تزايد انقطاع الإنترنت بإيران عشية الذكرى السنوية لمقتل مهسا أميني وانتفاضة الشعب ضد النظام
تظهر الأدلة الفنية أنه عشية الذكرى السنوية لمقتل مهسا أميني في مركز الاعتقال التابع لدورية شرطة الأخلاق والانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد نظام الجمهورية الإسلامية، تتزايد انقطاعات الإنترنت بشكل ملحوظ.
وأعلنت شركة "نت بلوكس" التي تراقب حالة الوصول إلى الإنترنت في دول العالم، عن حدوث انقطاعات بشبكة الإنترنت في إيران يومي 9 و10 سبتمبر(أيلول) في حوالي الساعة الواحدة صباحًا بتوقيت إيران.
وبحسب هذا التقرير، فإن المواطنين الذين يعيشون في شمال غرب البلاد، المنطقة القريبة من مسقط رأس مهسا أميني، شعروا بالأثر الأكبر المتعلق بانقطاع الإنترنت في 10 سبتمبر.
وقد أعلنت "نت بلوكس"، الليلة الماضية، أيضًا عن انقطاع مماثل في وضع الوصول إلى الإنترنت في إيران.
ووفقًا لهذه المجموعة، ففي حوالي الساعة الواحدة صباحًا، انخفض فجأة ما يقرب من 29 % من النطاق الترددي العادي للإنترنت في إيران.
وتؤكد التقارير المختلفة للمستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي تزايد المشاكل في الوصول إلى الإنترنت.
وردا على الاضطرابات التي شهدتها الأيام القليلة الماضية، زعمت شركة البنية التحتية للاتصالات أن ذلك حدث بسبب "استبدال وتحديث معدات الشبكة" في بعض المشغلين ومراكز البيانات، ومن المفترض أن يتم تنفيذه "خلال عدة أيام".
ونفى الرئيس التنفيذي لشركة البنية التحتية للاتصالات، محمد جعفر بور، أي خلل متعمد في شبكة الإنترنت بالبلاد وادعى أن جودة البنية التحتية للشبكة في إيران أفضل من تلك الموجودة في الدول الأخرى بالمنطقة. في المقابل، رفض خبراء الألعاب في حديث مع صحيفة "دنياي اقتصاد" ادعاء جعفر بور، بما في ذلك ما يتعلق بملاءمة ظروف الألعاب عبر الإنترنت في البلاد، ووصفوا وضع الإنترنت بالحرج بالنسبة للمستخدمين.
وبحسب مختلف المؤشرات والمصادر الدولية، فإن ترتيب إيران من حيث سرعة وجودة الوصول إلى الإنترنت أقل من دول مثل الإمارات العربية المتحدة وتركيا وأرمينيا وأذربيجان وقطر وعمان.
ومنذ أن تولت حكومة إبراهيم رئيسي السلطة، كانت سياسة قطع الوصول إلى منصات الإنترنت الشهيرة وفي نفس الوقت الاستثمار في مشاريع حكومية مماثلة، أحد الأهداف الرئيسية لوزارة الاتصالات.
وخلال العامين الماضيين، حاولت هذه الوزارة الامتناع عن نشر إحصائيات عامة تتعلق بحجم استهلاك النطاق الترددي للإنترنت في إيران.
كما وصف وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إيران، يوم الثلاثاء 22 أغسطس(آب)، أثناء حضوره الجلسة العامة للبرلمان، ادعاء الخلل في سرعة وجودة الإنترنت في إيران بأنه "حرب نفسية".
يأتي ذلك في حين أن التقارير التي نشرتها المؤسسات والشركات المحلية حول هذه القضية أيضًا تؤكد الحالة السيئة للإنترنت.
•
•
ومنذ وقت ليس ببعيد، انتقدت جمعية التجارة الإلكترونية الإيرانية، التي تضم مجموعة من الشركات البارزة في البلاد، الوضع الحرج للإنترنت من خلال نشر تقرير مفصل.
ووفقا لهذا التقرير، تمتلك إيران ثاني أكثر شبكات الإنترنت اضطرابا بعد ميانمار وثاني إنترنت محدود في العالم بعد الصين.
وقد أظهرت شركة "سيرفشارك" (Surfshark)، وهي مجموعة ناشطة في مجال المراقبة وتوفير الوصول الحر إلى الإنترنت، في تقرير نشرته يوم الثلاثاء 5 سبتمبر(أيلول)، أن مدينة زاهدان (مركز محافظة بلوشستان) وبالتالي إيران، شهدت في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، أكبر عدد من انقطاعات الإنترنت في العالم.
