الناتو: إيران وروسيا شريكان في جرائم الأسد ضد الشعب السوري

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، إن النظامين الإيراني والروسي شريكان في جرائم بشار الأسد ضد الشعب السوري.

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، إن النظامين الإيراني والروسي شريكان في جرائم بشار الأسد ضد الشعب السوري.
وفي رده على طلب من إذاعة "صوت أميركا" للتعليق على التطورات الأخيرة في سوريا، قال الأمين العام للناتو: "لقد كان كل من روسيا وإيران الداعمين الرئيسيين لنظام الأسد، وشاركا في ارتكاب الجرائم ضد الشعب السوري. وأثبتا أنهما شريكان لا يمكن الوثوق بهما، وعندما لم يعد الأسد ذا فائدة لهما، تخليا عنه".
كما شدد مارك روته على ضرورة مراقبة سلوك قادة الفصائل المعارضة للأسد خلال المرحلة الانتقالية، مؤكداً أنهم يجب أن يلتزموا بسيادة القانون، مع حماية المدنيين واحترام الأقليات.
وأعرب الأمين العام للناتو عن أمله في تحقيق انتقال سلس للسلطة في دمشق، وتشكيل عملية سياسية شاملة يقودها السوريون بأنفسهم.
ووصف مارك روته التطورات الأخيرة في سوريا عقب سقوط بشار الأسد بأنها "مصدر فرح"، لكنها في الوقت ذاته "تثير حالة من الغموض لدى الشعب السوري والمنطقة".
من جانبه، قال جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة، يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)، إن سقوط نظام بشار الأسد يشكل فرصة "تاريخية" للشعب السوري، لكنه يأتي أيضاً مع "مخاطر وحالة من عدم اليقين".
وأشار بايدن إلى أن النظامين الإيراني والروسي، إلى جانب جماعة حزب الله، دعموا الأسد لسنوات طويلة، لكن عجزهم عن الاستمرار في هذا الدعم أدى إلى سقوط نظامه.
وفي اليوم ذاته، كتب دونالد ترامب، الرئيس الأميركي المنتخب، في حسابه على منصته الاجتماعية "تروث" مشيراً إلى طهران وموسكو كأكبر داعمين لبشار الأسد: "روسيا وإيران الآن في وضع ضعيف. الأولى بسبب الحرب في أوكرانيا وسوء حالتها الاقتصادية، والثانية بسبب نجاح إسرائيل في مواجهتها".

نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مصدر داخل النظام الإيراني، أن طهران فقدت ثقتها في بشار الأسد منذ وقت طويل. وقال المصدر للصحيفة: "تكلفة تقاعس بشار الأسد كانت باهظة بالنسبة لنا، فقد تحالف مع أطراف في المنطقة وعدته بمستقبل لم يتحقق أبداً".
وبحسب التقرير، فإن طهران كانت قد "فقدت الأمل" في بشار الأسد منذ أكثر من عام، حيث كان البعض يرى أنه "عائق وعبء" على النظام الإيراني، بينما وصفه البعض الآخر بـ"الخائن".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن المصدر نفسه، أن بشار الأسد في لقائه الأخير مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد صرح له بأن انسحاب قواته من حلب كان "تراجعًا تكتيكيًا"، إلا أن وزير الخارجية الإيراني رد عليه قائلًا إن إيران لم تعد في وضع يمكنها من إرسال المزيد من القوات لدعمه.
في الوقت نفسه، قال عباس عراقجي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني مساء الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)، إن بشار الأسد لم يطلب من طهران مساعدات عسكرية.
وفي الـ24 ساعة الماضية، وبعيدًا عن سقوط حكومة بشار الأسد، ظهرت انتقادات أكثر وضوحًا له في وسائل الإعلام الإيرانية. ففي أحد البرامج التي بثتها قناة "خبر"، التابعة للتلفزيون الإيراني مساء الأحد، انتقد الخبير أصغر زارعي بشدة بشار الأسد، مشيرًا إلى "المعاناة التي سببها" في العلاقة مع إيران.
وقال زارعي في حديثه مع التلفزيون الإيراني: "إعادة بناء موقع إيران سيكون أمرًا في غاية الصعوبة"، مضيفًا: "يجب أن نتأكد من أن هذا لن يحدث في العراق أو اليمن".
