وفي المقابل، شدّد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، على أنّ طهران "لن ترضخ للضغوط العسكرية أو السياسية"، مهاجمًا الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ بسبب ما وصفه بـ "صمتها حيال الهجمات الإسرائيلية والأميركية على المنشآت النووية الإيرانية".
وقال غروسي، يوم الاثنين 15 سبتمبر (أيلول)، إنّ اجتماع هذا العام ينعقد في ظل توترات عالمية خطيرة، مشيرًا إلى أنّ "الحروب والإرهاب وتآكل المعايير النووية واتساع فجوات عدم المساواة" باتت تمثل تحديًا لإرادة المجتمع الدولي. وأكّد أنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية عازمة على مواجهة هذه التحديات.
وبخصوص العلاقة مع طهران، أوضح: "نحن نتعاون مع إيران لاتخاذ خطوات عملية تهدف إلى استئناف التنفيذ الكامل للضمانات النووية".
وكان غروسي قد أشار سابقًا إلى أنّ مفتشي الوكالة لم يُسمح لهم بعد بدخول مواقع نطنز وأصفهان النووية، أو التحقق من معرفة مصير ما يقارب 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة.
وجدير بالذكر أنّ وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد توصلا، في 9 سبتمبر الجاري، خلال اجتماعهما في العاصمة المصرية القاهرة، إلى آلية جديدة لمواصلة التعاون بين الجانبين.
وأوضح غروسي آنذاك أنّ الاتفاق يتعلّق بـ "خطوات عملية لاستئناف عمليات التفتيش في إيران"، بما في ذلك آليات تفتيش المنشآت النووية التي تعرضت لهجمات. لكن عراقجي صرّح لاحقًا، بشكل متناقض، بأن "المفتشين لن يُسمح لهم بالدخول إلا في محطة بوشهر النووية".
انتقادات إسلامي للوكالة الدولية
من جانبه، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، في كلمته أمام الاجتماع السنوي في فيينا، يوم الاثنين 15 سبتمبر: "إن برنامجنا النووي لن يُدمّر عبر العمليات العسكرية". واعتبر أنّ تعاون طهران مع الوكالة "واسع ومنسق"، لكنه انتقد في الوقت ذاته "صمت" الوكالة عن الهجمات الإسرائيلية والأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، واصفًا ذلك بـ "وصمة عار في تاريخ الوكالة".
أضاف إسلامي أنّ طهران تتوقع من مؤتمر الوكالة "اتخاذ خطوات مناسبة ردًا على الهجمات غير القانونية الأميركية والإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية"، مشيرًا إلى أنّ بلاده "لا يمكنها تجاهل الأعمال العدوانية لبعض أعضاء مجلس الأمن".
كما وصف تفعيل "آلية الزناد" من جانب الدول الأوروبية الثلاث بأنه "غير قانوني"، مؤكّدًا أنّ تلك الدول "مدينة للشعب الإيراني".
وختم بالقول إنّ إيران "لن ترضخ للضغوط العسكرية أو السياسية".
وكان مسؤولون إيرانيون قد هددوا مرارًا غروسي، لا سيما بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا، ووصل الأمر إلى التلويح باعتقاله أو حتى تهديده بالقتل في حال زيارته لإيران. وآخر هذه التصريحات كان في 11 سبتمبر الجاري، حين وصف جواد حسيني كيا، نائب رئيس لجنة الصناعة والتعدين في البرلمان الإيراني، غروسي بأنه "عميل للموساد" بعد اتفاق القاهرة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ أحد شروط الدول الغربية لعدم تفعيل "آلية الزناد" هو أن تتيح طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية وصولاً كاملاً إلى مخزونها من اليورانيوم المخصب. ولدى إيران مهلة حتى نهاية سبتمبر الجاري؛ للتوصل إلى اتفاق مع الغرب لتفادي إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي.