ويبدو أن تصريحات عندليب تأتي في إطار زيادة ضغوط النظام الإيراني على النساء المعارضات للحجاب الإجباري.
ونظم النظام الإيراني، أمس الثلاثاء، تجمعا في مدينة شيراز، جنوبي البلاد، للدفاع عن "الآمرين بمراعاة الحجاب" والذي جاء في إطار سياسة إيران لتطبيق الحجاب الإجباري بشكل شامل وأكثر صرامة.
كما تزايدت في الأشهر الأخيرة الخلافات والاشتباكات بين الآمرين بمراعاة الحجاب، والنساء الإيرانيات الرافضات للحجاب الإجباري.
بدوره جعل تشجيع النظام الإيراني لهؤلاء الآمرين سلوكهم أكثر وقاحة في إملاء تحذيراتهم على النساء المعارضات للحجاب.
ويبدو أن تصريحات عندليب من المقرر أن تمنح المزيد من التساهل لغير قوات الشرطة لـ"مواجهة سوء الحجاب".
وأدى السلوك المهين والعنيف مع النساء الإيرانيات، والذي يعتبره النظام الإيراني بأنه "أمر بالمعروف وفريضة إلهية"، إلى اندلاع العديد من حالات الاشتباك، آخرها كان مساء يوم الأحد الماضي في مركز مصطفوي للتسوق في شيراز، جنوبي إيران، مما أسفر عن اعتقال امرأتين تم تحذيرهما بشأن مراعاة الحجاب.
وبعد يوم واحد من هذا الحدث، أعلنت السلطات الأمنية في مدينة شيراز عن إغلاق المركز بسبب "عدم مراعاة الأصول الأمنية وتركيب كاميرات مراقبة، وكذلك عدم مراعاة الشؤون الإسلامية من قبل البعض"، وجاء هذا القرار دعما للآمرين بالمعروف.
كما نظم عدد من داعمي النظام الإيراني، مساء أمس الثلاثاء 30 أغسطس (آب)، تجمعات أمام هذا المركز، وطالبوا بتعامل أشد أمام "السلوك غير اللائق والمهين لمنتهكي الحجاب".
المزيد من الضغوط على المعارضات
وتظهر مثل هذه التجمعات إلى جانب سن أحكام قضائية ثقيلة للنساء المعارضات للحجاب، أن داعمي النظام الإيراني يطالبون بفرض المزيد من الضغوط على معارضات الحجاب الإجباري في البلاد.
ومؤخرا، فرض القضاء الإيراني كفالة مالية تصل إلى 800 مليون تومان للإفراج عن "سبيده رشنو" إحدى معارضات الحجاب الإجباري.
يذكر أنه في بداية شهر يوليو (تموز) الماضي، اعتقلت رشنو بعدما رفضت تحذير سيدة محجبة في الحافلة بضرورة الالتزام بالحجاب، وتم نشر فيديو لهذه اللحظات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفادت معلومات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال'' بأن المرأة التي اعتقلها الأمن الإيراني على خلفية رفضها لتحذيرات بشأن الحجاب في حافلة عامة، تعمل فنانة وكاتبة، وأن وسائل إعلام النظام أوردت كثيرا من المعلومات الخاطئة في هذا السياق.
وبعد أيام على اعتقالها، عرض التلفزيون الإيراني سبيده رشنو في نشرة أخبار الساعة 20:30 مساء يوم السبت 30 يوليو الماضي، وبث الاعتراف القسرية التي تم انتزاعها منها، وبعدها بدأت موجة من التنديد بهذا العمل والتعاطف مع "رشنو" على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت نفسه، تؤكد السلطات الإيرانية، من رئيس الجمهورية إلى رئيس البرلمان وغيرها، على ضرورة تنفيذ القوانين المتعلقة بالحجاب.
ومن آخر التعليقات بهذا الخصوص هي تصريحات مديرة مؤسسة "مكتب النرجس" في مشهد، منور شايسته خوي، التي قالت فيها إن الحجاب "ثاني أركان النظام الإيراني"، وأن الحجاب لا يتعلق بالنساء فقط بل يجب على الرجال مراعاته أيضا.
نضال الناشطين ضد الحجاب الإجباري
وعلى الرغم من هذه الضغوط المتزايدة، يواصل الناشطون المدنيون ضد الحجاب الإجباري نضالهم بأبعاد مختلفة، كما تسعى المؤسسات المدنية للمساعدة في جعل أصواتهم تنتشر أكثر في جميع أنحاء العالم.
وبعثت لجنة النضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، برسالة إلى الأمم المتحدة والحكومات الأوروبية والأميركية، دعت فيه إلى إدانة اعتقال المحتجات على الحجاب وتعذيبهن، كما بعثت برسالة إلى وزارة الخارجية الأيرلندية بهذا الخصوص.
وفي معرض ردها على الرسالة، قالت وزارة الخارجية الأيرلندية أن هذه الوزارة والقائم بالأعمال الأيرلندي في طهران سيواصلان مراقبة التطورات المتعلقة بـ"الجرائم ضد المرأة" في إيران بدقة.