كما وصفت صحيفة "فايننشال تايمز" سقوط الأسد، الذي حكمت عائلته سوريا لأكثر من خمسين عامًا، بأنه "ضربة مدمرة" للسياسة الخارجية الإيرانية.
يشار إلى أن طهران لطالما اعتمدت استراتيجيتها على "محور المقاومة" ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، واستخدمت شبكة من القوات بالوكالة في مختلف أنحاء المنطقة.
وكانت سوريا تمثل حلقة مهمة في هذه السلسلة، حيث عملت كمعبر لتأمين التمويل والأسلحة لحزب الله في لبنان، والمليشيات الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن. الآن، مع سيطرة المعارضة على دمشق، تم قطع هذه الحلقة.
ومع ذلك، أكد مسؤول كبير في إسرائيل في حديث مع "فايننشال تايمز" أن تل أبيب لا تتوقع أن يختفي النفوذ الإيراني في "حديقتها الخلفية" بسهولة.

بعد جلسة غير علنية في البرلمان الإيراني بحضور وزير الخارجية عباس عراقجي، قال أحد أعضاء هيئة رئاسة البرلمان إن وزراء خارجية إيران وسبع دول أخرى في قطر اتخذوا "قرارات جيدة"، لكن سقوط بشار الأسد حدث بسرعة كبيرة لدرجة أن هذه القرارات لم تكن فعّالة.
وذكر محمد رشيدي، عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، أن وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا وخمس دول عربية قد اتخذوا "قرارات جيدة" بشأن سوريا في الاجتماع الذي عقد في قطر، إلا أن "سرعة الأحداث كانت عالية لدرجة أن خلاصة الاجتماع لم تكن مؤثرة، وسقطت الحكومة السورية".
وكان عباس عراقجي قد شارك في "اجتماع أستانة" في الدوحة يوم السبت 7 ديسمبر (كانون الأول)، حيث التقى بأمير قطر ومسؤولين آخرين من الدول العربية.
وتعود اجتماعات "أستانة" الخاصة بالسلام في سوريا إلى حوالي ثمانية أعوام، وقد بدأت بناءً على اقتراح الرئيس الروسي وبدعم من تركيا وإيران.
استمرار عملية "أستانة"
وعقب جلسة غير علنية في البرلمان، اليوم الاثنين 9 ديسمبر (كانون الأول)، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بخصوص احتمال مشاركة المعارضة الحاكمة في دمشق في "عملية أستانة"، إن الحكومة السورية لم تشارك أبدًا في هذه الاجتماعات، وأن عملية "أستانة" كانت بين إيران وتركيا وروسيا، وأن استمرارها مرهون بالتطورات المستقبلية.
وفي رده على سقوط حكومة الأسد، قال عراقجي إنه لم يكن الهدف أن تحل القوات الإيرانية محل الجيش السوري أو تنخرط في صراع مع المعارضة.
بدوره، قال أحمد نادري، عضو هيئة رئاسة البرلمان، معلقًا على الجلسة غير العلنية: "النهج الإيراني في المستقبل تجاه دمشق سيتوقف على سلوك أولئك الذين سيحكمون سوريا، وسنقوم بضبط تصرفاتنا بناءً على تصرفاتهم".
وكان عدد من نواب البرلمان قد انتقدوا في الأيام الأخيرة غموض السياسة الإيرانية تجاه التقدم السريع للمعارضة ضد نظام الأسد، وطالبوا بعقد جلسة غير علنية مع وزير الخارجية.
وقبل هذه الجلسة، وفي برنامج تلفزيوني مساء أمس الأحد، قال عراقجي: "أنظمتنا الاستخباراتية في سوريا كانت على دراية كاملة بتحركات إدلب، وتم إبلاغ الحكومة السورية بذلك".
وأضاف أن ما فاجأهم كان "ضعف الجيش السوري وسرعة التطورات غير المتوقعة".
ومن المتوقع أن يلقي المرشد الإيراني، علي خامنئي، خطابًا في يوم الأربعاء 11 ديسمبر (كانون الأول) حول تطورات الوضع في سوريا.
