زيادة التكهنات بهجوم إسرائيلي على إيران... وطهران تصر على مواصلة التخصيب

قال حسين شريعتمداري، ممثل علي خامنئي في صحيفة كيهان، إن جميع الشواهد تدل على أن «نظرة أميركا إلى القضية النووية ونسبة التخصيب ليست كما تدّعي".

واعتبر أن "المحطة النهائية للتفاوض من وجهة نظر واشنطن هي إثارة الفتنة وإحداث الفوضى داخل البلاد".

وأضاف شريعتمداري: "المواقف المتناقضة لأمريكا بشأن المفاوضات يجب تقييمها في هذا الإطار، وهي استخدام لأسلوب المماطلة والمراوغة لمواصلة المفاوضات حتى الوصول إلى الهدف المنشود".

كما أشار مدير صحيفة كيهان إلى أن "أحد الأهداف الرئيسية لأميركا هو أخذ الوضع الاقتصادي والمعيشي للشعب رهينة، من خلال ربطه بشكل مشروط بالمفاوضات".

قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، إن بلاده "تخوض حربًا شاملة"، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لا توجد أي علامات على القلق أو الخوف داخل البلاد، بينما "الأعداء، وخاصة الإسرائيليين، يعيشون في قلق دائم".

وأضاف: "نرى العدو بأعيننا، نسمع خطاباته التهديدية، ونشاهد جيشه المتمدد على الأرض. كما نشعر بوضوح بضغطه السياسي والدعائي".

وتابع سلامي قائلاً: "نحن نواجه في مختلف الساحات، من السياسة والاقتصاد إلى الميدان العسكري، تشكيلًا معقدًا وقويًا من أعداء صغار وكبار ضمن تحالف عالمي شيطاني، لكننا لا نقبل بالذل ولا نؤمن بالاستسلام".

قال الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي، في سياق حديثه عن المفاوضات مع الولايات المتحدة: "نحن قادرون على صنع سلاح نووي، لكن لم يصدر أي أمر رسمي بذلك، حتى اليوم". وأضاف: "في حال اتخاذ القرار، فإن إيران تستطيع إنتاج سلاح نووي".

قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، في إشارة إلى مواقف المسؤولين الأميركيين بشأن ضرورة وقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل: "أشعر بخيبة أمل ولم يعد لدي الكثير من الأمل في أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق". "نحن نستعد للخطة ب".

وأضاف رضائي في مقابلة مع شبكة "سي إن إن": "إذا كان هدف الأميركيين هو ببساطة منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، فربما يمكن التوصل إلى اتفاق، ولكن إذا كان هدفهم هو وقف التخصيب بشكل كامل، فإن الاتفاق لن يكون ممكنا بالتأكيد".

ازدادت التكهنات بشأن احتمال توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، ما أثار ردود فعل شديدة من جانب طهران.

وقد أصدر كل من الحرس الثوري الإيراني والجيش الإيراني بيانات حذّرت بشكل صريح من أي عملية عسكرية ضد إيران، وأكدت أن "أيديهم على الزناد".

تأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي انتهت فيه الجولة الخامسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، بالتزامن مع اختتام الجيش الإسرائيلي لمناورات عسكرية تحاكي قتالاً على جبهات متعددة، بالإضافة إلى تحركات عسكرية في جزيرة دييغو غارسيا الاستراتيجية، مما زاد من التكهنات حول سيناريو مواجهة شاملة محتملة.

أكد حسين دقيقي، المستشار الأعلى لقائد الحرس الثوري الإيراني، على موقف إيران في مواصلة تخصيب اليورانيوم داخل البلاد.
وقال دقيقي: "نحن مستعدون للاحتفاظ بالمواد المُخصبة على عمق ألف متر تحت الأرض، في أي مكان يحددونه، ولكن فقط داخل إيران".

بعد الجولة الخامسة من المفاوضات، صرّح عباس عراقجي بأن الطرفين سيقومان بدراسة اقتراح سلطنة عمان، وهو اقتراح لا يعلم أحد تفاصيله حتى الآن.

ورغم ذلك، أفادت وسائل الإعلام المحلية والدولية بأن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود.

فهل يُعد اقتراح سلطنة عمان حيلة لتراجع المرشد علي خامنئي، مع الحفاظ على مظهر الصلابة وعدم التنازل؟

قال الدبلوماسي الإيراني السابق والمحلل في الشؤون الدولية، حسين علي زاده، لقناة "إيران إنترناشيونال": "في الجولات الأربع السابقة من المفاوضات، عندما كانت تُعقد جلسات، كان عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، يخرج بعد الاجتماع ويستخدم تعبيرات مثل: بحذر. أو الاجتماع كان بنّاءً".

وأضاف علي زاده: "لكن في الجولة الخامسة، لم يستخدم حتى تعبير (بحذر). وهذا يدل على عمق الخلاف والانقسام الشديد بين الطرفين".

وتابع: "من ناحية أخرى، عندما يُحال الموضوع إلى وسيط، فهذا يعني أن طهران لا تملك مقترحاً. والولايات المتحدة تُصرّ بإلحاح على موقفها بضرورة أن يكون التخصيب بنسبة صفر في المائة. في ظل هذه الظروف، ما هو الاقتراح الذي يمكن أن تقدمه سلطنة عمان ويكون مقبولا لدى الطرفين؟".

ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" نقلًا عن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة لم تتنازل بعد عن مطلبها النهائي بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية.

وأضاف هذا المسؤول الأميركي: "خلال المفاوضات، طُرِحت إمكانية التوصل إلى اتفاق تمهيدي، تتخذ إيران بموجبه خطوات تظهر استعدادها للتخلي الكامل عن إنتاج السلاح النووي."

صرح مصدر أمني في بغداد لقناة "إيران إنترناشيونال" بأنه سيتم إطلاق سراح "عدد من السجناء الإيرانيين" مقابل إطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف.

كما صرح مصدر مقرب من الجماعات الشيعية العراقية لإذاعة إسرائيل الوطنية بأن كتائب حزب الله لم تعلن بعد عن اتفاقها النهائي بشأن هذه المسألة.

ووفقًا لمعلومات تلقتها "إيران إنترناشيونال" من وزارة الداخلية العراقية، فإن السجناء الإيرانيين مدانون بقضايا "أمنية وخطف وقتل" وهم محتجزون حاليًا في السجون العراقية.

ويُقال إن من بين هؤلاء الأفراد عضوًا في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي سيتم إطلاق سراحه مقابل تسوركوف.

وقد حُكم على محمد رضا نوري، أحد عناصر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بالسجن المؤبد في العراق بتهمة قتل أميركي. ويُعتقد أن عضو فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من بين من سيتم إطلاق سراحهم من السجن في العراق مقابل تسوركوف.