وزير الخارجية الأميركي: إيران وراء كل أزمات المنطقة ولا ينبغي أن تمتلك سلاحًا نوويًا

أكد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن الملف النووي الإيراني يُعد "أمرًا طارئًا"، مشيرًا إلى أن إسرائيل، والولايات المتحدة، ودول المنطقة بأكملها، لا تريد أن تمتلك طهران سلاحًا نوويًا.
وقال ماركو روبيو، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، يوم الجمعة 16 مايو (أيار): "إن مشكلتنا ليست مع الشعب الإيراني، فهو شعب محب للسلام، ذو حضارة عريقة وثقافة نكنّ لها كل احترام. مشكلتنا مع نظام ديني يقف خلف كل أزمات المنطقة".
وأضاف: "الحوثيون والميليشيات، التي شنت هجمات من العراق وسوريا، جميعهم مرتبطون بالنظام الإيراني. كل حالات عدم الاستقرار في سوريا تعود جذورها إلى طهران".
وصرّح روبيو بأن النظام الإيراني يردد بشكل منتظم شعارات مثل "الموت لإسرائيل" و"الموت لأميركا" كل يوم وكل يوم جمعة، مؤكدًا: "ينبغي أخذ هذه التصريحات على محمل الجد. نظام كهذا يجب ألا يُسمح له مطلقًا بامتلاك سلاح نووي. والرئيس ترامب أوضح بجلاء أن ذلك لن يحدث".
تفاؤل بحل الأزمة الإيرانية
أعرب روبيو، في مقابلته، عن أمله في حل الملف النووي الإيراني عبر الوسائل الدبلوماسية والسلمية، وقال: "في النهاية، القرار بيد شخص واحد فقط، هو المرشد الإيراني. آمل أن يختار طريق السلام والازدهار، لا المسار المدمر".
وأشار إلى أن طهران تقف الآن على عتبة امتلاك سلاح نووي، مضيفًا: "إذا قرروا صنعه، فيمكنهم فعل ذلك بسرعة. لقد خزّنوا ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، ويمكنهم بسهولة رفعه إلى 90 في المائة، وتحويله إلى مادة صالحة لصنع سلاح نووي".
وأضاف: "المسألة لا تتعلق فقط بامتلاك السلاح النووي. إنهم يملكون صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل تلك الأسلحة. هذا تهديد بالغ الخطورة، وهم يقومون بعمليات التخصيب بشكل واضح. بل إن برلمانهم أقر قانونًا يُلزمهم بالتخصيب بمستويات محددة".
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن ترامب وضع الملف النووي الإيراني على رأس أولويات إدارته، وقال: "الجميع الآن باتوا يدركون الطابع العاجل لهذا الوضع، لأن إيران أصبحت قريبة جدًا من امتلاك سلاح نووي".
وختم روبيو بقوله: "علينا أن نوقف هذا المسار بأي وسيلة كانت، ونأمل أن يتحقق ذلك عبر طريق السلام والمفاوضات".
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد صرّح يوم الخميس 15 مايو، بأن إيران "وافقت جزئيًا" على الشروط، التي وضعتها واشنطن في المفاوضات النووية، ما يشير إلى أن الجمود الطويل في الحوار بين إيران والولايات المتحدة قد يقترب من نهايته.
وقال ترامب، خلال زيارته إلى قطر: "نحن قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق. ربما شاهدتم اليوم تقارير تفيد بأن إيران وافقت جزئيًا على الشروط التي وضعناها. نحن لن نسمح بأي نشاط نووي في إيران".
وشدد مجددًا على أن الهدف الرئيس لإدارته هو منع طهران من امتلاك سلاح نووي، مضيفًا: "يجب ألا يمتلكوا سلاحًا نوويًا. هذا كل ما في الأمر. الأمر بسيط جدًا".
وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي في وقت حذّر فيه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، خلال الشهر الماضي، من أن إيران تمتلك بالفعل كميات كافية من اليورانيوم المخصب لتصنيع عدة رؤوس نووية، ويمكنها البدء في إنتاج سلاح نووي خلال بضعة أشهر فقط.
وحتى الآن، جرت أربع جولات من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.
وفي 8 مايو الجاري، نقلت قناة "إيران إنترناشيونال" عن مصادر مطلعة أن الطرفين لا يزالان مختلفين بشأن استمرار أنشطة التخصيب داخل الأراضي الإيرانية، وهو ما يؤثر سلبًا على مسار المحادثات.