متابعو "إيران إنترناشيونال": استطلاع صحيفة الحكومة الإيرانية "تحريف للواقع وإهانة للشعب"
عقب نشر نتائج "استطلاع رأي" من قبل صحيفة "إيران" الحكومية، ومقرها طهران، والذي زعم أن 70 في المائة من الشعب الإيراني راضون عن الأوضاع الحالية في البلاد ويشعرون بالسعادة والرفاه، انتقد العديد من الإيرانيين هذا الاستطلاع.
وبعد نشر استطلاع الرأي المذكور، طلبت "إيران إنترناشيونال" من متابعيها في تطبيق "إنستغرام" الإدلاء بآرائهم المؤيدة أو المعارضة لهذا الاستطلاع.
وشارك أكثر من 52 ألف متابع بآرائهم في تعليقات المنشور، والتي أظهرت أن الغالبية العظمى من المشاركين اعتبروا مزاعم هذه الصحيفة الحكومية بأنها "تحريف للواقع وإهانة للشعب الإيراني خاصة في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، وتأتي وسط ضغوط اجتماعية وسياسية متزايدة".
كما بعث أحد المتابعين مقطع فيديو إلى "إيران إنترناشيونال" وجه فيه كلمته إلى المرشد الإيراني تعليقا على استطلاع الرأي، وقال: "ألم تخجل حين قام مرتزقتك بصياغة هذه الإحصاءات؟".
كما علق الصحافي الإيراني، مهدي مهدوي آزاد على نشر هذا الاستطلاع، وقال في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال": "هذه ليست دعاية، بل هي نوع آخر من الوقاحة".
وأثار الاستطلاع ردود فعل انتقادية في الداخل من قبل بعض وسائل الإعلام الإيرانية أيضا.
وبهذا الخصوص، سخرت صحيفة "جمهوري إسلامي" في مقال لها عن هذا الاستطلاع وكتبت: "وبحسب الاستطلاع، يجب أن يقول 200 في المائة من الناس أنهم سعداء من هذا الغلاء غير المسبوق الذي أصابنا مؤخرا!".
لكن صحيفة "إيران" نشرت اليوم، الثلاثاء 5 يوليو (تموز)، مقالا وصفت فيه منتقدي استطلاعها بأنهم "قتلة الأمل" ومستاؤون من أمل الشعب.
وأوضحت الصحيفة أن استطلاع الرأي الذي نشرته سابقا يستند على نتائج استطلاع رأي لثلاث مؤسسات موثوقة هي وزارة الاستخبارات، ومركز استطلاع الرأي التابع للتلفزيون الإيراني، ومؤسسة الطلبة الإيرانيين لاستطلاع الرأي (إيسبا)، و"كلها جهات يستند إلى نتائجها وتحقيقاتها كبار الأكاديميين والمراكز البحثية في الداخل"، على حد تعبيرها.
وزعمت هذه الصحيفة مرة أخرى إن الصورة التي يحملها الإيرانيون عن أنفسهم وبلدهم أفضل بكثير مما تحاول بعض وسائل الإعلام الأجنبية وأصدقائهم في الداخل غرسها في أذهان الشعب.
ويأتي هذا بعدما نشرت شركة "استايس" نتائج استطلاع جديد أظهر أن 28 في المائة فقط من الإيرانيين راضون عن أداء الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في حين أن 64 في المائة غير راضين عن أدائه.
كما انخفضت نسبة شعبيّة التيارين السياسيين في إيران (الأصوليين والإصلاحيين) إلى 17 في المائة، ووصلت إلى أدنى مستوياتها.
ووفقًا لاستطلاع شركة "استايس"، فإن شعبية التيارين السياسيين في إيران، وصلت إلى أدنى مستوياتها، وقال 17 في المائة فقط من المستجيبين إنهم قريبون من أحد التيارين ويقبلون بآرائه، وأيد 9 في المائة منهم الإصلاحيين، و8 في المائة الأصوليين. وتأتي مزاعم صحيفة الحكومة الإيرانية حول رضا الناس عن أوضاع البلاد، حتى بعد نفي المسؤولين الحكوميين لهذه المزاعم.
