وقال مدير قسم أبحاث الحرس الثوري في مؤسسة "متحدون ضد إيران النووية" (UANI)، كسری أعرابي، في حديثه للشبكة الأميركية، إن مستوى القمع الحالي في إيران "غير مسبوق"، مضيفًا أن النظام الإيراني يتحول بسرعة إلى هيكل شبيه بكوريا الشمالية.
وأضاف: "نحن نشهد نوعًا من العُزلة الداخلية التي ستكون لها تبعات خطيرة على الشعب الإيراني. القمع بلغ مرحلة لم يسبق لنا أن شهدناها من قبل".
وبحسب "فوكس نيوز"، فإن مصادر من داخل إيران أكدت هذه التقييمات، إذ قال أحدهم: "إن مستوى القمع أصبح مخيفًا للغاية".
ووفقًا لـ "أعرابي"، فإن قوات الأمن الإيرانية تقوم بتوقيف المواطنين بشكل عشوائي في شوارع طهران، وتصادر هواتفهم وتفحص محتواها، وإذا عثرت على أي إشارة لدعم إسرائيل أو سخرية من النظام، فإن الشخص "يختفي".
وتابع: "بات كثير من الناس يفضلون الخروج من المنزل دون هواتف، أو حذف كل شيء من أجهزتهم المحمولة".
ووصف أعرابي أجواء الخوف والترهيب هذه بأنها تشبه تمامًا تلك السائدة في كوريا الشمالية، حيث يختفي الناس دون تفسير، وتُقيّد بشدة إمكانية الوصول إلى المعلومات.
وجدير بالذكر أنه خلال الحرب الأخيرة، قطع النظام الإيراني الإنترنت بالكامل، وحجب الرسائل التحذيرية التي أرسلتها إسرائيل للمدنيين. وحول هذا قال أعرابي: "لم تُرسل أي رسائل لمدة أربعة أيام. حتى تحذيرات الإخلاء التي بعثتها إسرائيل لم تصل".
ووفقًا للتقرير، فقد كان هدف النظام الإيراني من هذا الإجراء أمرين؛ أولاً: منع خروج الناس إلى الشوارع، وثانيًا: القضاء على حالة التعاطف غير المتوقعة التي نشأت بين بعض الإيرانيين والهجمات الإسرائيلية ضد الحرس الثوري.
وأشار أعرابي إلى أنه "في بداية الحرب، رحّب العديد من الإيرانيين بالهجمات؛ لأنهم علموا أن الهدف هو المؤسسات القمعية في البلاد. ولكن بعد قطع الاتصالات وتصاعد الخوف، بدأت الشكوك والغموض تسود المجتمع".
وتحدث أعرابي أيضًا عن أزمة داخل بنية السلطة الإيرانية، وأكد أن العمليات، التي استهدفت إيران، لم تكن لتُنفذ دون اختراق على مستوى عالٍ من المعلومات، مشيرًا إلى وجود ضغوط كبيرة لإجراء "تطهير داخلي" داخل الحرس الثوري.
وأوضح أن الجيل الجديد من ضباط الحرس الثوري، الذين التحقوا بالجهاز بعد عام 2000، أكثر تشددًا بكثير من القادة السابقين، وأن أكثر من نصف تدريباتهم تركز على الجانب العقائدي. هذه الفئة الجديدة الآن تتهم بعض القادة الكبار بالتراخي أمام إسرائيل، بل وحتى بالتواطؤ مع "الموساد".
وتابع أعرابي: "خامنئي هو من أنشأ هذا الهيكل العقائدي لتثبيت حكمه، لكنه الآن لم يعد بإمكانه السيطرة عليه".
كما أورد التقرير أن "الحرس الثوري يواجه أزمة كبرى بعد خسائره الفادحة"، وأن "سقوط العقيدة العسكرية الكلاسيكية للنظام" قد يدفعه للاعتماد على "الإرهاب المستهدف القابل للإنكار" كأداة رئيسة لبسط النفوذ.
وأردف أعرابي: "إن هناك ثلاثة أعمدة أساسية لقوة النظام، وهي الميليشيات التابعة له، والصواريخ الباليستية، والبرنامج النووي، والتي تم تدميرها أو تعرضت لأضرار جسيمة، والخيار الوحيد المتبقي هو الحرب غير المتماثلة".
وختم قائلاً: "هذا القمع الواسع دليل ضعف النظام، لا قوته؛ فلو كان النظام واثقًا من نفسه، لما احتاج لسحق شعبه. هذا سلوك نابع من الخوف. لكن طالما آلة القمع لم تتوقف، ستبقى الشوارع صامتة، وتغيير النظام سيبقى أمرًا غير مرجح".
ومن جانبه صرّح الأستاذ الجامعي، أفشون استوار، لـ "فوكس نيوز"، بأن القمع الداخلي لطالما كان أداة رئيسة لبقاء النظام الإيراني، ومن المرجح أن يزداد هذا النهج تطرفًا في المرحلة المقبلة.
وقال: "ربما لم يعد النظام يرى وسيلة للبقاء سوى بمزيد من الضغط على المواطنين؛ وهو شيء شبيه بكوريا الشمالية".