الصحف الإيرانية: خارطة طريق جديدة بين طهران وأنقرة والإيرانيون سئموا الخصومة مع العالم

علقت صحف إيرانية مختلفة صادرة اليوم، الثلاثاء 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، على زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ولقائه الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، لمناقشة التعاون الثنائي بين البلدين.

وذكرت صحيفة "ابتكار" أن زيارة الوزير التركي قد انهت حالة الجمود التي كانت تسود العلاقة بين أنقرة وطهران، وعنونت بالقول: "خارطة طريق جديدة بين طهران وأنقرة"، وقالت "رسالت": "نهضة إيران وتركيا لتعاون طويل الأمد"، أما صحيفة "ستاره صبح" فأجرت مقابلة مع المساعد السابق لوزارة الخارجية الإيرانية لشؤون الشرق الأوسط، إبراهيم رحيم بور، الذي أكد فيها أن الجانب التركي مستفيد من استمرار العقوبات على إيران، وأن مستوى التعاون بين طهران وأنقرة في أقل مستوى له من بعد الثورة، منوها إلى عدم وجود رغبة لدى تركيا بتنفيذ التفاهمات مع إيران بسبب العقوبات الاقتصادية.
في صعيد آخر علقت بعض الصحف مثل "اعتماد" و"شرق" و"جمهوري إسلامي"، على تصريحات النائب عن مدينة "أورومية"، روح الله حضرت بور" الذي انتقد فيها الوضع الراهن في البلاد، وأكد أن استمرار هذه السياسة ستقضي على ثقة الشعب بالنظام، وطالب بإجراء استفتاء عام، كما نصح الساسة الإيرانيين بالتوقف عن الخصومات مع العالم. وكتبت "جهان صنعت" عن هذه الكلمة، وقالت: "تكرار التاريخ"، واصفة كلمة البرلماني روح الله حضرت بور بـ"الكلمة النارية".
في صعيد آخر نقلت صحيفة "آرمان ملي" كلام المحلل السياسي، علي بيكدلي، الذي ذكر أن الاقتصاد والسياسة الإيرانية أصبحا يعيشان حالة من الحيرة بالتزامن مع اقتراب موعد المفاوضات، منوها إلى أن إيران لا حل أمامها سوى السير نحو المفاوضات، لأنه وفي حال فشلت هذه المفاوضات فعلينا انتظار ارتفاع سعر الدولار ليصل إلى 40 ألف تومان.
كما قال المحلل السياسي، مسعود نيلي لصحيفة "ستاره صبح" أن استمرار سياسة العداء من العالم يعني أن إيران ستسير نحو نموذج كوريا الشمالية، وستصبح منعزلة عن العالم.
في صعيد اقتصادي أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى ارتفاع الأسعار للسلع الاستهلاكية بنسبة 79 في المائة، وأكدت أن الوضع الراهن تخطى "حالة الأزمة"، كما توقعت صحيفة "مستقل" نقلا عن برلماني إيراني انهيار الاقتصاد جراء السياسات الاقتصادية المتبعة.

والآن نقرأ بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"اعتماد": الإيرانيون سئموا التوتر والخصومة مع العالم

أشارت صحيفة "اعتماد" إلى كلمة النائب البرلماني، روح الله حضرت بور، الذي شن هجوما على طبيعة النظام السائد في البلاد، وطالب القيادات الإيرانية بالاستماع إلى صوت الشعب، وتعزيز نظام الجمهورية، من خلال الاعتماد على أدوات مثل الاستفتاء العام.
كما ذكر النائب عن مدينة أورومية في البرلمان، حسبما أوردت صحيفة "اعتماد"، أن الإيرانيين قد سئموا الخصومات والتوتر مع العالم، وأصبحت البلاد تشهد الترويج والدعاية لعقيدة واحدة فقط، مضيفا: "كل مَن يعارض هذه العقيدة يتعرض لهجوم، وبطبيعة الحال فإن هذا الوضع يغضب الناس، كما أن مراجع التقليد عندما يكشفون هذه الحقائق يتعرضون إلى الانتقادات والهجمات".

