في رسائلهم لـ"إيران إنترناشيونال".. الإطاحة بالنظام أبرز أمنيات الإيرانيين في العام الجديد
شارك العشرات من المواطنين الإيرانيين، عشية عيد النوروز، أمنياتهم للعام الجديد، عبر رسائل صوتية مع قناة "إيران إنترناشيونال"، وكان المحتوى الرئيس لمعظم هذه الرسائل هو الرغبة في الإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية، وإقامة إيران حرة ومزدهرة.
وسألت قناة "إيران إنترناشيونال" جمهورها عما يتمنونه للعام المقبل، فتضمنت إجاباتهم أمنيات متنوعة، لكن شرط تحقيقها جميعًا، بحسب آرائهم، هو إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية والقضاء عليه.
تحقيق السعادة والسلام والرخاء
وتمنى عدد آخر من المواطنين، في رسائلهم، "السعادة والسلام" للإيرانيين، ورأوا أن تحقيق هذه الآمال مرهون بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية.
وأكدوا، أن نظام الجمهورية الإسلامية، يمارس الاحتلال والقسوة والقمع والسرقة والطغيان.
وأشاروا إلى رغبتهم في الإطاحة بالنظام الاستبدادي الحالي، وإجراء انتخابات حرة بحضور مراقبين دوليين، وإقامة نظام علماني وديمقراطي. وتمنى بعض المواطنين، عودة رضا بهلوي إلى إيران؛ بهدف تشكيل حكومة جديدة وتنظيم البلاد.
وتناول عدد آخر من متابعي"إيران إنترناشيونال"، في رسائلهم، الحاجة إلى حرية التعبير، والتقدم، والتنمية، وحرية المرأة، والتحرر من الحجاب الإجباري، والاقتصاد القوي، وعودة المرح والسعادة إلى حياة الناس اليومية.
التعاطف مع الأسر المطالبة بتحقيق العدالة وإنهاء قتل المتظاهرين
وأشار عدد كبير من المواطنين، في رسائلهم، إلى مقتل المتظاهرين الإيرانيين في السنوات الماضية، خاصة خلال الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، وقالوا إنه لن ترتاح قلوب الأهالي والأمهات المطالبين بتحقيق العدالة إلا بقطع "أيادي الملالي والحرس الثوري والقادة الحاليين للنظام، وإقصائهم من إدارة البلاد".
وزار عدد من العائلات المطالبة بتحقيق العدالة، في الأيام الماضية، قبور قتلى الانتفاضة الشعبية وغيرهم من ضحايا النظام، وأحيوا ذكراهم وتمنوا "الحرية للشعب الإيراني في العام المقبل".
وأكدت هذه العائلات أنه مع هلاك هؤلاء القتلة سيأتي الربيع الحقيقي للإيرانيين، من خلال نشر محتوى وصور وفيديوهات لمقابر القتلى على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
وبعد مرور عام على مجزرة نوفمبر 2019 الدموية، دعت مجموعة من عائلات قتلى الاحتجاجات وضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطتها صواريخ الحرس الثوري الإيراني، وكذلك السجناء السياسيون، في رسائلهم بمناسبة عيد النوروز، إلى إنهاء "الاستبداد والظلم" في إيران وإرساء "الحرية والسلام" للجميع.
الوحدة لتحقيق الأحلام
وأكد عدد كبير من المواطنين، في رسائلهم إلى "إيران إنترناشونال"، خلال الأيام الماضية، ضرورة "توحيد الإيرانيين"، خاصة القوى المعارضة للنظام من أجل تحقيق أحلامهم.
وفي هذا الصدد، قال مواطن: لكي تنتصر انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، يجب أن يكون لدينا تخطيط واحتجاجات هادفة"، ولتحقيق هذا الهدف، آمل أن يتم تشكيل معارضة موحدة وائتلاف قوي في العام المقبل.
وقال أحد متابعي "إيران إنترناشيونال": "أعلم أن رغبتي في تدمير نظام الجمهورية الإسلامية ومحاكمة قادة النظام لن تتحقق على الأقل خلال السنوات الخمس المقبلة".
وأضاف: "لا أحد من السياسيين في العالم لديه العزم على تغيير النظام في إيران، لأن مصلحتهم في بقاء نظام الجمهورية الإسلامية، وليس الإطاحة به".
وأكد عدد من المعارضين البارزين للنظام الإيراني، خلال السنوات الماضية، ضرورة اعتراف الحكومات الغربية بإرادة الشعب الإيراني في الإطاحة بالنظام.
الأمل في تحقيق حرية المرأة والاقتصاد القوي والتنمية
وتمنى مواطنون آخرون، في العام الجديد، عودة الإيرانيين الذين اضطروا للهجرة ومغادرة البلاد؛ بسبب ضغوط وقمع النظام.
واحتلت أمنية وفاة المرشد علي خامنئي، وإبعاد رجال الدين عن المناصب الحكومية، ومحاكمة قادة النظام وعملائه، والسلام والاستقرار في إيران والشرق الأوسط، جزءًا آخر من رسائل المواطنين.