تحذيرات خامنئي وهزيمة روسيا
وفي أعقاب سقوط الأسد، حاولت بعض وسائل الإعلام الحكومية، من خلال إعادة نشر تصريحات خامنئي، تقديم إشارات تشير إلى أن المرشد قد حذر الأسد بشأن الإجراءات المحتملة بشأن سقوطه، لكن التصريحات المنشورة لم تذكر أي إشارة صريحة لهذا الموضوع.
من جهة أخرى، اعتبرت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن سقوط الأسد يمثل ضعفًا في دعم روسيا وإيران له.
كما اعتبر معهد دراسات الحرب الأميركي أن سقوط الأسد يشكل "هزيمة سياسية استراتيجية كبيرة" لموسكو.
وفي السياق نفسه، أكد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، أن "رفض نظام الأسد للمشاركة السياسية واعتماده على دعم إيران وروسيا كان السبب الرئيس في انهياره".

قال مسؤول إيراني كبير لـ"رويترز" إن طهران أنشأت قنوات مباشرة للتواصل مع بعض الجماعات داخل قيادة المعارضة في دمشق.
وأضاف هذا المسؤول أن إيران مستعدة لإجراء حوار مباشر مع القيادة الجديدة في سوريا لمنع المسار العدائي بين البلدين.
وأشار إلى أن القيادة الإيرانية مستعدة للتعامل مع الزعماء السوريين الجدد نظرا لخسارة حليف مهم في دمشق، وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) المقبل.
وأضاف المسؤول الإيراني الكبير: "هذه العلاقة مهمة للغاية لتحقيق الاستقرار في العلاقات، ومنع المزيد من التوترات في المنطقة".

أفاد مصدر في شركة طيران "ماهان"، يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)، لقناة "إيران إنترناشيونال"، بأن السلطات الإيرانية تقوم بنقل عناصر الحرس الثوري الإيراني من مطار اللاذقية في سوريا إلى طهران.
وأكد المصدر أن طيران "ماهان" قام يوم الأحد بتسيير عدة رحلات إلى سوريا.
وذكر أن إحدى الرحلات، التي تحمل الرقم "IRM1198"، كانت تتحرك عصر الأحد من الأجواء العراقية باتجاه اللاذقية. وأوضح أن الطائرة، من طراز إيرباص A340-300، تحمل رقم التسجيل EP-MMT.
وأشار المصدر، في حديثه إلى "إيران إنترناشيونال"، إلى أن طائرة أخرى تابعة للشركة، تحمل رقم التسجيل EP-MMO A300-600، هبطت في مطار اللاذقية، يوم الأحد.
وأضاف أن طائرة ثالثة، تحمل رقم التسجيل EP-MJF A340-300، كانت متجهة إلى اللاذقية، يوم الأحد أيضًا، لكنها لم تحصل على تصريح بالهبوط، واضطرت إلى العودة إلى مطار "الإمام الخميني" في طهران.
وأكد المصدر أن هذه الطائرات تقوم بإطفاء نظام رادار ""TCAS فور بدء رحلاتها.
يُذكر أن مطار اللاذقية، الواقع في غرب سوريا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، لا يزال تحت سيطرة القوات الروسية.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شركة طيران "ماهان" الإيرانية؛ بسبب تعاونها مع الحرس الثوري، ودورها في نقل الأسلحة إلى المجموعات التابعة للنظام الإيراني في المنطقة.
والجدير بالذكر أن نظام بشار الأسد، قد سقط في نهاية المطاف، صباح اليوم الأحد، في ظل التقدم السريع، الذي حققته قوات المعارضة السورية خلال الـ 12 يومًا الماضية.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن مصدر في "الكرملين"، أن بشار الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو، و"تم منحهم حق اللجوء لدواعٍ إنسانية".
وفي أعقاب هذه التطورات، تصاعدت التكهنات بشأن مصير قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وأعضاء المجموعات التابعة لنظام طهران في سوريا.
وذكرت تقارير إعلامية عدة خلال الأيام الأخيرة أن عددًا من العناصر المرتبطة بإيران فروا إلى العراق، مع اشتداد المواجهات في سوريا.