"آفتاب يزد": صحيفة "كيهان" توصي بإغلاق الصحف المعارضة للحكومة

اعتبرت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية أن ما نشرته صحيفة "كيهان" الأصولية يراد منه غلق بعض الصحف المعارضة للتيار الأصولي والحكومة، وقالت من المتوقع أن نشهد إغلاقا لبعض الصحف في حال استمعت الحكومة إلى توصيات الصحيفة ونصائحها.
وانتقدت "آفتاب يزد" أسلوب صحيفة "كيهان" ، المقربة من المرشد علي خامنئي، وقالت: "لماذا تقوم صحيفة بتبني مثل هذه التوصيات والمواقف؟ وهل فعلت الصحف شيئا سوى نشر آلام الناس وهمومهم؟ في أي بلد في العالم يكون انتقاد الحكومة جرما يجب أن تحاسب عليه الصحف؟ والأهم من ذلك لماذا أصبحت هذه الصحيفة (كيهان) قلقة على الرأي العام بعد أن أهملت هذا الأمر لمدة ثمان سنوات حيث لم تتوان في انتقاد الحكومة السابقة".
وكانت صحيفة "كيهان" نصحت الحكومة والمؤسسات ذات الصلة في مقالها يوم أمس بالتصدي إلى الصحف المنتقدة لعمل الحكومة، وقالت: "على الحكومة والقضاء والبرلمان التصدي لعمل وسائل الإعلام التي تعمل على تحريف الحقائق ونشر الأكاذيب وتشويش الرأي العام"، مدعية أن عمل بعض الصحف (المعارضة لعمل الحكومة) تحول إلى أداة بيد الأعداء لتضليل ونشر الأكاذيب والافتراءات، وهو ما من شأنه أن يدمر مسار الإصلاح في البلد حسب "كيهان".

"ستاره صبح": الحضور الاقتصادي لإيران في سوريا ضئيل جدا

كشفت صحيفة "ستاره صبح" عن ضعف الحضور الاقتصادي لإيراني في سوريا، على الرغم من التكاليف الباهظة التي أنفقتها إيران في الحرب السورية، وذكرت أن حصة إيران من الأسواق السورية لا تتجاوز 3 في المائة فقط، موضحة أن روسيا وتركيا تحاولان حذف إيران من الأسواق السورية، والانفراد بهذه الأسواق لبيع سلعها ومنتجاتها.
كما ذكرت الصحيفة أن الجانب السوري يمتنع عن شراء أدوات البناء والفولاذ الإيراني، كما أن الحكومة في سوريا قد منعت استيراد السيارات من إيران، ولا تسمح بدخول سيارة واحدة من الصناعات الإيرانية، وأنها سنت قوانين صارمة في هذا الخصوص.

"شرق": طهران وواشنطن بدأتا تقديم تنازلات متبادلة من أجل التوصل إلى تفاهم

رأى المحلل السياسي، جاويد قربان أوغلي، في مقال نشرته صحيفة "شرق" أن إيران والولايات المتحدة الأميركية قبلا "الحد الأدنى من الممكن"، وبدأ يتخذان إجراءات إيجابية من خلال تقديم تنازلات متبادلة من أجل التوصل إلى اتفاق وتفاهم حول الخلافات.
وذكر قربان أوغلي أن توجه السياسة الخارجية لإيران في عهد الحكومة الجديدة يجب أن ينطلق من حقائق جيوسياسية في المنطقة، وأن تضع نصب أعينها فرصا في مجال الطاقة والنقل والاستثمار الخارجي، مضيفا: "في حال استمرت الحرب الباردة بين إيران وأميركا فإن كافة هذه الفرصة ستفوت طهران، وستكون إيران لقمة سائغة لمنافسيها الإقليميين".