وقال محمود مهرابي، السجين السياسي المسجون في سجن أصفهان المركزي منذ أكثر من عام، في رسالة تلقتها "إيران إنترناشيونال": "لا أستطيع أن أبارك عيد النوروز إلا عندما تظهر السعادة الحقيقية بين الناس".
وشدد مهرابي على أن "التغيير من حالة اليأس إلى السعادة" لن يتحقق إلا على أيدي المواطنين أنفسهم.
ووصف المسؤولين في إيران بأنهم أشخاص لا فن لهم سوى ترميم السجون والمقابر، وتمنى حلول عيد النوروز والأيام التي يتولى فيها الوطنيون الحكم في إيران.
وقال أحد مشاهدي "إيران إنترناشيونال": "لم نكن سعداء كما ينبغي منذ عدة سنوات. الشعب الإيراني طيب للغاية ولا يستحق كل هذا العذاب والمعاناة". وأضاف "آمل مع رحيل الملالي، خاصة علي خامنئي، أن نتمكن من الوصول إلى حياة هادئة وصحية".
وقال مواطن آخر: "آمل أن يأتي يوم لا يُقتل فيه أحد في إيران ولا في أي مكان في العالم بسبب تعبيره عن رأيه، ولا تسمح أي سلطة دينية لنفسها بفرض أفكارها على الآخرين بالقوة والطغيان".
وقالت امرأة في منتصف العمر أيضًا في رسالتها: "أتمنى أن يرى أطفالنا أخيرًا لون السعادة والحرية في العام الجديد. آمل ألا تظل رغبة أحد دون تحقيق".
وقال أحد المتابعين، في رسالته: "عندما تتحقق أحلامي بإيران حرة، سأرفع رأسي".. مضيفًا: "إذا أصبحت بخير، سأقدم الحلوى للمدينة بأكملها".
بعد أيام من انتهاء الانتخابات البرلمانية في إيران، وتزامنها مع بدء الموسم الانتخابي في أميركا، واجهت العملة الإيرانية أزمة جديدة، وسجل سعر الدولار رقما قياسيا أمام التومان الإيراني، في ظل مخاوف من عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وشهدت أسواق العملات في إيران، الأسبوع الماضي، واقعا جديدا بعد أن تراجع التومان إلى مستوى غير مسبوق أمام الدولار الأميركي، إذ بيع كل دولار واحد مقابل 60 ألف تومان إيراني، وسجل رقما قياسيا في الاقتصاد الإيراني.
يأتي ذلك متزامنا مع الإعلان عن النتائج الانتخابية التي شهدت صعود التيار المتطرف، وسيطرته على الأغلبية البرلمانية، مما زاد المخاوف من تأزم الأوضاع السياسية والاجتماعية في إيران، وارتدادات ذلك على الاقتصاد.
وهز فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الانتخابات داخل الحزب الجمهوري وتأكيد حضوره كمرشح عن الحزب في الانتخابات الرئاسية نهاية هذا العام الأسواق الإيرانية، ودفع بالتومان الإيراني إلى التراجع أمام العملات الأجنبية، وعلى رأسها الدولار الأميركي.
وقال المحلل الاقتصادي رضا غيبي لقناة "إيران إنترناشيونال" تعليقا على الأطراف الفائزة بالانتخابات البرلمانية الإيرانية: "الإيرانيون عندما ينظرون إلى أسماء الفائزين في البرلمان الجديد يدركون أنه لا أمل في التغيير وتحسن الأوضاع الاقتصادية العام الإيراني القادم (يبدأ في 21 مارس/آذار الجاري)، لهذا لجأوا إلى شراء العملات الأجنبية للحفاظ على أموالهم، وحفظها من فقدان قيمتها، مما رفع من نسبة الطلب على هذه العملات وارتفاع أسعارها".
الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي أحمد علوي أشار بدوره في مقابلة مع قناة "إيران إنترناشيونال" إلى العزلة الدولية المفروضة على النظام المصرفي الإيراني، والعقوبات الدولية، ووضع إيران على القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي (FATF)، والفساد المنتشر في مؤسسات الدولة، وقال: "البرلمان القادم فاقد للكفاءة اللازمة لسن قوانين في القضايا الاقتصادية، وهذا بكل تأكيد سيقود إلى إهدار مزيد من الموارد المالية".
عودة ترامب والصدمات المستمرة في الاقتصاد الإيراني
وفي حديثه لـ"إيران إنترناشيونال" قال المحلل الاقتصادي رضا غيبي إن احتمالية عودة ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية ضاعفت المخاوف من تأزم الوضع بالنسبة لإيران على الصعيد الدولي، وزيادة العقوبات والقيود على دخول العملة الأجنبية للبلاد، وانخفاض معدل صادرات النفط الإيرانية".
وخلال فترة وجوده في السلطة كرئيس للولايات المتحدة بين عامي 2017 و2021، تبنى ترامب سياسة "الضغط الأقصى" ضد طهران، وانسحب من الاتفاق النووي الذي استطاعت إيران بموجبه زيادة نسبة صادراتها النفطية، والخروج من العزلة الدولية السابقة مما حسّن من الأوضاع الاقتصادية الإيرانية نسبيا، لكن بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي واجه الاقتصاد الإيراني أزمة غير مسبوقة، وتراجعت العملة الإيرانية بشكل تاريخي.
