وأشارت صحيفة "إسرائيل هيوم" إلى غياب المرشد الإيراني، البالغ من العمر 86 عامًا، لمدة 22 يومًا عقب الهجمات الجوية الإسرائيلية في شهر يونيو (حزيران) الماضي، والتي استهدفت- بحسب الصحيفة- مراكز قيادية وحاسمة لاتخاذ القرار، مؤكدة أن خامنئي، الذي اختفى عن الأنظار خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، كان متحصنًا في مخبأ بسبب القلق من غارات محتملة لسلاح الجو الإسرائيلي على مواقع قادة النظام الإيراني.
وأثار هذا الغياب المفاجئ، بحسب الصحيفة، موجة من الشائعات داخل إيران وخارجها بشأن وضعه خامنئي الصحي، وقدرته على القيادة، بل وحتى عن احتمال وفاته.
ادعاء بالنصر وتهديد بالانتقام
وقبل ظهوره العلني يوم السبت الماضي، نشر خامنئي الأسبوع الماضي رسالة مصوّرة مسجلة مسبقًا، ادعى فيها أن النظام الإيراني قد انتصر على إسرائيل وأميركا. ووفقًا لما نشرته "إسرائيل هيوم"، فقد هنّأ خامنئي في هذه الرسالة "الشعب الإيراني على الانتصار على الكيان الصهيوني (إسرائيل)"، مدعيًا أن إسرائيل "كادت تنهار تحت ضربات النظام الإيراني".
وأضافت الصحيفة أن خامنئي تجاهل في كلمته آثار الضربات الإسرائيلية والأميركية على البنية التحتية النووية للنظام الإيراني، وقال: "إن واشنطن لم تحصل على شيء يُذكر"، واعتبر تصرفات رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، "عرضًا مسرحيًا أمام الشعب الأميركي".
وأشار المرشد الإيراني أيضًا إلى الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران على قاعدة أميركية في قطر، قائلًا: "إن النظام الإيراني وجّه صفعة قوية لأميركا"، إلا أن تقارير وسائل الإعلام الغربية تشير إلى أن القاعدة كانت قد أُخلِيت تمامًا قبل الضربة، وأن الهجوم تم بالتنسيق المسبق مع الجانب الأميركي، بحسب تصريحات ترامب.
مع ذلك، حذّر خامنئي في الرسالة ذاتها من أن "أي عدوان مستقبلي على إيران سيُقابل بثمن باهظ"، مضيفًا: "بلادنا قوية ولن تستسلم أبدًا".
الظهور مجددًا في "تاسوعاء": ترميز متعمد لمظلومية النظام
ذكرت "إسرائيل هيوم" أن اختيار خامنئي يوم تاسوعاء للعودة إلى المشهد العلني يحمل دلالات رمزية وسياسية ثقيلة، فاليوم الذي يسبق عاشوراء، ذكرى مقتل الحسين بن علي، سبط النبي محمد، في معركة كربلاء عام 680 ميلاديًا، يُعد محورًا للعزاء الشيعي منذ أكثر من 13 قرنًا، وقد استُخدم دائمًا في النظام الإيراني كمنصة لعرض الأيديولوجيا وربط مظلومية النظام بالرموز الدينية.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فرغم أن خامنئي، وقبله روح الله الخميني، كانا يعارضان الممارسات المتطرفة في إحياء مراسم عاشوراء كضرب السيوف (القَمْه)، فإن الظهور المفاجئ للمرشد الإيراني في هذا اليوم بالتحديد كان يحمل رسالة واضحة للداخل والخارج: تصوير النظام الإيراني على أنه "الطرف المظلوم" في مواجهة إسرائيل وأميركا.
وترى "إسرائيل هيوم" أن هذه عودة خامنئي المحسوبة في يوم تاسوعاء جاءت في سياق محاولة النظام الإيراني إعادة إسقاط ذاته على سردية "كربلاء التاريخية"، بهدف استعادة شرعية المرشد، التي تضررت بفعل الضربات الناجحة لإسرائيل داخل العمق الإيراني، وبسبب الشائعات المتزايدة حول وضعه.