وبحسب التقرير، أطلقت إيران خلال المعارك قرابة 1000 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن واحدة فقط منها أصابت هدفها في مدينة بيت شئان شمال البلاد، بينما سقطت البقية أو تم اعتراضها. وقد عبّر مسؤولون في الجيش الأميركي، أثناء تحليلهم للعملية، عن دهشتهم من كفاءة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
قبل اندلاع الحرب، حذّر جيش الدفاع الإسرائيلي في تقرير لمجلس الوزراء الأمني من أن هجومًا واسعًا من إيران قد يودي بحياة 800 مدني، بل إن سيناريوهات أكثر تشاؤمًا قدّرت العدد بـ4000 قتيل. ومع ذلك، قُتل في الواقع 29 شخصًا فقط، وهو رقم اعتبرته السلطات الإسرائيلية دليلًا على نجاح العملية العسكرية، رغم أن حجم الدمار الناتج عن الصواريخ الباليستية الإيرانية كان غير مسبوق.
وأظهرت سيناريوهات عسكرية إسرائيلية أنه إذا نجحت إيران في تعطيل الرادارات الإسرائيلية وأنظمة الاعتراض، فقد يتراوح عدد الضحايا بين 200 إلى 400 قتيل، لكن الجيش الإسرائيلي اعتبر نجاح إيران في ذلك أمرًا مستبعدًا.
صمّم الجيش الإسرائيلي عمليته ذات الأيام الـ12 بهدفين رئيسين:
1. ضرب البرنامج النووي الإيراني.
2. إضعاف قدرة طهران على إنتاج الصواريخ الباليستية.
وأكد التقرير أن تغيير النظام في إيران أو زعزعة الحكم لم يكونا من ضمن الأهداف المعلنة للعملية.
هجمات مثيرة للجدل
رغم ما اعتُبر نجاحًا استراتيجيًا، أثارت بعض الهجمات الإسرائيلية انتقادات داخلية ودولية، أبرزها:
• قصف سجن إيفين الذي أسفر عن مقتل أكثر من 70 سجينًا، كان الكثير منهم من الناشطين الديمقراطيين.
• الهجوم على ساحة الساعة في ميدان فلسطين بطهران، حيث يُعرض عدّاد زمني يُظهر حسابًا عكسيًا لـ"نهاية إسرائيل"، لم يُفلح في تعطيل هذا الرمز الدعائي، والذي لا يزال يعمل.
ومع استمرار العملية، دعا بعض الوزراء الإسرائيليين إلى تصعيد الضربات ضد مؤسسات النظام، بهدف إضعاف القيادة الإيرانية، لكن الجيش أصرّ على تجنّب التورط في مغامرات طويلة الأمد.
ضغوط ترامب ودور الولايات المتحدة
جاء إنهاء الحرب بشكل مفاجئ نتيجة ضغط مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ووفقًا لـ"هآرتس"، أثناء أحد اجتماعات مجلس الوزراء الأمني التي طُرحت فيها مقترحات لتوسيع الهجمات، تلقّى بنيامين نتنياهو مذكرة عاجلة من ترامب تفيد ببدء الهدنة خلال ست ساعات. وقد ظن بعض الوزراء أن نتنياهو كان على علم مسبق لكنه سمح باستمرار الجلسة عمدًا.
خامنئي يظهر نادرًا
منذ نهاية الحرب، نادرًا ما ظهر المرشد علي خامنئي، في العلن. ويعتبر بعض المحللين أن هذا الغياب يعكس ضعفًا بدنيًا ونفسيًا، وإن كان النظام لا يزال متماسكًا ويواصل سياسة القمع المنهجية ضد المجتمع الإيراني.
تقديرات جديدة بشأن البرنامج النووي
وأفاد التقرير أن التقييمات العسكرية الإسرائيلية باتت أكثر حذرًا بشأن حجم الضرر الذي أصاب البرنامج النووي الإيراني. وترى هيئة الأركان العامة أن الضربات قد تكون أخّرت البرنامج بشكل كبير، لكن لا يزال هناك احتمال قائم بأن يُقدم خامنئي على خطوة استراتيجية نحو إنتاج سلاح نووي.
وتشير الصحيفة إلى أن مشاركة الولايات المتحدة في الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية كانت حاسمة، وأظهرت التزامًا أميركيا صريحًا بمنع طهران من امتلاك قدرات تسليحية نووية في هذه المرحلة.
ومن وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية، فإن الطريق الأمثل للمضي قدمًا يتمثّل في إبرام اتفاق جديد يعالج نقاط الضعف في الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحب منه ترامب في عام 2018 بطلب من نتنياهو. ومع ذلك، فإن الوقت لا يزال مبكرًا للحكم على إمكانية إنجاز اتفاق كهذا في المستقبل القريب.