كما لفت الخبير الاقتصادي أحمد علوي في حديثه لـ"إيران إنترناشيونال" إلى فقدان الحكومة القدرة على إدارة الأوضاع الاقتصادية والعجز الشديد في الميزانية، وأكد أن هذا العجز الحكومي فتح المجال لكي تؤثر العوامل النفسية والعابرة على قيمة العملة، ومكانتها مقابل العملات الأجنبية، حيث تتراجع العملة الإيرانية بشكل سريع مقابل أي خبر سلبي أو حادثة ما.
هل تستطيع حكومة رئيسي السيطرة على أسعار الدولار؟
يحاول النظام الإيراني باستمرار أن يحتوي الصدمات التي تواجهها العملة الإيرانية من خلال ضخ العملة الأجنبية في الأسواق، كما يعمد إلى اعتقال سماسرة الدولار، ودعم محال الصرافة التابعة للنظام كإجراءات لمواجهة أزمة العملة في البلاد.
لكن مراقبين يرون أن مفعول مثل هذه الإجراءات محدود، ولهذا ستضطر الحكومة في العام الإيراني المقبل (سيبدأ في 21 مارس/آذار الحالي) إلى إجراء إصلاحات أساسية في سياستها العامة.
ووفق التوقعات فإن سعر الدولار سيبقى متأرجحا بين 59 و60 ألف تومان خلال الأيام القليلة المقبلة، لكن في العام الإيراني الجديد ستزداد الضغوط على طهران، وستواجه عملتها أزمة أكبر.
ويعتقد المحللون أن سوق النفط لن يزدهر في العام المقبل، وأن تراجع النمو الاقتصادي للصين، باعتبارها أكبر مشتر للنفط، يعني أن دخل الحكومة الإيرانية من صادرات النفط لن يرتفع.
وتشتري المصافي الصينية نحو 90% من إجمالي صادرات النفط الإيرانية، والتي يتم شراؤها بشكل رئيسي عبر الشحنات المرسلة من ماليزيا أو الإمارات العربية المتحدة.
بعد أيام من تصريحات البرلماني الإيراني، حسين بانكي بور، حول سحب الغرامات من الحسابات المصرفية الخاصة بالنساء اللاتي لا يلتزمن بالحجاب الإجباري، أكدت صحيفة "فرهيختيكان" الأصولية أنه على الرغم من نفي البعض، فإن هذا القانون صحيح، وسينفذ بعد عيد النوروز.
وقال بانكي بور في برنامج "شارع الحرية" في قناة "أفق" عن العقوبة الجديدة التي يتضمنها ما يسمى بمشروع قانون "الحجاب والعفة": "إذا لم تلتزم امرأة بارتداء الحجاب، فسيتم تغريمها ثلاثة ملايين تومان (حوالي 45 دولارًا)، وهذه الغرامة سيتم أخذها مباشرة من حسابها البنكي."
وأضاف أنه بعد موافقة مجلس صيانة الدستور أصبح هذا المشروع قانونا، وسيدخل حيز التنفيذ بعد عطلة أيام النوروز (ستبدأ لمدة خمسة أيام من 21 مارس/آذار الجاري).
وفي هذا الصدد، كتب "فرهيختكان" في تقرير لها أن القضاء لن يتدخل في فرض العقوبة ضد النساء، وستقوم الشرطة بتغريم المواطنات غير المحجبات.
وبحسب هذا التقرير، إذا قرر ضابط الشرطة أن إحدى النساء قد انتهكت قانون الحجاب، فسيقوم بتحديد الهوية والمعلومات الخاصة بها وتغريمها ثلاثة ملايين تومان، وسيتم خصم الأموال من حسابها.
وقال أحد معدي مشروع القانون، بخصوص تفاصيل العقوبات المتعلقة بالحجاب الإجباري: "عدم ارتداء الحجاب لأول مرة ستوضع غرامة ضد مرتكبها قدرها 3 ملايين تومان".
وأضاف: "اللبس السيئ غرامته ثلاثة ملايين. على سبيل المثال، إذا كانت الساق مرئية، والرقبة كذلك، يتم سحب مبلغ الغرامة من حساب المرأة".
وأشار إلى أنه "بعد عملية التغريم، وفي حال قالت المرأة إنها لم يكن لديها ما يكفي من المال، فيمكن إعادة النظر في الغرامة وإعادة الأموال إلى حسابها".
وتوقعت صحيفة "فرهيختيكان" أن يؤدي هذا القانون في حال تنفيذه إلى زيادة السخط الشعبي، وليس ردع غير المحجبات.
اختبار ردود الفعل الشعبية
من جانبها كتبت صحيفة "اعتماد" في عددها الصادر الأحد 10 مارس (آذار)، في تقرير حول الموضوع: "بحسب بعض الخبراء، فإن الأصوليين يحاولون اختبار ردود الفعل الشعبية على هذا القرار من خلال الإدلاء بهذه التصريحات في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون".
