جاء ذلك في مراسم إحياء ذكرى بنيامين زئِف هرتسل، مؤسس الفكر الصهيوني السياسي، يوم الأربعاء 16 يوليو (تموز)، وبحضور كبار المسؤولين الإسرائيليين، بينهم إسحاق هرتزوغ، رئيس دولة إسرائيل.
وقال نتنياهو إن "كوروش حررنا"، مضيفا: "ربما تكون عملياتنا قد أحدثت الآن بعض التصدعات في هذا الاستبداد".
وليست هذه المرة الأولى التي يشير فيها نتنياهو إلى كوروش الكبير، ملك السلالة الأخمينية، عند الحديث عن إيران.
فقد سبق له في أبريل (نيسان) عام 2022 أن تحدث عن الثقافة الإيرانية والروابط التاريخية لليهود مع إيران القديمة، وقال: "كان لدينا رجل لن ننساه أبداً: كوروش الكبير، الذي ورد اسمه في كتابنا المقدس. عندما نتحدث عن كوروش، فإننا نتحدث عن زعيم عظيم لحضارة عظيمة، ونكرّم ذكراه لأنه ساعد في بناء معبد اليهود في أورشليم وعودة اليهود المنفيين من بابل".
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد نشرت يوم 13 يوليو (تموز)، تقريراً خاصاً للتحقق من صحة الأخبار حول هجوم إسرائيل على مجلس الأمن القومي الإيراني.
وأظهر التقرير أنه خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً بين النظام الإيراني وإسرائيل، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية، في 16 يونيو (حزيران) على الأقل، هجمات دقيقة على موقع اجتماع كبار قادة النظام الإيراني.
وفي 23 يونيو، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: "تغيير النظام في إيران يعتمد على الشعب الإيراني"، مضيفاً: "هدفنا في إيران ليس تغيير النظام، لكن قد يكون ذلك نتيجة جانبية".
أما إسحاق هرتزوغ، رئيس دولة إسرائيل، فقال لقناة "سي إن إن": "تغيير النظام ليس هدفاً رسمياً للحرب، ولكن إن حصل، فسيكون نتيجة جانبية مباركة جداً".
وكان نتنياهو قد صرح في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" في 15 يونيو أن "تغيير النظام في إيران يمكن أن يكون نتيجة للحرب، لأن النظام الإيراني ضعيف". في اليوم نفسه، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أميركيين أن الرئيس السابق دونالد ترامب قد رفض خطة إسرائيل لاغتيال المرشد الإيراني.
وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي في ما تبقى من خطابه عن شخصية ورؤية بنيامين زئِف هرتسل، واصفاً إياه بأنه أول سياسي يهودي حديث استطاع التحدث مع قادة العالم وجلب حلم العودة إلى الأرض الأجدادية إلى الساحة الدولية.
وأكد نتنياهو أن "هرتسل كان يؤمن بأنه من خلال الدبلوماسية والشرعية الدولية، يمكن تحقيق هدف حركة الصهيونية. لقد تحدث مع السلطان العثماني، وإمبراطور ألمانيا، وملك إيطاليا، والبابا، وقادة آخرين في العالم".
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) ورد فعل الجيش الإسرائيلي، قائلاً: "بعد ذلك الهجوم، تقدمنا بإرادة واضحة وهدف مقدس من أجل تحطيم حماس واستعادة الرهائن. اليوم نحن ندفع ثمناً باهظاً، لكننا حققنا إنجازات واضحة ستبقى لأجيال".
وفي ختام خطابه، قال نتنياهو: "اليوم إسرائيل دولة قوية تحظى باحترام عالمي. وسنتابع، بالتعاون مع الرئيس ترامب، توسيع اتفاقيات أبراهام وإحلال السلام مع دول عربية أخرى؛ سلام من موقع القوة".
وأنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي كلماته باستحضار بيت شعر من هرتسل حكّاك، الشاعر الإسرائيلي الذي قُتل أقاربه في هجوم 7 أكتوبر، وقال: "شعبنا حي، وأرضنا حية، وروح هرتسل تجري فينا".