كشفت قوات الأمن اللبنانية عن شبكة لتهريب الأسلحة إلى حماس من إيران، على الأراضي اللبنانية، بحسب ما نقلته قناة "إيران إنترناشيونال".
وأضافت "إيران إنترناشيونال" أن ميشال إلياس فرانسيس (43 عاما)، وهو ضابط سابق في الجيش اللبناني ومقيم في حي "سن الفيل" في بيروت، ومالك متجر فادي إلياس للأجهزة المنزلية بالمدينة، هو أحد من ساعدوا في تهريب الأسلحة إلى حركة حماس.
كما أن هناك شخصا آخر رهن الاعتقال هو محمد زكي شاهين (50 عاما) وهو عضو في حركة حماس ويقيم في بيروت.
وفي وقت سابق، تم الكشف عن جزء آخر من العملية الخاصة للحرس الثوري الإيراني ضد إسرائيل باستخدام قوات تابعة لحركة حماس.
وفي منتصف أبريل (نيسان)، قامت وكالة المخابرات والعمليات الخاصة الإسرائيلية، بضرب شبكة تابعة للحرس الثوري الإيراني، في الضفة الغربية.
وكان من المفترض أن يقوم يوسف منصور، وهو من سكان الضفة الغربية، بجمع معلومات سرية حول النشاط العسكري في إسرائيل بناء على طلب من عملاء الحرس الثوري الإيراني. وأن يوسف تسلم المال من خلال شقيقه مرسل. وساعدتهم امرأة تدعى هدا محانه في عملية التجسس.
وكانت هذه المجموعة على اتصال بعملاء الحرس الثوري الإيراني عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأحد هؤلاء العملاء هو الحاج محمد رضوان (رادوان)، المعروف باسم محمد بشير.
يشار إلى أن الفرع الفلسطيني للحرس الثوري الإيراني في لبنان، يرأسه محمد سعيد إيزدي، المعروف باسم الحاج رمضان. وهو مسؤول عن التنسيق بين حماس والجهاد الإسلامي في غزة، ويهودية، وسامرية، والأردن.
ونشرت إسرائيل صورة إيزدي لأول مرة عام 2018، وبعد عام، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليه.
وفي الوقت نفسه، تعهد محمد سعيد إيزدي، على حسابه في "تويتر"، بتعزيز القدرات العسكرية والمدنية لحزب الله في لبنان على مدى السنوات الـ40 المقبلة بالأموال الإيرانية، للقضاء على إسرائيل.
وعندما تم تعظيم العقوبات الأميركية ضد النظام الإيراني في ظل سياسة الضغط القصوى لحكومة ترامب، دعا إيزدي في تغريدة أخرى أعضاء "محور المقاومة" إلى خفض إنفاقهم، بسبب المشاكل الاقتصادية.
وغضب لاعتقال حماس لأعضاء حركة صابرين في غزة، محذرا من أنهم إذا أرادوا الاستمرار في تلقي الأموال من النظام الإيراني، فعليهم إطلاق سراح أعضاء "صابرين" سريعًا.
كما يعتبر علي مرشاد شيرازي، الملقب بأبو جواد، والحاج مرشاد، عضوا بارزا آخر في الفرع الفلسطيني للحرس الثوري الإيراني في لبنان.
وهو مدير مكتب الحاج رمضان، ورئيس وحدة المراقبة والتحكم، التي هي على اتصال مع الوحدة 340، أي وحدة الإدارة الفنية لفيلق القدس.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن مجيد زيرايي، المعروف أيضا باسم أبورقية، هو ضابط العمليات في الفرع الفلسطيني لفيلق القدس.
وحتى قبل 6 سنوات، عندما كان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كانت علاقات هذه الجماعة المسلحة سيئة مع النظام الإيراني.
وأولئك الذين كانت لديهم جذور في جماعة الإخوان المسلمين لم يقفوا مع الدكتاتور السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية، على عكس طهران، لكن في عام 2017 غيرت 3 أحداث العلاقات بين حماس والنظام الإيراني.
ومع تعتيم العلاقات بين الرياض وقطر، أصبحت إيران، التي تعد أهم الداعمين الماليين لحماس، تحت الحصار الاقتصادي.
