تجاوز سعر الدولار في السوق الحرة بإيران 103 آلاف تومان، في أعقاب عودة العقوبات الأممية ضد طهران.
أغلق المؤشر العام لبورصة طهران، يوم السبت 20 سبتمبر (أـيلول)، على انخفاض قدره 50 ألف نقطة.
أثار قرار مجلس الأمن الدولي بعدم تمديد تعليق العقوبات على إيران واحتمال تفعيل آلية الزناد ردود فعل واسعة بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، إن تفعيل "آلية الزناد" وعودة العقوبات لن تتمكّن من إيقاف إيران.
دعا نواب برلمانيون ومسؤولون إيرانيون إلى انسحاب طهران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وحتى إلى تطوير قنبلة نووية؛ ردًا على إعادة تفعيل العقوبات.
حذّر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، يوم السبت 20 سبتمبر (أيلول)، من أن عودة العقوبات الأممية ستوقف تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الاقتصادية، حميد قنبري، إن "تفعيل آلية الزناد للعقوبات الأممية سيؤثر بالتأكيد على حياة الشعب الإيراني، لكن مدى ذلك يعتمد على نص القرار".
وأضاف: "ردود فعل السوق الحالية تجاه قضية آلية الزناد عاطفية".
صرح عضو البرلمان الإيراني، حسين علي أخلاقي أمير، ردًا على تفعيل "آلية الزناد"، بأن تجربة الأربعين عامًا الماضية أظهرت أن إيران استطاعت المضي قدمًا في أصعب ظروف الحصار.
وأضاف، في حديثه مع صحيفة "همشهري" الإيرانية أن "آلية الزناد ليست سوى أداة دعائية بالية".
علق عضو لجنة المادة 90 في البرلمان الإيراني، حسين علي حاجي دليغاني، على تفعيل "آلية الزناد"، قائلاً: "يجب أن يكون لدينا قرار في البرلمان لتصنيف قادة الدول الأوروبية كـ (قادة إرهابيين)".
أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في بيان له، أن تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيتم تعليقه.
ووفقًا للبيان الصادر، يوم السبت 20 سبتمبر (أيلول)، فقد ناقش المجلس في اجتماعه تحركات الدول الأوروبية الثلاث بشأن القضية النووية الإيرانية، وذكر البيان أنه "على الرغم من تعاون وزارة الخارجية الإيرانية مع الوكالة وتقديم مقترحات لحل الموضوع مع الإجراءات الأوروبية، فإن مسار التعاون مع الوكالة سيتعرض عمليًا للتعليق".
وأشار البيان أيضًا إلى أنه "تم تكليف وزارة الخارجية الإيرانية بمواصلة المشاورات في إطار قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي للحفاظ على مصالح البلاد الوطنية".
قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، تعليقًا على تفعيل "آلية الزناد": "إن عودة العقوبات غير قانونية، وتفاهم القاهرة قد انتهى، ولم يعد هناك سبب للبقاء في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT)".
وأضاف أن "إيران يجب أن تعيد النظر بشكل جدي في سياساتها تجاه اتفاقية الحد من الانتشار النووي"، مشددًا على أن "أفضل رد لإيران هو رفع جميع القيود ووقف التعاون مع الوكالة".
وكانت إيران قد وقّعت مؤخرًا تفاهمًا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال اجتماع جمع بين وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، والمدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، في العاصمة المصرية القاهرة.
وكان نائب وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، قد صرح سابقًا بأن هناك أسبوعًا حتى عودة العقوبات، وأنه في حال عودتها وتفعيل آلية الزناد، سيتم إيقاف تفاهم إيران والوكالة الموقع في القاهرة.
نفى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، التقارير الإعلامية التي تحدثت عن إجرائه محادثات مؤخرًا مع ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وقال عراقجي لوكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري الإيراني، يوم السبت 20 سبتمبر (أيلول): " تبادل الرسائل بين إيران والولايات المتحدة يتم بشكل مباشر أو عبر وسطاء، عند الضرورة".
وأضاف: "لم يتم أي اتصال أو حوار مباشر بين إيران والولايات المتحدة".
قال خبير العلاقات الدولية ومحلل الدراسات الأمنية، شاهين مدرس، تعليقًا على تصريحات أحد أعضاء البرلمان الإيراني حول اختبار صاروخ عابر للقارات: "إن طهران طورت برنامجها الصاروخي، في السنوات الأخيرة، تحت ستار الأنشطة الفضائية".
وأضاف أن "اختبار الصواريخ العابرة للقارات قد يشكّل خطرًا جديًا على أوروبا، وإذا تأكدت مدى صواريخها وإحداثياتها، فإنها تمثّل تهديدًا محتملاً للولايات المتحدة".
وأضاف: "في الأشهر الأخيرة، تغير الإطار العام لتعامل المجتمع الدولي مع طهران، وهذه الإجراءات تزيد فقط من احتمال نشوب حرب أخرى على الشعب الإيراني. وفي واقع الأمر، تسعى إيران إلى ضمان استمرار نظامها بالاعتماد على أدوات القوة العسكرية".
أعلن رئيس لجنة الشؤون القانونية والقضائية في البرلمان الإيراني، محمد سركزي، أن العقوبات والهجمات العسكرية أدت إلى تراجع دخول العمال، وزيادة معدلات البطالة، وتقييد الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.
وأضاف أن هذه الأوضاع خلّفت أزمات جدية، خصوصًا للعمال الأكثر هشاشة.
ويأتي هذا التصريح في وقتٍ تحاول فيه السلطات الإيرانية التقليل من تبعات عودة عقوبات مجلس الأمن، وحصرها في نطاق "الضغوط النفسية".
أشارت صحيفة "شرق" الإيرانية، نقلاً عن تقارير دولية حول ارتفاع مخزونات طهران النفطية العائمة، وتضاعف الخصومات على مبيعات النفط إلى الصين، إلى أن عودة العقوبات الدولية جعلت صادرات النفط الإيرانية أكثر تعقيدًا وصعوبة.
قال عضو لجنة الشؤون الاقتصادية في البرلمان الإيراني، محسن زنكنه، في برنامج تلفزيوني حول "التأثيرات المحتملة لتفعيل آلية الزناد على الاقتصاد": "لقد تعرضنا للقصف وهوجمت منشآتنا النووية، لكننا لم نتخلّ عن التخصيب، ولم نضع اليورانيوم بيد العدو، ولم نتراجع عن مواقفنا".
وأضاف: "إن فريقنا الدبلوماسي والنووي صمد حتى الآن".
وتابع: "قبل ليلتين فقط اختبرنا واحدًا من أكثر صواريخنا تطورًا، وهو صاروخ لم يُجرّب من قبل. أي أننا في ظل هذه الظروف أجرينا تجربة لصاروخ عابر للقارات".