وأضافت: "إذا كانت ردود الفعل واسعة النطاق وحادة، فسوف يتخلون عن تطبيق القانون ويقومون بإلغائه من جدول الأعمال، أما إذا كانت ردود الفعل غير حادة، فسوف يمهد الطريق لإقرار هذا القانون والإعلان عنه وتنفيذه ".
وحذرت الصحيفة من أن القانون الذي لا يتم إعداده بناء على مطالب المواطنين ومختلف أطيافهم الاجتماعية لن يكون له ضمانة التنفيذ.
الغرامة تصل إلى 24 مليون تومان
وأكد بانكي بور فرد في مقابلته التلفزيونية أن عقوبة عدم الالتزام بالحجاب الإجباري للمرة الثانية ستصل إلى غرامة قدرها 24 مليون تومان.
وبحسب قول هذا النائب، فإن تطبيق هذه الغرامات يتم من خلال التعرف على النساء اللاتي لم يلتزمن بالحجاب، من خلال الصور ومقاطع الفيديو في الفضاء الإلكتروني، والتعرف على الوجه من خلال كاميرات المرور.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها ممثل أصفهان عن صياغة مثل هذا القانون.
وفي نهاية يناير (كانون الثاني)، قال عضو اللجنة الثقافية في البرلمان لموقع "ديده بان إيران" إن غرامة عدم ارتداء الحجاب للمرة الأولى هي 3 ملايين تومان، وفي المرة الثانية يجب على المرأة الذهاب إلى المحكمة، وتعاقب بدفع غرامة 24 مليون تومان.
ربط بث الأعمال الفنية بالتزام الفنانات بالحجاب
وفي سبتمبر (أيلول) 2023، قال أيضًا إنه وفقًا لمشروع قانون الحجاب، يتعين على المنتجين الحصول على التزام من الممثلات بالامتثال للقانون لمدة عامين بعد بث العمل، وفي حالة عدم الالتزام سيتم منع بث العمل وتغريم المنتج.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي أيضًا، قال بانكي بور إنه وفقًا لقرار البرلمان بشأن الحجاب الإجباري، يمكن للمسؤولين القضائيين اعتقال النساء لعدم ارتداء الحجاب، وبالإضافة إلى ذلك، سيكون العمل القسري والعيش في مكان معين من بين العقوبات المفروضة على النساء.
وبعد نشر تصريحات بانكي بور الأخير، أثيرت موجة من ردود الفعل على قرار النظام هذا.
مواطنون: إجراءات ستزيد من الغضب والكراهية ضد النظام
وفي اتصالاتهم مع "إيران إنترناشيونال"، قال المواطنون إن هذه الإجراءات ستؤدي إلى مزيد من الغضب والكراهية ضد نظام الجمهورية الإسلامية.
وأعرب بعض المواطنين عن قلقهم من إمكانية خصم ثلاثة ملايين تومان من حساباتهم كغرامة لعدم ارتداء الحجاب، مشيرين إلى تدهور أوضاع الأسر الاقتصادية وأجورها إلى ما دون خط الفقر.
يذكر أنه رغم إقرار القوانين المقيدة ومساعي النظام لقمع المواطنين، في الأشهر الماضية ومنذ مقتل مهسا جينا أميني في حجز دورية شرطة الأخلاق، اتسع العصيان المدني للنساء ويتم كل يوم نشر صور من حياتهن اليومية دون الحجاب الإجباري وقالت سكينة باد، مساعدة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأحد، عن الفيلم الذي نشرته "إيران إنترناشيونال" حول الشجار بين رجل دين وامرأة في قم على الحجاب: "الفيلم خرج ناقصا، ويجب مشاهدته بكامله، لكن الأمر واضح، في هذا الفيلم يتحدث الطرفان بعنف ويتصرفان بشكل سيء".
وقد اتهمت سكينة باد المرأة المحتجة في هذا الفيديو بـ"العنف".
وبحسب هذه الصور التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فإن شابة جاءت إلى العيادة مع طفلها، وبعد أن أدركت أنه يتم تصويرها، طلبت من رجل الدين حذف صورها، وبعد مشاجرة أصيبت بنوبة عصبية.
في وقت سابق وفي سبتمبر (أيلول) العام الماضي، أعرب عدد من خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة، بمن فيهم جاويد رحمان، المقرر الخاص لحقوق الإنسان في إيران، عن قلقهم بشأن مشروع قانون الحجاب الإجباري في إيران، والعقوبات التي يفرضها النظام على المواطنين، ووصفوه بأنه "تمييز منهجي ضد النساء والفتيات".
انتهاكات حقوق المرأة في إيران
في 21 سبتمبر (أيلول)2023، ردت منظمة العفو الدولية على قرار البرلمان الإيراني الخاص بالتطبيق التجريبي لقانون الحجاب الإجباري لمدة ثلاث سنوات، واعتبرت ديانا الطحاوي، نائبة مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشروع القانون المذكور بمثابة "انتهاك بغيض" لحقوق المرأة في إيران.