ومن ناحية أخرى، تحسنت العلاقات الإسرائيلية- التركية، ولم تعد الأراضي التركية آمنة لقادة حماس. وفي تحول استراتيجي داخل حماس نفسها، حل إسماعيل هنية محل خالد مشعل، واكتسب مسؤول حماس يحيى السنوار المزيد من السلطة في غزة.
وفي هذا الوقت، اقتربت حماس من النظام الإيراني بتغيير استراتيجي. كما اغتنمت طهران هذه الفرصة وعززت فرعها الفلسطيني في لبنان.
ولا تنكر حماس الآن تحالفها مع حزب الله. وقبل عامين، في معركة الشيخ جراح بين القوات الفلسطينية والإسرائيلية، أعلن السنوار رسميا أن غرفة عمليات مشتركة في لبنان تدعم حماس بحضور كبار ضباط حزب الله، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
ويبدو أن النظام الإيراني يسعى لتشكيل "حزب الله" ثانٍ في لبنان لمهاجمة إسرائيل بجبهة واحدة عند الضرورة. وهو الحلم الذي كلف طهران مئات الملايين من الدولارات، مما جعل إيران أم الميليشيات الشيعية والسنية على الخطوط الأمامية للحرب مع إسرائيل.
انتقد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، طهران لعدم تنفيذها اتفاق العام الماضي. وقال معربا عن جهله بتفاصيل اتفاق أميركا وإيران، والحد من تخصيب إيران لليورانيوم، إنه لم يتم إحراز أي تقدم في تنفيذ اتفاق الوكالة مع طهران.
وقال غروسي على هامش اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية، اليوم الاثنين 11 سبتمبر (أيلول): "لسنا قريبين من اتفاق مع إيران بشأن الوصول لبيانات كاميرات المراقبة التي سلبت من الوكالة قبل عامين ونصف العام. ومن المستحيل الحصول على صورة دقيقة لأنشطة إيران دون هذه البيانات".
إلى ذلك، بدأ مجلس محافظي الوكالة الدولية مراجعة البرنامج النووي للنظام الإيراني اليوم.
وكان غروسي قد أعلن في وقت سابق عن وعد النظام الإيراني بإعادة تشغيل كاميرات المراقبة لدى عودته من طهران.
تجدر الإشارة إلى أن تعطيل الكاميرات تم في الصيف الماضي بعد تدهور علاقات طهران مع الدول الغربية.
كما أعلن غروسي أنه يجب على إيران تقديم تفسير تقني صحيح لوجود جزيئات اليورانيوم في "ورامين" و"تورقوزآباد". داعيًا إلى التعاون الجاد بين سلطات النظام الإيراني والوكالة.
ومع ذلك، كتبت وكالة أنباء "إيسنا" في تقرير لها نقلا عن مصادرها، أن السلطات الإيرانية أعلنت عن استعدادها السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى موقعين في تورقوز آباد، وورامين، بشرط أن تضمن الوكالة أنها ستتوقف عن أسئلتها حول المكانين.
وقد أدت الخلافات في هذا الصدد إلى توتر العلاقات بين النظام الإيراني والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومع ذلك، لم يكن غروسي على علم بتفاصيل الصفقة الإيرانية الأميركية، والتي أدت إلى تراجع التخصيب بنسبة 60 في المائة لليورانيوم في إيران.
وفي الوقت نفسه، أكد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تباطؤ التخصيب الإيراني بنسبة 60 في المائة. حيث أظهرت الإحصاءات الجديدة في التقرير أن معدل تراكم اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة في إيران.
حذر الخبراء، في ملتقى حول "يوم منع الانتحار العالمي"، من ارتفاع معدلات انتحار الأطباء. وتم الإعلان أيضًا عن أنه وفقًا لدراسة أجريت في إيران، فإن 34 في المائة من مساعدي الأطباء يفكرون في الانتحار.
وخلال لقاء للجامعة الإيرانية للعلوم الطبية حول الانتحار، تم الإعلان عن أن خطر الانتحار لدى الأطباء يبلغ حوالي 73.2 في المائة، وفقا للإحصائيات العالمية، وهو أعلى من المهن الأخرى.
ووفقا لنصيحة الخبراء، إذا صادفت شخصًا أو أشخاصًا يستخدمون كلمات وعبارات تدل على الاكتئاب أو الرغبة في إنهاء حياتهم، اطلب منهم التحدث عن مخاوفهم مع طبيب موثوق أو مؤسسات تعمل في هذا المجال أو شخص موثوق به.
