رئيس السلطة القضائية في إيران يتوعد النساء ويؤكد أن خلع الحجاب يعتبر عداء مع النظام

رئيس السلطة القضائية في إيران: خلع الحجاب يعتبر بمثابة عداء مع النظام وقيمه وسيتم معاقبة الأشخاص الذين ينتهكون قوانين الحجاب.

رئيس السلطة القضائية في إيران: خلع الحجاب يعتبر بمثابة عداء مع النظام وقيمه وسيتم معاقبة الأشخاص الذين ينتهكون قوانين الحجاب.

بعد أشهر من الهجمات الكيماوية على طالبات المدارس، وفي أول رد فعل له، نفى علي خامنئي دور النظام في هذا الأمر واكتفى بالمطالبة بمعاقبة المنفذين. فيما أعلن رئيس القضاء عن عزمه استدعاء كل من "ينشر الشائعات والتحريض".
وبينما اتهم أشخاص ونشطاء مدنيون وسياسيون النظام الإيراني بالتورط في الهجمات الكيماوية على المدارس، وصف خامنئي في خطاب قصير، اليوم الاثنين 6 مارس (آذار)، هذه الهجمات بأنها "جريمة كبرى". وقال: "يجب الحكم على المتورطين في هذه القضية بأشد العقوبات".
تأتي هذه التصريحات في حين لم يُظهر خامنئي أي رد فعل خلال الأشهر الثلاثة الماضية منذ بدء الهجمات الكيماوية ضد الطالبات الإيرانيات.
وفي الوقت نفسه، صرح رئيس القضاء الإيراني غلام حسين محسني إيجه إي، مهددا الشعب والنشطاء بالامتناع عن اتهام النظام بهذه الاعتداءات. وقال، اليوم الاثنين، إنه يجب استدعاء "كل من ينشر الأكاذيب ويطلق الشائعات حول هذه القضية".
وتابع إيجه إي: "إذا كان لدى هؤلاء الأشخاص نية سيئة أو إذا كانوا مهملين، فلا يمكن الصفح عنهم".
وأضاف أن مرتكبي عمليات التسمم مفسدون في الأرض، وإذا تم التعرف عليهم واعتقالهم، فإن "القضاء سيتعامل مع الأمر بطريقة خاصة للغاية وخارجة عن المعتاد، وستتم معاقبة المتورطين بشدة".
تأتي هذه التصريحات في حين أن سلطات النظام الإيراني لم تقدم تقريراً مفصلاً وموثقاً عن منفذي هذه الهجمات، وتتهم "أعداء" النظام بالتورط في الهجمات، دون تقديم أدلة.
لكن مع استمرار الهجمات الكيماوية على المدارس الإيرانية، اعتبر ناشطون إيرانيون أن احتمال ضلوع النظام الإيراني في هذه الهجمات أقوى من الاحتمالات الأخرى، وأكدوا على دور "غرفة فكر داخل بعض مؤسسات النظام" في هذا الصدد.
إلى ذلك، كتبت صديقة وسمقي، الخبيرة في الشؤون الإسلامية والعضوة السابقة في مجلس مدينة طهران، أن أحد هذه الاحتمالات هو أن "هذا العمل الإجرامي والشرير هو نتاج عمل غرفة فكر داخل بعض مؤسسات النظام، وهو نوع من غرف الفكر التي تتمثل منتجاتها حتى الآن في قتل المعارضين والكتاب، وإطلاق النار على طائرة ركاب، وإطلاق الرصاص على عيون الفتيات، وتجنيد المجرمين لارتكاب جرائم يرفض العناصر الشريفة داخل النظام ارتكابها".
بالإضافة إلى ذلك، أعلن 420 ناشطًا سياسيًا ومدنيًا، في بيان لهم، أن عدم التعامل مع مرتكبي تسميم الطالبات "يثير القلق من عدم إمكانية التعامل مع هذه القضية، أو ما إذا كان المخططون ومرتكبو هذا الأمر المؤسف لديهم مكانة خاصة ولهذا السبب، لم يتم الكشف عنهم حتى الآن".
ومن الموقعين على هذا البيان: هاشم آقاجاري، وغلام حيدر إبراهيم باي سلامي، وأبو الفضل بازركان، وعبد علي بازركان، ومحمد حسين بني أسدي، وحبيب الله بيمان، ومحمد توسلي، وحسين كروبي، وعلي أصغرخداياري.
يشار إلى أن يوم الأحد وحده، تم استهداف أكثر من 80 مدرسة على الأقل في جميع أنحاء إيران بمثل هذه الهجمات، لكن بعض المسؤولين في وزارة التعليم اتهموا الطلاب بـ"إثارة الأجواء"، و"التمارض".
وكان مساعد وزير الصحة قد أكد في وقت سابق أنه بتنفيذ هذه الهجمات يحاول البعض إغلاق المدارس وخاصة مدارس البنات في إيران.
ويأتي طلب خامنئي بالمتابعة القضائية لمرتكبي هذه الاعتداءات، في حين لم يعاقب النظام الإيراني المعتدين بالحمض على الإيرانيات حتى الآن.
مجموعة "شباب أحياء طهران" تدعو إلى مظاهرة غد الثلاثاء أمام مبنى البرلمان الإيراني، وكذلك أمام دوائر التربية والتعليم، احتجاجا على الهجمات السامة التي تتعرض لها مدارس البنات في إيران.

