وأوضح رجبي مشهدي أن الطلب على الكهرباء يفوق القدرة الإنتاجية، وقال إنه نتيجة لزيادة الاستهلاك ونقص الإنتاج، ستكون هناك انقطاعات يومية للكهرباء لمدة ساعتين في القطاعين السكني والعام، مشيرًا إلى أن تقليص هذه الانقطاعات مرهون بخفض استهلاك الكهرباء.
وأضاف: "كلما تراجع مستوى أزمة نقص الطاقة، انخفضت أيضًا معدلات انقطاع الكهرباء".
وتزامنًا مع تفاقم أزمة الطاقة في إيران، أعلن عضو لجنة الطاقة في البرلمان، محمد بهرامي سيف آبادي، خطة جديدة لتسعير الكهرباء والغاز بطريقة تصاعدية، قائلاً: "إن هذه الخطة تعتمد على تخصيص حصة فردية من الطاقة، ومن يتجاوز هذه الحصة، عليه دفع السعر الحقيقي للطاقة".
وأردف: "إن الفكرة الأساسية لنظام التسعير الثنائي للغاز والكهرباء تستند إلى مشروع (الطاقة للفرد)؛ أي أن الدعم لا يُمنح على أساس الاستهلاك، بل يُخصص لكل رمز وطني (فرد) ".
وفي هذا السياق، قال عضو هيئة تحرير "إيران إنترناشيونال"، رضا غيبي: "إن انخفاض استهلاك الكهرباء خلال الحرب مع إسرائيل كان بسبب الإغلاقات والتعطيلات، إلا أن الحكومة استغلت هذا الانخفاض لصالحها. ومع انتهاء الحرب، ظهرت الاختلالات من جديد".
وكان وزير الطاقة الإيراني، عباس علي آبادي، قد صرّح في 30 يونيو (حزيران) الماضي، بأن الوزارة "تحاول تقليل انقطاع الكهرباء خلال ساعات الليل، وإذا لزم الأمر، فسيكون الانقطاع خلال ساعات النهار".
انقطاع الكهرباء وروايات المواطنين
أشارت مقاطع الفيديو، التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، إلى انقطاع التيار الكهربائي في بعض مناطق إيران، بعد انتهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل.
وأفاد عدد من المواطنين، من خلال إرسال مقاطع مصورة، بأن الانقطاعات تكررت في مدينة الأهواز.
وبحسب أقوالهم، فإن درجات الحرارة المرتفعة جدًا في محافظة خوزستان جعلت الوضع لا يُحتمل بالنسبة للكثير من السكان.
وقال أحد المواطنين، في مقطع مصوّر، إن النظام الإيراني "عاد إلى إعدادات المصنع"، بعد انتهاء المواجهات مع إسرائيل، في إشارة إلى العودة للأزمات المتكررة.
وأضاف أن استخدام المولدات الكهربائية لم يعد مقتصرًا على المخابز فقط، بل اضطر العديد من المهن والأعمال الأخرى إلى استخدامها، مما تسبب بزيادة في الضوضاء والتلوث البيئي.
أرسل مواطن آخر من الأهواز مقطع فيديو يظهر فيه انقطاع التيار في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشدة، وانتقد الأوضاع الحالية قائلاً: "إن الحكومة تنتقم من المواطنين بعد الحرب مع إسرائيل".
وكانت إيران قد واجهت في صيف السنوات الماضية أزمات متكررة في الكهرباء. وتُرجع السلطات الإيرانية هذه الأزمة إلى ما تسميه "اختلال التوازن بين الإنتاج والاستهلاك".
ويعتقد خبراء أن غياب الاستثمار في قطاع الكهرباء، وتَقادُم البنية التحتية، وعدم تطوير محطات التوليد، من الأسباب الرئيسة لأزمة الكهرباء، والنقص الذي يُقدر بنحو 14 ألف ميغاواط في إيران.