كما أعلنت الأستاذة المساعدة بقسم الطب النفسي بجامعة علوم التأهيل والصحة الاجتماعية، فهيمة سعيد، أن الانتحار زاد في السنوات الثلاث الأخيرة.
وقالت أيضًا إنه بالمقارنة مع عامة السكان، فقد شوهد أن الأطباء ينتحرون من 1.5 إلى ثلاث مرات أكثر من الفئات الأخرى.
وأضافت فهيمة سعيد أن هناك دراسات محدودة للغاية حول الصحة النفسية لمساعدي الأطباء والأطباء في إيران، وأن التركيز منصب على طلاب الطب.
وقالت هذه الأستاذة المساعدة بجامعة إعادة التأهيل، وفقًا لبحث أجري على 253 مساعد طبيب في فترة كورونا، كان 34 في المائة منهم يفكرون في الانتحار، و10 في المائة منهم لديهم أفكار عالية الخطورة.
وأضاف مستشار الصحة النفسية بجامعة العلوم الطبية في إيران، حميد بيروي، أن محاولات الانتحار أعلى بشكل عام لدى النساء، لكن الموت بالانتحار أكثر شيوعًا لدى الرجال، ما يعني أنه من المحتمل أن يستخدم الرجال أساليب أكثر فتكًا.
يذكر أن يوم 10 سبتمبر (أيلول) هو اليوم العالمي لمنع الانتحار، وفي هذا اليوم، يتم تقديم مواد تعليمية عامة وبرامج مختلفة في جميع أنحاء العالم لزيادة الوعي حول الانتحار.
ونادرا ما يتم نشر معدلات الانتحار رسميًا في إيران.
وقد تناولت صحيفة "اعتماد" في تقرير لها ما تم نشره حول "الانتحار" في شبكات التواصل الاجتماعي وارتباطه بالأحداث السياسية والاجتماعية، وكتبت أن البحث عن هذه الكلمة في أبريل (نيسان) 2023 مقارنة بالنصف الثاني من عام 2022 زاد بأكثر من مرتين.
وقال أستاذ علم الاجتماع، أكبر علي وردي نيا، حول الانتحار في إيران: "زادت معدلات الانتحار بنسبة 44 في المائة من عام 2001 إلى عام 2019 (خلال 19 عاما)، وارتفعت هذه المعدلات في البلاد من 4.2 عام 2001 إلى 6.2 عام 2019"، لكل 100 ألف شخص.
وتأتي الإحصائيات المروعة لزيادة الانتحار في إيران، في حين أنه وفقا لما قاله علي وردي نيا، هناك مشاكل في البيانات التي يقدمها الطب الشرعي لأن هذه الإحصائيات تركز فقط على حالات الانتحار التي تؤدي إلى "الوفاة"، في حين أن إحصائيات محاولات الانتحار عادة ما تكون أكثر بـ20 مرة من حالات الانتحار الناجحة.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي في إيران، ففي عام 2020، حاول نحو 100 ألف شخص في البلاد الانتحار، وهذا العدد في تزايد أيضًا.
ووفقا لهذه الإحصائيات، فإن الرجال المتزوجين أو الآباء هم "الضحايا" بعد الشباب، حيث إن نحو نصف حالات الانتحار تحدث بين المتزوجين.
في الوقت الذي أعلنت فيه عائلة المواطن السويدي المعتقل في إيران، يوهان فلودروس، أنه يعاني من "ظروف قاسية" في سجن إيفين، شمالي طهران، قدمت مفوضة الاتحاد الأوروبي، إيلفا يوهانسون، طلبًا حازمًا، اليوم الاثنين، لإطلاق سراح هذا الموظف السويدي في السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي.
وقالت مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي، إيلفا يوهانسون، إن فلودروس، المحتجز منذ أكثر من 500 يوم، كان زميلاً لها منذ عامين تقريبًا، لكنه تقدم بطلب للعمل مع بعثة الاتحاد الأوروبي في أفغانستان قبل اعتقاله في إيران.
وبحسب وكالة "أسوشييتد برس"، أضافت يوهانسون في مقابلة مع الصحافيين: "أنا حزينة وقلقة للغاية. لقد كان زميلي لفترة طويلة. ومن واجب وزارة الخارجية السويدية محاولة إطلاق سراح فلودروس بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي".
