بعد مرور أربعة أيام ..الحريق في ميناء رجائي لا يزال مستمرًا .. وأهالي الضحايا تهتف ضد المسؤولين

أعلن رئيس هيئة التأمين الإيرانية مجيد تقي‌لو، أنه لا يمكن حتى الآن الإدلاء برأي دقيق حول حجم الخسائر المغطاة بالتأمين جراء انفجار ميناء رجائي.

وقال تقي‌لو لوكالة الأنباء الرسمية “إرنا”: “بعد استكمال مراجعة جميع وثائق التأمين والانتهاء من تقييم التغطيات التأمينية والأضرار، يمكن حينها إصدار تقدير دقيق للخسائر التي يشملها التأمين”.

وأضاف أن أكثر من 212 من مالكي وثائق تأمين هيكل السيارات قد راجعوا الشركات حتى الآن.

وأوضح تقي‌لو أن “الحقيقة هي أن أبعاد الحادث وحجم الخسائر لم تتضح بعد بشكل دقيق، كما لم يتم بعد تحديد مدى وتفاصيل التغطية التأمينية للحاويات المتضررة، لذلك من غير الممكن حالياً تقديم تقدير دقيق”.

نشرت السفارة الروسية في طهران، يوم الثلاثاء، مقطع فيديو يُظهر طائرة روسية وهي تُسقط المياه فوق مناطق مشتعلة في بندرعباس، وذلك بعد أن أعلن مسؤولون إيرانيون في وقت سابق أن الطائرات الروسية لم تُستخدم في مكافحة الحريق.

وكان وزير الداخلية الإيراني، إسکندر مؤمني، قد صرّح يوم الإثنين بأن طائرات روسية وصلت إلى إيران لكنها لم تكن بحاجة للتدخل، وقال: “وصلت عدة طائرات من روسيا وهي متمركزة هنا، لكن لم تكن هناك حاجة لاستخدامها حتى الآن. نحن نشكرهم”.

وكان سفير إيران في موسكو، كاظم جلالي، قد أعلن الأسبوع الماضي أن روسيا أرسلت ثلاث طائرات إطفاء وفرق إنقاذ بطلب من إيران.

وذكرت السفارة الروسية أن وزارة الطوارئ الروسية، بالتنسيق الوثيق مع نظرائها الإيرانيين، نفذت “عملية شجاعة وقيّمة” في بندرعباس.

قال قائد في سلاح الجو الإيراني، يوم الثلاثاء، إن غالبية القتلى والمفقودين والمصابين في حادثة ميناء رجائي بمدينة بندرعباس كانوا من عمال وموظفي الميناء.

ونقلت وكالة “إيلنا” عن العميد محسن حيدريان، قائد قاعدة الشهيد عبدالكريمي الجوية، قوله: “معظم الضحايا والمفقودين والمصابين هم من موظفي وعاملي الميناء، وتعيش عائلاتهم في المدينة”.

قال وزير الداخلية الإيراني، إسکندر مؤمني، بشأن الانفجار الذي وقع في ميناء رجائي بمدينة بندر عباس: “يجب التعامل مع كل فرد أو جهة قصرت أو كان لها دور في هذا الحادث”.

وبحسب تقرير لوكالة إرنا، أوضح مؤمني خلال اجتماع مشترك لهيئة إدارة الأزمات ومجلس الأمن بمحافظة هرمزغان أن “من الضروري إجراء دراسة دقيقة لأسباب بقاء البضائع في الميناء وإعداد تقرير لتقديمه إلى الحكومة”.

كما دعا مؤمني إلى تجاهل الشائعات، مشددًا على أن “الرواية الحقيقية هي ما أبلغتكم به”.

وأضاف أن النتائج “الشفافة والصادقة” ستُعلن للرأي العام.

وأشار وزير الداخلية أيضًا إلى أهمية “الدفاع المدني”، معتبرًا أنه ضروري في جميع مستويات الخدمات والبنى التحتية لتقليل مستوى الضرر إلى الحد الأدنى.

