قائلاً: كانت صناعة الفضاء بالأمس هي المظهر الوحيد لاقتدار البلاد، لكنها تعتبر اليوم أحد المحركات الاقتصادية، وستكون في المستقبل القريب جزءًا من البنية التحتية للحكومة في مختلف مجالات التجارة والاقتصاد والأمن.