يجري النظام الإيراني تقريبا كل سنة ونصف انتخابات، سواء كانت رئاسية أو برلمانية أو انتخابات مجلس الخبراء أو انتخابات بلدية.
وقد يُطرح سؤال هنا مفاده: إذا كانت إيران غير ديمقراطية، فلماذا يعقد النظام انتخابات برلمانية؟
أحد أسباب ذلك هو أن الدول في العصر الحديث، وتحديدا منذ منتصف القرن العشرين فصاعدا أصبحت لا تقبل أن تصنف على أنها غير ديمقراطية، ولم تستغنِ عن آليات كالانتخابات تثبت من خلالها أنها حكومة "شعبية" ومنبثقة من اختيار الشعب وانتخابه.
ولا يخفى أن تشكيل نظام غير ديمقراطي في بلد من البلدان سيكون له تبعات أمنية واقتصادية وسياسية ودولية خطيرة.
العامل الآخر لإجراء الانتخابات هو السيطرة والتحكم بالنخب السياسية.
ففي الأنظمة السلطوية، يحاول قائد النظام، من أجل تعزيز قدرته، منع تشكيل هياكل سلطة مستقلة وفعالة، ولهذا يلجأ عبر أساليب العزل والتعيين وتغيير المسؤولين الأمنيين والقضائيين والتنفيذيين بشكل مستمر، إلى الهيمنة على السلطة بعد القيام بتشكيل مؤسسات موازية تمنع حرية العمل من جميع المؤسسات والأفراد باستثناء هرم السلطة.
على سبيل المثال، وبغض النظر عن انتماء رئيس الجمهورية الأيديولوجي أو برنامجه السياسي في إيران، فإن المرشد يمنع رئيس الجمهورية من تشكيل شبكة سلطة مستقلة، ولذلك يعمد إلى إضعاف رئيس الجمهورية ومكانته.
الدافع الآخر للأنظمة الاستبدادية لتنظيم الانتخابات، هو خلق ظروف تستطيع القيادة المركزية من خلالها التدخل في كافة الشؤون والسياسات، سواء السياسات الكبرى أو الصغرى وأن تتمتع بـ "سلطة مطلقة" وقوة متجاوزة للدستور والقانون دون أن تتبنى هذه القيادة أي مسؤولية للسياسات والقرارات التي يتخذها النظام الحاكم، وعليه يصبح المرشد في إيران غير ملزم بالإجابة والتوضيح للمؤسسات الأخرى.
وبالنسبة للانتخابات البرلمانية في إيران يجب أن نشير إلى نقطة مهمة وهي أن البرلمان، وفقا للدستور الإيراني، يعد المؤسسة المسؤولة الوحيدة للتشريع، لكن نلاحظ أن هذا البرلمان يعمل في الغالب على وضع سياسات تضعف من مكانة البرلمان نفسه وتسلب صلاحياته.
إن المرشد الإيراني، وعبر "هندسة الانتخابات" والتغيير الدائم في تشكيلة البرلمان، يفتح المجال لتدخله غير القانوني، وقد تأتي هذه التدخلات من خلال فرمانات رسمية أو من خلال أوامر شفهية وسرية من جانب "بيت المرشد" أو مجلس صيانة الدستور أو مجلس تشخيص مصلحة النظام أو غيرها من المؤسسات التابعة للمرشد.
والانتخابات البرلمانية في إيران لا تسهم في التلاعب بعملية التشريع فحسب، وإنما تضاعف من "أزمة القانون" في البلد، وبعد أن يفقد القانون فحواه يتحول إلى أداة تتناقض مع القانون والهروب من تنفيذه.
ولا ننسى أن الديمقراطية تعني الحرية، والحرية تعني حرية التشريع وتفسير القانون، وفي النهاية المساواة بين الجميع أمام هذا القانون.
إن الأزمة الأساسية التي تعيشها إيران منذ حركة "المشروطة" السياسية عام 1905 وحتى اليوم لا تزال هي "أزمة القانون".
قبل أسبوعين من حلول العام الجديد في إيران (يبدأ في 21 مارس/آذار الجاري)، حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات تفيد بتراجع القدرة الشرائية للمواطنين بشكل كبير للغاية، مما اضطرهم إلى التخلي عن الكثير من الحاجات الأساسية وتقليل موائدهم.
ووفقا للمعلومات والشهادات التي أدلى بها المواطنون من داخل إيران لـ"إيران إنترناشيونال" فإن المواد الغذائية مثل اللحوم الحمراء والدجاج والسمك والألبان كانت من بين الأكثر الأشياء التي اختفت من موائد الشعب الإيراني بعد أن أصبح المواطنون عاجزين عن توفيرها.
والمكسرات والحليب والفستق والجبن والملابس والبيض هي من المواد الأخرى التي قالت شريحة أخرى من المواطنين إنهم تخلوا عنها، بعد أن أصبحوا عاجزين أيضا عن توفيرها.
كما أعرب بعض المواطنين عن قلقهم من تردي أوضاعهم المعيشية في المستقبل، مؤكدين أنهم يعجزون منذ فترة طويلة عن توفير الطعام الذي يحبه أبناؤهم.