أثار سقوط نظام بشار الأسد في سوريا ردود فعل واسعة بين المستخدمين الإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أشار العديد من الشخصيات السياسية والمحللين إلى أن مصير الأنظمة الديكتاتورية، بما في ذلك النظام الإيراني ومرشده، علي خامنئي، هو الانضمام إلى "مزبلة التاريخ".
وقال الناشط السياسي المعارض للنظام الإيراني، أمير اعتمادي، عبر حسابه على منصة "إكس": "إن بشار الأسد المجرم ونظامه انضما إلى مزبلة التاريخ"، مضيفًا أن "خامنئي ونظامه سيواجهان المصير ذاته".
وأشار الناشط الإيراني البارز في حركة "المطالبة بالعدالة"، حامد إسماعيليون، إلى أن بشار الأسد "ارتكب الجرائم لسنوات طويلة" وقتل "مئات الآلاف من السوريين".
وقال: "إن النظام الإيراني دعّم الأسد ووالده المجرم لعقود طويلة، وأنفق مليارات الدولارات من أموال الشعب الإيراني لإبقائه في السلطة، وشارك في جرائمه بمساعدة شخصيات نافذة، مثل قائد فيلق القدس السابق بالحرس الثوري، قاسم سليماني". وأضاف أن "سقوط الأسد يمثل بداية سلسلة من الأحداث التي ستؤدي إلى سقوط النظام الإيراني"، متمنيًا أن يُحاكم الأسد أمام شعبه يومًا ما.
واستخدم عدد من المستخدمين الفكاهة والسخرية في التعبير عن ردود فعلهم؛ حيث نشر لاعب كرة القدم الإيراني الشهير والمعارض للنظام، علي كريمي، صورة لزينب، ابنة قاسم سليماني، وسخر قائلاً: "العم بشار رحل أيضًا! اذكروا أسماء الأعمام الباقين لزينب".
وعلقت الصحافية الإيرانية، هدية كيميائي، قائلة: إن سقوط الأسد أدى إلى "صدى نداء الحرية في دمشق"، مشيرة إلى أن "حماس وحزب الله وسوريا وروسيا قد انتهوا، ولم يتبقَ سوى علي خامنئي ومن حوله".
كما عبر السجناء السياسيون في إيران عن فرحتهم، ووفقًا لقول سعيد أفكاري، فإن شقيقه المسجون، وحيد أفكاري، كان سعيدًا للغاية بسقوط نظام الأسد لدرجة أن "الابتسامة لم تفارق وجهه طوال اللقاء". يُذكر أن وحيد أفكاري محتجز في الحبس الانفرادي منذ أكثر من 1556 يومًا.
أصغر سهبري، الناشط المدني وشقيق السجينين السياسيين: محمد سهبري وفاطمة سهبري، دعا المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة توقيف بحق بشار الأسد، مشيرًا إلى أن سقوطه فرصة لتحقيق العدالة.
وأبدت الصحافية مولود حاجي زاده، دهشتها من الصور والأخبار القادمة من السجون السورية، حيث أُطلق سراح سجناء كانوا مفقودين منذ سنوات أو يُعتقد أنهم قُتلوا. وأضافت: "عندما يسقط خامنئي، سنشهد أشياء مروعة من سجون النظام الإيراني".
وأشارت الناشطة الحقوقية، آتنا دائمي، إلى إطلاق سراح "آلاف السجناء" من السجون السورية بعد سقوط الأسد. وقالت إن الأسد "قتل الآلاف، واحتجز معارضيه لسنوات طويلة، وأجبر ملايين السوريين على النزوح، لكنه سقط في النهاية كما سقط غيره من الطغاة".
دائمي، التي قضت سنوات في سجون النظام الإيراني، قالت إنها "شاهدت بفارغ الصبر لحظات فتح أبواب السجون في سوريا"، وأضافت: "بلا شك، سنحتفل قريبًا بسقوط النظام الإيراني ومحاكمة خامنئي وجميع المسؤولين عن جرائم هذا النظام، وسيصبح حلم الحرية حقيقة".
وقال الصحافي والمحلل السياسي الإيراني، نجات بهرامي: "إن الأنظمة القمعية تصبح أكثر هشاشة عند تعرضها للفشل الخارجي"، مشيرًا إلى أن النظام الإيراني الآن "نظام مهزوم ومنهار بلا أي شرعية". ودعا إلى ثورة وطنية تهدف إلى تحقيق الحرية والمساواة لكل المواطنين الإيرانيين، لتجنب السيناريوهات المدمرة، مثلما حدث في سوريا أو ليبيا أو العراق.