وقبل أيام، قال عمدة طهران، علي رضا زاكاني "إن الفوضى في مجال الازدحام المروري، وتلوث الأجواء جعل الشعب يشعر بعدم الارتياح. أوجه القصور والظلم واضحان في طهران".
كما يأتي استطلاع رأي صحيفة "إيران" بينما شهدت مختلف المدن الإيرانية خلال السنوات الأخيرة العديد من الاحتجاجات على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المزرية في البلاد والتي طالما تم قمعها من قبل القوات الأمنية الإيرانية بعنف.
بينما بدأت مراجعة الاتفاقية الثنائية بشأن تبادل السجناء بين بلجيكا وإيران في لجنة من البرلمان البلجيكي، أعرب ممثلو المعارضة في البرلمان البلجيكي، في إشارة إلى قضية الدبلوماسي الإيراني المحبوس أسد الله أسدي، عن قلقهم من تشجيع النظام الإيراني على ارتكاب أعمال إرهابية خارج إيران.
وبالتزامن مع بدء عملية مراجعة هذه المعاهدة في البرلمان البلجيكي، نظم متظاهرون إيرانيون من مختلف الجماعات والمنظمات، بما في ذلك منظمة مجاهدي خلق، تجمعات احتجاجية أمام سفارات بلجيكيا في بعض الدول.
وقدم وزير العدل البلجيكي، الثلاثاء 5 يوليو (تموز)، إيضاحات عن المعاهدة الثنائية لتبادل المجرمين مع إيران لممثلي لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان البلجيكي.
وبعد تساؤلات وانتقادات عديدة لبرلمانيين بلجيكيين ضد وزير العدل بشأن مشروع القانون، دافع وزير العدل البلجيكي عن مشروع القانون المذكور والاتفاق الموقع بين طهران وبروكسل بهذا الخصوص، وقال إن "هذه الإجراءات تصب في مصلحة بلجيكا حكومة وشعبا".
وأضاف وزير العدل البلجيكي: "أوضاع أحمد رضا جلالي (وهو طبيب سويدي من أصل إيراني كان في مهمة عمل في طهران حين اعتقل بتهمة التجسس وحُكم عليه بالإعدام) وطلب بلجيكا من إيران بالإفراج عنه لا علاقة مباشرة له مع مشروع قانون تبادل السجناء مع إيران".
وأكد في هذا الاجتماع اعتقال المواطن البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل في إيران.
وقد أصدرت عائلة فانديكاستيل بيانًا قالت فيه إنه فاعل خير معروف بنزاهته ومعرفته بالمنطقة.
وجاء في هذا البيان، في إشارة إلى الأنشطة الإنسانية لعامل الإغاثة البلجيكي هذا فيما يتعلق بالمهاجرين الأفغان في إيران، أنه "حتى اليوم، لم تتلق السلطات البلجيكية ولا أقاربه أي سبب لهذا الاعتقال التعسفي".
وكتبت عائلة فاندكاستيل أيضًا أن السلطات البلجيكية على اتصال بسلطات إيران بشأن اعتقاله، وأن أسرته تواصل "العمل من أجل إطلاق سراح أوليفييه وإعادته إلى بلجيكا".
وعشية اجتماع لجنة البرلمان البلجيكي، كشفت "إيران إنترناشيونال" أن طهران قد ألقت القبض على عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فاندكاستيل البالغ من العمر 41 عامًا منذ مارس (آذار).
وتم التوقيع على الاتفاقية الثنائية بين إيران وبلجيكا في 11 مارس (آذار) الماضي بين وزارة العدل البلجيكية وسفير إيران في بروكسل، غلام حسين دهقاني.