والسبت الماضي، نشرت صحيفة "اعتماد" تقريرا تحليليا حول بيانات مركز الإحصاء الإيراني حول حالة سوق الطعام في إيران، وكتبت أن السمك المعلب ارتفع بنسبة 113 في المائة الشهر الماضي، وأن اللحوم البيضاء ارتفعت بنسبة 100 في المائة، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي ذكرت مصادر إعلامية أن من بين كل 3 إيرانيين هناك شخص فقير يعيش تحت خط الفقر.
وقال مواطن لقناة "إيران إنترناشيونال" تعليقا على اختفاء الدجاج واللحوم الحمراء من مائدة عائلته بسبب الغلاء: "لم نعد نستطيع شراء الأرز حتى، وفي ظل هذا الغلاء لا أحد يصغي إلى مطالبنا، ولا ندري ما الذي ينتظرنا في المستقبل".
فيما أشار مواطن متقاعد للقناة أيضا إلى أن راتبه التقاعدي انخفض بشكل ملحوظ مقارنة مع ما كان يتقاضاه عندما كان يعمل، مؤكدا أنه لم يعد يحتفل ببداية العام مثل السابق نظرا لظروفه الاقتصادية.
وأضاف: "في هذه الظروف الصعبة لا نستطيع أن نشتري الملابس في السنة الجديدة، ونكتفي فقط بشراء الطعام والشراب، بمعنى أننا نستطيع أن نبقى أحياء فقط".
وقال الصحافي الاقتصادي رضا غيبي لـ"إيران إنترناشيونال" إن الأسعار سجلت ارتفاعا في الأيام القليلة الماضية مع اقتراب موعد العام الجديد، وأضاف: "هذه الأمور أربكت المناسبات الاجتماعية، وبتنا نشاهد محال بيع المواد الغذائية تبيع البضائع للمواطنين بالتقسيط، بعد عجزهم عن الدفع الفوري".
ولفت إلى قرار الحكومة الأخير بإعطاء 20 مليون تومان كقروض للمواطنين لشراء حاجات العديد، وهو ما يعتبر إدراكا من الحكومة بحجم الأزمة وتفاقم المشكلة الاقتصادية.
تظهر تحقيقات أجرتها "إيران إنترناشيونال" أنه بعد هزيمة النظام الإيراني أمام حملة المقاطعة واسعة النطاق، قام مقر الانتخابات ومجلس صيانة الدستور بمصادرة وإدارة عملية التصويت والإعلان عن النتائج.
وسبق أن بحثت "إيران إنترناشيونال" في تقارير منفصلة، تفاصيل التلاعب في العملية الانتخابية وهندستها، بما في ذلك استخدام وسائل الإعلام والأحزاب، فضلا عن تلفيق الأرقام والإحصائيات. ومع انتهاء عملية التصويت، التي تمت بإجراءات غير عادية، نفذت سلطات النظام الإيراني عملية فرز الأصوات وإعلانها بطريقة غير شفافة ومتناقضة.
لكن نتائج هذه العملية المهندسة وغير الشفافة لها أبعاد كبيرة، وتشير إلى تشكيل برلمان صوري يعتمد نوابه على أقل عدد من الأصوات.
الإحصائيات الإجمالية غير كاملة ومتناقضة
لقد كان فرز الأصوات وإعلانها هو المرحلة الأخيرة من الانتخابات المهندسة، والتي كان من المتوقع أن تكون أسرع قليلاً وأكثر دقة مع التقنيات الجديدة والموارد البشرية المستخدمة فيها، لكنها لم تكن كذلك.
ومنذ انتهاء التصويت منتصف مساء الجمعة 1 مارس (آذار)، وبعد عدة تمديدات غير مبررة، رغم عدم وجود ناخبين، كانت وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني هي التي أعلنت نسبة المشاركة، وإجمالي الأصوات بدلاً من المؤسسات الرسمية.
ومن خلال دراسة الدورات الانتخابية السابقة والأخذ في الاعتبار تدخلات المؤسسات العسكرية، يمكننا أن ندرك أن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.
وبحسب الإعلان الرسمي الصادر عن المسؤولين الحكوميين، فقد جرت عملية التصويت باستخدام شبكة الإنترنت الوطنية والكمبيوتر.
في هذه العملية، تم استخدام الرقم الوطني للناخبين من قبل نظام الكمبيوتر "للتحقق من هويتهم". ويعني ذلك أنه بمجرد انتهاء التصويت، يمكن لمسؤولي مقر الانتخابات الإعلان عن إجمالي الأصوات التي تم الحصول عليها والإحصائيات المنفصلة للمحافظات من خلال الرجوع إلى الإحصائيات المسجلة، لكنهم لم يفعلوا ذلك.
وبدأ مسؤولو مقرات الانتخابات على المستوى الوطني والمحافظات في نشر نتائج الانتخابات بشكل تدريجي وغير شفاف، كما تم نشر الجدول الأول لإحصائيات المشاركة في المحافظات بشكل غير كامل عبر وكالات الأنباء الحكومية بعد يومين.