وأكد أيضًا: "لا ينبغي أن ننسى أن سقوط الأنظمة وإزالة التماثيل يمكن أن يؤدي إلى الفوضى والحرب الأهلية إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. طبيعة إيران تختلف عن سوريا، ويجب على الجميع الحذر من أن المشاريع السياسية والجهات التي تتلقى الدعم المالي من الخارج لا توجه العقول نحو نماذج خطيرة. يجب علينا أن نحارب النظام الإيراني، وفي الوقت ذاته نحمي وحدة بلدنا".
ووصف حسين رونقي، الناشط السياسي الإيراني، بشار الأسد بـ "الديكتاتور الدموي والسفاح" في سوريا، واعتبر سقوطه "درسًا كبيرًا لكل الأنظمة الاستبدادية".
وأضاف: "لقد ضحى نظام طهران، خلال العقود الماضية، بإيران ومواردها المالية تحت ذريعة الدفاع عن الحرم، من أجل دعم هذا الديكتاتور. عشرات المليارات من الدولارات من الثروة الوطنية الإيرانية، التي كان يمكن استخدامها لتطوير البنية التحتية وتحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعية للشعب، أُهدرت في بناء التحالفات الطائفية وإشعال الحروب ودعم الجرائم، التي ارتكبها نظام لا علاقة له بالمصالح الوطنية لإيران".
وشدد رونقي على أن: "التاريخ أظهر أن مصير جميع الديكتاتوريين هو السقوط. وكما سقط بشار الأسد، فإن النظام الإيراني أيضًا لن يتمكن من الهرب من هذا المصير المحتوم. لا توجد أي قوة، وخاصة قوة نظام غير شرعي، قادرة على الصمود أمام إرادة ووحدة شعب دما. اليوم الذي يستعيد فيه الشعب الإيراني مجده وحريته أقرب مما يُتصور. هذا الحدث لن يكون فقط نهاية للاستبداد في المنطقة، بل يبشر بالحرية واستعادة السلطة الحقيقية للشعب الإيراني".
واستعاد مغني الراب المعارض للنظام الإيراني، حامد فرد، جزءًا من إحدى أغانيه السابقة، التي يقول فيها: "أقسم بنحيب الأمهات ودموعهن، ستدفع الثمن يا بشار الأسد". وكتب: في عام 2012 عندما كنت أكتب كلمات أغنية "المعركة من أجل حمص" في غرفتي الصغيرة بمنزلنا في رشت، كنت مؤمنًا بأن سقوط الأسد قريب.
وأضاف: "في ذلك الوقت، بقي نظام الأسد شبه الميت على قيد الحياة بتنفس صناعي قدمته طهران وروسيا، لكنه في النهاية اليوم، أُلقي بنظامه الدموي في مزبلة التاريخ".
وعلق المعارض الإيراني، عبدالله موسولجي، الذي نشر مؤخرًا صورة لرفع علم إسرائيل بجانب برج "آزادي" في طهران، على سقوط الأسد، قائلاً: "حماس سقطت خلال عام، حزب الله في شهر، بشار الأسد خلال أسبوع، والنظام الإيراني سيسقط في يوم واحد!".
وأشار الصحافي الإيراني، شهرام رفيع زاده، إلى صورة لعشاء جمع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في أحد مطاعم دمشق الأسبوع الماضي، وسخر قائلاً: "من زيارة عراقجي وإعلان الدعم الكامل للأسد، وتناول ذلك العشاء المشؤوم في دمشق، إلى سقوط الأسد وتدمير صور نصر الله وسليماني على مدخل السفارة الإيرانية في العاصمة السورية، كل ذلك حدث خلال أسبوع واحد فقط".
والجدير بالذكر أنه في ظل التقدم السريع والسلس لقوات المعارضة السورية المسلحة لنظام بشار الأسد، تمكنت هذه الجماعات، بعد السيطرة على مدن حمص ودير الزور ودرعا، يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)، من دخول العاصمة دمشق، دون أي مقاومة تُذكر من القوات الحكومية.