ومن المفترض أن يتم التصويت على هذه المعاهدة في الجلسة العامة للبرلمان البلجيكي يوم الخميس.
وتنص المادة 13 من هذه المعاهدة على ما يلي: "يجوز لكل طرف الموافقة على العفو أو تخفيف العقوبات وفقًا لدستوره أو أحكام قانونية أخرى".
وقبل بدء اجتماع لجنة البرلمان البلجيكي، قال ممثل البرلمان البلجيكي، ثيو فرانكين، يوم الثلاثاء 5 يوليو، أمام مجموعة من المعارضين للنظام الإيراني بالقرب من البرلمان: "تسليم المحكومين إلى إيران وإطلاق سراح أسد الله أسدي، سيشجع النظام الإيراني على أخذ المزيد من الرهائن وتهديد المواطنين الأوروبيين والإيرانيين على الأراضي الأوروبية".
ويمكن أن توفر الموافقة على هذه المعاهدة في البرلمان البلجيكي الأساس للتبادل المحتمل لأسد الله أسدي مع البلجيكيين المسجونين في إيران.
وأسد الله أسدي، السكرتير الثالث لسفارة إيران في فيينا، اعتقل في يوليو 2018 بتهمة محاولة تفجير اجتماع لمنظمة مجاهدي خلق في فرنسا، وحكم عليه بالسجن 20 عاما في محكمة بلجيكية، لكنه لم يستأنف.
وقال ثيو فرانكين عن هذا الدبلوماسي المدان بارتكاب أعمال إرهابية: "تكلفة الاحتفاظ بأسدي وعدم الإفراج عنه مرتفعة، لكنني وحزبي نعتقد أنه يجب دفع هذه التكلفة ومنع عودة أسدي إلى إيران. يجب أن نرسل رسالة مفادها أن النظام الإيراني لا يمكنه تصفية المواطنين الإيرانيين الأوروبيين؛ كما فعل حتى الآن".
وأكد: "هذه القضية حساسة ومعقدة، لكن على حد علمي ما زالت لا تحظى بأغلبية أصوات النواب".
في وقت سابق، شكك مايكل فريليش، ممثل آخر في البرلمان البلجيكي، في تسرع الحكومة البلجيكية في تبادل السجناء مع إيران.
وسأل البرلمان البلجيكي: "لماذا يجب أن يتم كل هذا بهذه السرعة؟ وأضاف: "انا أعارض بشدة أي اتفاق لإطلاق سراح إرهابيين مدانين".
وقد احتجت عضوة البرلمان البلجيكي من أصل إيراني، دريا صفايي، مع بعض الممثلين الآخرين، على هذه المعاهدة، وقالت في رسالة بالفيديو إن الموافقة على هذا الاتفاق تعرض حياة الناشطين السياسيين الإيرانيين للخطر، بمن فيهم هي وزوجها وأولادها.
وقالت صفائي لـ"إيران إنترناشونال" إن هذه المعاهدة لا تستثني الأشخاص المسجونين بسبب أنشطة إرهابية، وتمهد الطريق للإفراج عن الإيرانيين المدانين في قضايا إرهابية في بلجيكا.
أعلن جهاز مخابرات ولاية هامبورغ الألمانية، في تقريره الأمني السنوي، أن إيران حصلت على تقنية تكنولوجية بشكل غير قانوني عن طريق رجل إيراني ألماني يدعى "ألكسندر جي"، تم شراؤها مقابل ما يقرب من مليون يورو، وبالتالي انتهكت الاتفاق النووي.
وأكد معهد العلوم والأمن الدولي ومقره واشنطن في تحقيقاته في قضية ألكسندر جي في سبتمبر (أيلول) 2021، ما توصلت إليه دائرة استخبارات هامبورغ من "نتائج خطيرة".