وكانت وكالة أنباء "فارس"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، أول مؤسسة تابعة للنظام تعلن مشاركة 25 مليون مواطن، وذكرت أن إجمالي عدد الأصوات التي تم الحصول عليها بلغ حوالي 42 في المائة.
ومع مرور الوقت، تغيرت الإحصائيات التي أعلنتها وكالة أنباء "إيرنا" الرسمية، إلى نحو 41 في المائة.
وفي اليوم الثاني بعد انتهاء عملية التصويت، لم يعلن مسؤولو مقار الانتخابات في البلاد والمحافظات الإحصائيات الدقيقة للأصوات التي حصل عليها المرشحون، وتم تأجيل ذلك فعلياً إلى اليوم الثالث، أي يوم الاثنين 4 مارس (آذار).
خلال هذه الفترة، كان الجدول الذي نشرته وكالة أنباء "إيرنا" يحتوي على العديد من الأعمدة الفارغة.
محاولة إعلان النصر والتسرع في إعلان العدد
منذ بداية عملية التصويت وحتى ما بعد الانتخابات، وبدلاً من التركيز على الدقة والشفافية في إجراء وإعلان الإحصائيات، صرف المسؤولون ووسائل الإعلام جل طاقتهم في إعلان "انتصارهم" و"هزيمة" أنصار مقاطعة الانتخابات.
وقال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور يوم الانتخابات إن نسبة المشاركة "أفضل" من الدورة السابقة.
وفي الوقت نفسه، زعم رئيس مقر الانتخابات في إيران أن مشاركة الشعب في الانتخابات كانت "أكثر كثافة".
وكان الإعلان عن هذه الإحصائيات الكاذبة بمثابة نوع من هندسة الأجواء الانتخابية يوم التصويت، وخداع الرأي العام.
الاعتراض بأصوات باطلة
وتم تسجيل أدنى إحصائيات مشاركة في تاريخ انتخابات نظام الجمهورية الإسلامية في هذه الدروة، إلا أن الأدلة تشير إلى أنه حتى بين الذين شاركوا، فقد أدلى جزء كبير منهم بأصوات باطلة.
وحتى يوم الاثنين، لم يعلن أي من مسؤولي مقر الانتخابات رسميا عن حجم الأصوات الباطلة، التي يمكن أن تكون علامة على تحركات المواطنين الاحتجاجية، بطريقة دقيقة وشفافة.
وفي الجدول الذي نشرته وحدثته وسائل الإعلام الرسمية، لا توجد معلومات حول إجمالي عدد الأصوات والأصوات الباطلة، وتم فقط تسجيل أسماء المرشحين وعدد أصوات بعضهم.
ومع ذلك، تشير التقارير الرسمية إلى أن حجم الأصوات الباطلة في بعض الدوائر الانتخابية، بما في ذلك "يزد"، احتل المرتبة الثانية.
وفي طهران، ومع انتهاء عملية فرز الأصوات، أعلنت وسائل الإعلام التابعة للنظام، أنه تم فوز 14 شخصاً فقط بعضوية البرلمان من أصل 30 مقعداً، فيما سيتم تحديد الفائزين بالمقاعد الـ16 المتبقية بالعاصمة في الجولة الثانية.
وبحسب قانون الانتخابات، يحتاج كل مرشح إلى أكثر من 20% من الأصوات الصحيحة في دائرته ليتأهل مباشرة في المرحلة الأولى.
ووفقاً لإحصائيات النهائية لدوائر طهران، وري، وشميرانات، وإسلام شهر، فقد شارك في الانتخابات حوالي 24% من إجمالي 7.7 ملايين شخص مؤهل، أي ما يعادل حوالي 1.86 مليون صوت.
ومن خلال حساب نفس الأرقام التي ذكرتها وسائل الإعلام الرسمية ومساعد محافظ طهران، يمكن ملاحظة أن نصف المرشحين يجب أن يذهبوا إلى الجولة الثانية.
وكان نحو 15 في المائة من الأصوات في دائرة العاصمة باطلة، أي ما يعادل 296 ألف صوت، حسب الإحصائيات الرسمية. وبهذه الطريقة يتم وضع الأصوات الباطلة في المركز السادس عشر، وهي أكثر من أغلبية المرشحين الذين ذهبوا إلى الجولة الثانية من الانتخابات.
زيادة عدد المؤهلين للمشاركة في الانتخابات لم تساعد
رغم تركيز النظام على إحصائيات العدد الإجمالي للمشاركين في الانتخابات، إلا أنه لا يوجد ذكر لتفاصيل أعداد المشاركين وذلك من أجل التغطية على الفشل الكبير.
ويأتي ذلك في حين أن عدد الأشخاص الذين يحق لهم التصويت قد زاد في السنوات الأخيرة.
وفي الدورة الـ11 من الانتخابات البرلمانية، وبحسب إعلان مقر الانتخابات في حكومة روحاني، بلغ عدد المؤهلين للتصويت أكثر من 57.9 مليون شخص، وقد وصل هذا العدد في هذه الدورة إلى أكثر من 61.1 مليون شخص؛ ويعادل ذلك نحو 3.2 ملايين شخص، وهو ما يمثل زيادة في عدد المواطنين الذين يمكنهم التصويت يوم الجمعة.
