وجاء في البيان الصادر عن الخارجية الألمانية، يوم الأربعاء 16 يوليو (تموز)، بشأن البرنامج النووي الإيراني: "نحن بحاجة إلى حلّ دبلوماسي دائم وقابل للتحقق يأخذ في الحسبان المصالح الأمنية للمجتمع الدولي".
وأضاف البيان: "في حال عدم التوصل إلى مثل هذا الحل خلال فصل الصيف، ستكون آلية العودة التلقائية للعقوبات (Snapback) أحد الخيارات المتاحة أمام دول الترويكا الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا). نحن ننسق بشكل وثيق مع شركائنا في هذا الشأن".
وكان موقع "أكسیوس" الإخباري الأميركي قد نقل في وقت سابق عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، ونظراءه من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، اتفقوا خلال مكالمة هاتفية على اعتبار نهاية شهر أغسطس (آب) المقبل موعدًا نهائيًا غير رسمي للتوصّل إلى اتفاق نووي مع النظام الإيراني.
وأضافت المصادر أن المكالمة، التي جرت في 14 يوليو (تموز)، هدفت إلى تنسيق المواقف بشأن تفعيل آلية الزناد ومناقشة المسار الدبلوماسي المحتمل.
ووفقًا للتقرير، تعتزم الدول الأوروبية الثلاث تفعيل الآلية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية أغسطس (آب)، وهو ما قد يؤدي إلى إعادة فرض العقوبات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ضد إيران.
لماذا آلية الزناد؟
آلية الزناد (Snapback) التي أُدرجت في نص الاتفاق النووي المبرم 2015 كوسيلة للرد على انتهاكات محتملة من قِبل النظام الإيراني، تنتهي صلاحيتها في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ونظرًا لأن إجراءات تفعيل هذه الآلية تستغرق نحو 30 يومًا، تسعى الدول الأوروبية إلى إتمام هذا المسار قبل أن تتولى روسيا رئاسة مجلس الأمن في أكتوبر.
وتعتبر العواصم الغربية هذه الآلية بمثابة أداة ضغط على طهران وخيارًا بديلًا في حال فشل المساعي الدبلوماسية.
في المقابل، يرفض مسؤولو النظام الإيراني هذه الآلية، ويعتبرونها غير قانونية، وهددوا بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) ردًا على أي خطوة نحو إعادة فرض العقوبات.
ونقل "أكسیوس" عن مصدرَين مطّلعين أن الأوروبيين سيوجهون خلال الأيام والأسابيع المقبلة رسالة إلى طهران مفادها أن اتخاذ خطوات لبناء الثقة بخصوص البرنامج النووي يمكن أن يحول دون تفعيل العقوبات.
ومن بين هذه الخطوات: استئناف عمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي توقفت بعد الهجمات الأميركية والإسرائيلية على منشآت نووية داخل إيران. ونقل نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى خارج إيران، بحسب مصدر آخر.
وفي هذا السياق، أفاد مسؤولان إسرائيليان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، طلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومبعوثه الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، عدم الوقوف في وجه تفعيل آلية الزناد.
ونقل عنه قوله: "على إيران أن تعلم أن الوقت المتاح للتوصل إلى اتفاق بات محدودًا".