وأعلنت عائلة فلودروس، أمس الأحد 10 سبتمبر (أيلول)، في بيان لها مع بداية الحملة من أجل عودة هذا الدبلوماسي الأوروبي إلى بلاده، أنه كان خلال الأشهر العشرة الماضية "منقطع الاتصال بأسرته"، وفي حبس انفرادي "مضاء ليل نهار".
وجاء في هذا البيان، الذي نُشر بالتزامن مع عيد ميلاد فلودروس الثالث والثلاثين، أنه في مكالمة الفيديو الوحيدة التي أجراها هذا المواطن السويدي، ناشد عائلته بذل المزيد من الجهد من أجل إطلاق سراحه.
وقد قررت عائلة يوهان فلودروس إطلاق حملة عامة لإطلاق سراحه مع عائلات المواطنين الأجانب أو مزدوجي الجنسية الذين احتجزتهم إيران في السنوات الأخيرة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي أن مواطنا سويديا له تاريخ في العمل بالمؤسسات الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي مسجون في إيران منذ أكثر من 500 يوم، وأصبح "أداة مهمة" لطهران لكسب نقاط من الغرب.
وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن اعتقاله، الذي أبقته السلطات السويدية والاتحاد الأوروبي سرا لأكثر من عام، يبدو أنه جزء من نمط مستمر تستخدمه إيران "كدبلوماسية الرهائن".
وفي يوم أمس الأحد، ذكرت عائلة هذا المواطن السويدي أن الحقوق الأساسية لفلودروس "منتهكة بشكل واضح"، وأنه لا يمكنه استنشاق الهواء الطلق إلا لمدة "ثلاث ساعات ونصف" في الأسبوع، وهو محدود في إرسال وتلقي الرسائل، وأثناء اعتقاله التقى بـ"عدد قليل" من الدبلوماسيين السويديين.
ويواصل البيان: "منذ فبراير (شباط) الماضي، سُمح له بإجراء مكالمة هاتفية قصيرة واحدة في المتوسط كل شهر، باللغة الإنجليزية وتحت المراقبة".
يشار إلى أن استمرار اعتقال يوهان فلودروس وضع الحكومة السويدية والاتحاد الأوروبي في موقف صعب، لأنهما أبقيا احتجاز هذا الدبلوماسي سرا لفترة طويلة ولم يحرزا أي تقدم في عملية إطلاق سراحه.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي، نقلاً عن مصدر مطلع، أن فلودروس ذهب إلى إيران ربيع العام الماضي مع عدد من أصدقائه السويديين، في "رحلة سياحية خاصة". وفي 17 أبريل (نيسان) 2022، قبل ركوب الطائرة التي كان من المفترض أن يستقلها في عودته، تم اعتقاله في مطار طهران.
وكانت وزارة المخابرات الإيرانية قد أعلنت، في أغسطس (آب) من العام الماضي، اعتقال مواطن سويدي في إيران بتهمة "التجسس"، لكنها لم تكشف عن تفاصيل هويته.
قال المرشد الإيراني علي خامنئي، إن أميركا أنشأت مجموعة أطلقت عليها اسم "مجموعة الأزمات الدولية"، وأضاف: "إنهم يريدون خلق أزمة في إيران عبر الاختلافات العرقية والدينية وقضية المرأة وحقوقها. هذه هي خطة أميركا، لكنها لن تستطيع تحقيق ذلك".
وفي كلمته، التي ألقاها اليوم الاثنين، عشية ذكرى وفاة مهسا أميني وبداية حركة "المرأة، الحياة، الحرية"، وصف خامنئي "مجموعة الأزمات الدولية" بأنها مجموعة تهدف إلى خلق أزمة في إيران. كما هدد الدول الغربية التي وصفها بـ"الأعداء" باتخاذ إجراءات جدية.
وفي لقاء مع مجموعة مختارة من بلوشستان وخراسان جنوبي، قال المرشد الإيراني، دون ذكر جمعة زاهدان وخاش الدامية، حيث جرى مقتل أكثر من 100 شخص، إن العدو يسعى لبث "الاختلافات العرقية" في البلاد.
وقبل ذلك، تحدث موقع "حال وش" الذي يغطي الأخبار المتعلقة ببلوشستان إيران عن مساعي الأجهزة الأمنية في البلاد لإعطاء "وعود فارغة" لأسر ضحايا "الجمعة الدامية" في زاهدان وخاش، وأعلن أن علي خامنئي سيجتمع على الأرجح مع بعض هذه العائلات.