احتجاجًا على استمرار الهجمات الكيماوية على المدارس في جميع أنحاء إيران، دعت نقابات المعلمين، والتلاميذ، وطلاب الجامعات، إلى تجمع احتجاجي على مستوى البلاد، غدا الثلاثاء، 7 مارس (آذار).
وفي الوقت نفسه، كانت هناك دعوات لتنظيم تجمع احتجاجي للنساء في يوم المرأة العالمي، بعد غد الأربعاء 8 مارس.
وكتب المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين داعيا لتجمع غدا الثلاثاء: "نطالب نحن المحتجين بوضع حد للقمع البيولوجي وتهديد حياة المواطنين وخاصة التلميذات".
وأضاف هذا المجلس أنه "من أجل منع السلوك العنيف المتمثل في تسميم التلميذات"، فإنه يطالب النظام "بالسماح لوفد من النشطاء المدنيين، والنقابيين، والسياسيين المستقلين، إلى جانب مجموعة من الأطباء، والأساتذة الخبراء، ونشطاء حقوق الإنسان، بدراسة موضوع تسميم المدارس حتى يتم التحقيق في الوقائع بشفافية وعرض النتيجة على الشعب الإيراني".
يأتي ذلك في حين ان سلطات النظام الإيراني لم تستجب لطلب المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين ، ولم تنشر أجهزة الأمن والاستخبارات نفسها تقريرًا بهذا الصدد.
وشدد المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين في بيانه على أن "حجم المدارس التي تعرضت للهجوم والعدد الكبير من التلميذات المصابات يدل على أن مشروع الأعمال التعسفية لمنتسبي النظام المتشدين محل شك كبير".
وتعليقا على تسمم الطالبات، دعت نقابة المعلمين في كيلان، جميع المعلمين إلى التجمع يوم غد الثلاثاء في الساعة 10 صباحًا أمام المديرية العامة للتعليم في هذه المحافظة.
كما أيد مجلس طلاب الفكر الحر دعوة المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين لتجمع 7 مارس.
وأعلن مجلس طلاب الفكر الحر في إيران في بيانه، أن"أصل تسمم الطالبات يرجع إلى إدخال أفكار طالبان وفرض 20.000 من الملالي في نظام التعليم كمعلمين".
وجاء في جزء آخر من هذا البيان: "إن مأساة تسميم الطالبات من قبل الحكام المستبدين والكاذبين والمنافقين، تاتي للانتقام من انتفاضة المرأة، الحياة، الحرية".
وفي وقت سابق، أعربت منظمة الطلاب الثوريين، في طهران، في بيان ردا على "الهجوم الكيماوي والمتسلسل والتسمم المتعمد للطالبات"، عن دعمها لإضراب المعلمين على مستوى البلاد في 7 مارس، وأعلنت: "سنواصل احتجاجنا بدلاً من الذهاب إلى المدرسة حتى نصل إلى بيئة آمنة".
كما دعت مجموعة من الناشطات إلى النزول للشوارع في يوم المرأة العالمي، 8 مارس، احتجاجًا على الاعتداءات الكيماوية على التلميذات.
لكن بينما تستمر الهجمات الكيماوية على مدارس البنات على نطاق واسع، فإن العديد من صحف الصباح الإيرانية غطت هذه الأخبار بطريقة محدودة للغاية أو نشرت معلومات غير موثوقة في هذا الصدد.
ووصفت بعض صحف النظام تسمم التلميذات بـ"الهجمات الإرهابية" ونسبتها إلى وسائل الإعلام الغربية ووصفتها بـ"الحرب الإعلامية المركبة" دون إبداء أي سبب أو وثيقة.
في غضون ذلك، وصفتها صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري الإيراني بأنها "هستيريا جماعية"، نقلاً عن تقرير لـ"بي بي سي الدولية" حول حوادث التسمم.
وقد جاء في تقرير "بي بي سي الدولية" الذي تم إعداده بالتعاون مع "بي بي سي فارسي" وواجه انتقادات واسعة في وسائل الإعلام الافتراضية، أن "أحد أسباب تردي الحالة الصحية للتلميذات هو الخوف الجماعي".

الناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي، في رسالة لها من السجن، دعت الإيرانيين إلى النزول للشوارع بحشود كبيرة، لمنع الجرائم ضد طالبات المدارس.

دعت صحيفة "كيهان" الإيرانية الجهات الأمنية إلى مساءلة ومحاسبة كل الأشخاص الذين اتهموا النظام بالوقوف وراء الأحداث، وكتبت: "التوافق في مواقف بعض الأفراد في اتهام النظام بتسميم طالبات المدارس يعزز من فرضية أن تكون أجهزة الاستخبارات الأجنبية هي التي تقف وراء هذه الأحداث".