أعرب عدد من عائلات ضحايا انفجار ميناء رجائي عن احتجاجهم على تقاعس المسؤولين وفشلهم في تقديم إجابات واضحة حول ملابسات الحادثة. وذلك خلال مراسم العزاء التي أُقيمت مساء اليوم الإثنين في "بندر عباس" لضحايا حادثة الانفجار في ميناء رجائي، ووفقاً لمقاطع فيديو وصلت إلى قناة "إيران إنترناشيونال"، ردد بعض أفراد العائلات شعارات مثل: "مسؤولون عديمو الكفاءة، استقيلوا، استقيلوا".

مقطع فيديو تلقته قناة "إيران إنترناشيونال" يظهر تطاير قطع حديدية من الحاويات في الهواء عقب الانفجار الذي وقع في ميناء رجائي بمدينة بندر عباس في إيران. وتُبرز هذه المشاهد بوضوح شدة الانفجار وحجم الأضرار الناجمة عنه.

صرح إسماعيل خطيب، وزير الإعلام الإيراني، عن انفجار ميناء رجائي: "عادةً ما نبحث عن عوامل خارجية في كل ما يحدث أو أي حادث يقع".

وأضاف: "لكن العديد من هذه العوامل لها أمور داخلية تتعلق في الغالب بالتقصير باتخاذ الإجراءات".

قال مدير عام إدارة الأزمات في محافظة هرمزجان بإيران إن عدد ضحايا انفجار ميناء رجائي ارتفع إلى 70 شخصاً.

قال مصدر مطلع لصحيفة "اعتماد"، الصادرة في طهران، إنه منذ ظهر يوم الأحد تم منع وزارة الصحة وجميع المنظمات التابعة لها من نشر أي إحصائيات حول عدد الجرحى والقتلى وأي خسائر بشرية أخرى نتيجة انفجار حاويات في ميناء رجائي ببندر عباس.

ووفقًا لهذا التقرير، فإن الإحصائيات الجديدة في هذا الشأن ستُعلن "بموافقة مديري وحدات إدارة الأزمات الإقليمية أو الوطنية".

وحتى ظهر يوم الاثنين 28 أبريل (نيسان)، أفادت المصادر الرسمية بوفاة 46 شخصًا وإصابة 1200 آخرين في انفجار ميناء رجائي بمدينة بندر عباس.

وكتبت صحيفة "اعتماد": "وزارة الصحة، التي هي المسؤولة عن أسرة المستشفيات والقبول وتقديم الخدمات العلاجية وتوزيع الأدوية والأطباء في البلاد، وتستلم وتسجيل تقارير الحالات في الطوارئ والأقسام العادية والخاصة في المستشفيات، لا يُسمح لها بالإعلان عن الإحصائيات".

وفي وقت سابق، قال فريد موسوي، عضو البرلمان عن مراغه وعجب ‌شير: "لقد كان إعلام الحكومة حول حادثة بندر رجائي في الوقت المناسب، شفافًا وقابلًا للقبول، وقد تم إدارة الرأي العام بشكل جيد، بحيث لم يُسمح لوسائل الإعلام الأجنبية بالاستفادة من الحادث".

ونقلت صحيفة "اعتماد" عن أحد موظفي شركات ميناء رجائي قوله: "بعد يوم من الانفجار، تمكنت فرق الإنقاذ من إخراج الأحياء والأموات من تحت أنقاض مقر شركة خزرقشم، ولكن بقايا مقر شركة سيناء ما زالت مشتعلة، ولا يُعرف كم من الجثث قد تكون تحت أنقاض تلك الشركة".

قال رئيس هيئة إدارة الأزمات في إيران: إن العمليات الرئيسية للسيطرة على الحريق وإخماده انتهت ظهر يوم الاثنين، وبأمر من وزير الداخلية ومع انتهاء العمليات، تم تفويض متابعة الإجراءات إلى المحافظة، وستكون إدارتها من مسؤولية المحافظ.