وقال البرلماني الإيراني عن مدينة خاش، إسماعيل حسين زهي، إن المرشد علي خامنئي سيجتمع مع عائلات قتلى الجمعة الدامية في زاهدان خلال زيارته لمحافظة بلوشستان، حيث أمر بأن يتم اعتبار ضحايا هذا الحادث شهداء.
لكن خامنئي أكد في هذا اللقاء أنهم (الأعداء) توصلوا بالفكر والدراسة إلى أن هناك عدة نقاط أزمة تتعلق بالاختلافات العرقية والدينية وقضية المرأة في إيران"ويجب عليهم الدفع لخلق أزمة في هذا الاتجاه".
وقال أيضًا: "لقد أنشأت الحكومة الأميركية مجموعة تسمى مجموعة الأزمات في هذا البلد؛ مهمتها خلق الأزمات في دول مثل إيران. العدو جدي في عداوته وتخطيطه، ونحن أيضا جادون جدا في مواجهة العدو”.
وقبل ذلك، هاجمت وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري الإيراني، مراراً وتكراراً "مجموعة الأزمات الدولية". كما أعلنت بعض الشخصيات الأصولية أن الاتفاق النووي "تم إملاؤه" على حكومة حسن روحاني من قبل هذه المجموعة.
وبحسب المعلومات المنشورة عن "مجموعة الأزمات الدولية"، فهي منظمة غير حكومية وغير ربحية وعابرة للحدود تأسست عام 1995 لإجراء أبحاث ميدانية حول الصراعات العنيفة.
وتعمل هذه المنظمة على تعزيز السياسات الرامية إلى منع الصراعات أو تقليلها أو حلها.
ومن بين الشخصيات الأكثر شهرة في مجموعة الأزمات الدولية للجماهير الناطقة بالفارسية، الكاتب علي واعظ، وهو كبير المحللين في "مجموعة الأزمات الدولية لشؤون إيران".
إلا أن المرشد الإيراني قال في خطابه اليوم الاثنين 11 سبتمبر (أيلول) إن"العدو استهدف الوحدة والأمن الوطني".
وفي تعريف الوحدة، قال خامنئي أيضًا: "إنها تعني أنه عندما تكون مصالح الشعب على المحك ينبغي أن نضع جانباً الاختلافات الدينية، والسياسية، والحزبية، والعرقية".
وقد جاءت هه التصريحات عشية الذكرى السنوية لانتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية.
وفي الأيام الماضية، التقى عدد من مسؤولي النظام الإيراني، بينهم مصطفى محامي، ممثل خامنئي في محافظة بلوشستان، ومحمد باكبور، قائد القوات البرية للحرس الثوري الإيراني، مع رؤساء القبائل البلوشية وحاولوا إقناعهم بحضور هذا الاجتماع.
وفي هذه الأثناء، ومنذ مساء الخميس 7 سبتمبر، نشر نشطاء الفضاء الإلكتروني تغريدات مع هاشتاغ "لا لقاء مع الدكتاتور" احتجاجا على الاستعدادات للقاء المواطنين البلوش مع خامنئي.
كما أفاد موقع "حال وش" بأن الشباب البلوش في زاهدان بدأوا بكتابة شعارات احتجاجاً على إرسال بعض الأشخاص غير البارزين من بلوشستان للمشاركة في اللقاء مع خامنئي في طهران.
ومع ذلك، أعلن المرشد الإيراني في كلمته أنه "تم تقديم الكثير وتم إنجاز الكثير من العمل في بلوشستان".
وقال إنه لو تم تنفيذ الموافقات المتعلقة بزيارته إلى بلوشستان في العقد الأول من القرن الحالي، "لكان وجه المحافظة مختلفا اليوم"، لكن بعض الحكومات كانت "كسولة ومهملة".
ولم يذكر خامنئي في خطابه مقتل أهالي زاهدان يوم الجمعة الدامية وقمع المواطنين في أجزاء أخرى من هذه المحافظة.
وقد نظم أهالي مدينة زاهدان ومدن أخرى في محافظة بلوشستان مسيرة بعد صلاة الجمعة ورددوا شعارات مناهضة لعلي خامنئي.
وفي العام الماضي، تم اعتقال عدد من رجال الدين السنة وأقارب مولوي عبد الحميد إسماعيل زهي، أشهر رجال الدين السنة.