إلا أن النتائج الرسمية في هاتين الدورتين تظهر أن عدد المشاركين ارتفع من 24.5 مليوناً إلى نحو 25 مليوناً فقط.
المرشحون الذين لا يمثلون الناخبين
وحتى مع افتراض صحة الانتخابات، فإن عدد أصوات العديد من المرشحين للبرلمان أقل من عُشر العدد الإجمالي للناخبين المؤهلين في الدائرة الانتخابية.
وفي طهران، أدى تأثير مقاطعة الانتخابات إلى حصول محمود نبويان، الفائز الأول، على 597 ألف صوت فقط، أي أقل من 8 في المائة من الأصوات.
وفي دائرة تبريز، وآذرشهر، وإيسكو، باعتبارها أكبر دائرة انتخابية في البلاد بعد طهران، بحسب الإحصائيات الرسمية، لم يحصل المرشح الأول سوى نحو 100 ألف صوت، وهو ما لا يتمكن حتى من تمثيل عُشر الأشخاص الذين يحق لهم التصويت في دائرته.
وفي مركز محافظة فارس، فإن وضع أصوات المرشحين أسوأ، فالشخصان اللذان سيدخلان البرلمان في الجولة الأولى فازا بنحو 5 و4 في المائة من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت، والبالغ عددهم 1.3 مليون نسمة في دوائر شيراز، وزرقان على التوالي.
وفي منطقة قزوين، وأبيك، وألبرز، فاز شخصان حصلا على أقل من 8 في المائة من إجمالي الأصوات المؤهلة في المرحلة الأولى.
وفي دائرتي رشت، وخمام، حصل الأشخاص الثلاثة الذين دخلوا البرلمان على أقل من 7% من الأصوات.
ومن ناحية أخرى، دخل عدد من المرشحين إلى البرلمان بحصولهم على 10 آلاف صوت أو أقل. ومن بينهم محمد جلالي في "محلات" بحوالي 5 آلاف صوت، ونصف أصوات المركز الأول في الدورة السابقة، وإلهام آزاد في "نائين" بحوالي 6 آلاف صوت، وأقل بألفي صوت عن الفترة السابقة.
ونتيجة نسبة التصويت هذه هي يمكن تسمية تشكيل أعضاء البرلمان بـ"الأقليات" (ذوي الأصوات المنخفضة).
خبراء بأقل قدر من الشرعية لـ"اختيار" المرشد
كما تشير نتائج انتخاب خبراء القيادة إلى أن المواطنين لم يبدوا اهتماماً كبيرا بهذه المؤسسة. وبينما اعتبر المسؤولون في إيران، مراراً، مجلس الخبراء على أنه علامة على أن منصب المرشد في النظام الإيراني هو "انتخابي"، فإن الإحصائيات الانتخابية تظهر أن مقدار الأصوات التي حصل عليها المرشحون أقل بكثير مما يمكن تسميتهم بـ"ممثلي الشعب".
على سبيل المثال، حصل رجال الدين الذين دخلوا هذا المجلس من محافظة خوزستان على ما بين 8 إلى 15 في المائة من الأصوات المؤهلة، وحصل أولئك الذين دخلوا المجلس من محافظة أصفهان على 8 إلى 16 في المائة من الأصوات المؤهلة.
وفي محافظة خراسان رضوي، باعتبارها المركز الديني للنظام، دخل هذا المجلس مرشح حصل على حوالي 12% من الأصوات المؤهلة، وهو أحمد علم الهدى، الذي تعرض للسخرية بوصفه حاكما لـ"أرض خراسان المستقلة" بسبب فرض إرادته على سياسة وثقافة المنطقة، ولم يكن معه سوى أصوات حوالي 16% من الأصوات.
ولم يفز أحمد خاتمي، عضو مجلس الخبراء الحالي والمؤيد القوي للنظام، إلا بحوالي خُمس الأصوات المؤهلة في محافظة كرمان.
ومع هذا الرصيد المنخفض للغاية من الأصوات، يقترب هذا المجلس من المرحلة المحتملة لتحديد المرشد المستقبلي للنظام؛ المجلس، الذي بالإضافة إلى افتقاره إلى الشرعية في لغة الأصوات، فقد نفى العديد من أعضائه، في الآونة الأخيرة، دوره الرقابي على المرشد.
التلاعبات التي لم تجد
يأتي العدد المنخفض جدًا من المشاركة في الانتخابات في حين قام المسؤولون في النظام الإيراني، من أجل "هندسة" الانتخابات، بتوزيع الامتيازات على بعض الفئات، بما في ذلك الجنود والتلاميذ، لتحفيزهم على المشاركة في الانتخابات.
وتشير الإحصائيات النهائية إلى أن الهندسة لم تتمكن من إضافة رقم ملموس إلى عدد الناخبين، وأخيراً مني النظام بهزيمة انتخابية كبيرة أمام المعارضة.