وبحسب تحقيق المعهد، فإن تصرفات هذا الشخص "تكشف عن جهود إيران المستمرة للالتفاف على قوانين الرقابة التجارية وعقوبات الدول الأخرى من أجل شراء مواد لبرامجها الصاروخية والنووية".
وأكد معهد العلوم والأمن الدولي أنه بالإضافة إلى ذلك، تواصل طهران توظيف الأشخاص للحصول على السلع اللازمة لبرامجها الحساسة، ويبدو أن بعض هذه السلع تنتهك الاتفاق النووي.
كما أعلن مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا أن ألكسندر جي صدّر بشكل غير قانوني الكثير من المعدات المختبرية المتطورة، بما في ذلك أربعة مقاييس طيفية.
وفي السنوات 2018 إلى 2020، باع هذا الشخص معدات مختبرية لشركات إيرانية خاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي، في مرتين، تم استخدامها للأمن التكنولوجي لبرامج الصواريخ النووية والباليستية للنظام الإيراني.
وحدثت المرة الثالثة في يناير (كانون الثاني) 2020، وخلالها باع ألكسندر جي مطيافين لرجل أعمال إيراني بدون رخصة تصدير.
ووفقًا لتقرير وكالة استخبارات هامبورغ، فإن شريكي ألكسندر جي مطلوبان لتورطهما في هذه القضية.
الكشف عن المسؤول عن نقل الدفاعات الجوية الإيرانية إلى سوريا ولبنان
في الوقت نفسه، كتبت المدونة الإسرائيلية "اينتلي تايمز"، التي تنشر أخبارًا استخبارية - أمنية، في منشور مفاده أن العميد فريدون محمدي سقايي مسؤول عن نقل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية المتطورة إلى سوريا ولبنان.
وكان موقع "العربية" الإخباري قد كشف، في وقت سابق، يوم الجمعة، عن هوية هذا الشخص لكنه قال إن اسمه هو فريد محمد ثقائي.
ووفقًا لما قاله رونين سالامون، محرر "اينتلي تايمز"، فإن سقايي هو نائب منسق سلاح الجو فضاء للحرس الثوري الإيراني.
وقال سالامون إنه تمكن من تأكيد هوية سقايي في محادثات مع مسؤولي استخبارات غربيين. وأشارت "العربية" في تقريرها، الجمعة، إلى أن سقايي تواجد في دمشق عدة مرات، وحاول إقناع السلطات السورية بنقل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية إلى سوريا.
وأكد مسؤولون استخباراتيون غربيون لقناة "العربية" أن إسرائيل على علم بهذه الأنشطة ومصممة على وقفها.
ويأتي هذا الخبر بعد أيام قليلة من هجوم منسوب لإسرائيل في ميناء طرطوس بسوريا، السبت بحسب وسائل إعلام غير إسرائيلية، استهدف عددا من هذه الأنظمة الدفاعية التي أرسلتها إيران إلى سوريا.
وفي هذا السياق، نشرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، بيانًا يدين بشدة هذا الهجوم ويدعو إلى إنهاء ما وصفته بـ"الهجمات الإسرائيلية غير المقبولة في سوريا".
بينما سيبدأ البرلمان البلجيكي دراسة مشروع القانون المثير للجدل بشأن تبادل السجناء مع إيران اليوم الثلاثاء، أشارت مجلة "بوليتيكو" إلى أسباب هذا القانون ونقلت عن سياسي بلجيكي قوله إن فرنسا ضغطت أيضًا من أجل الموافقة عليه.
وكتبت "بوليتيكو" في تقرير نُشر على موقع هذه المجلة مساء الإثنين 4 تموز / يوليو، أن بلجيكا تسهل تسليم الإرهابي (أسد الله أسدي) إلى إيران.
وأُرسلت "المعاهدة بين بلجيكا وإيران بشأن نقل المحكوم عليهم" بين البلدين إلى البرلمان البلجيكي للموافقة النهائية عليها منذ فترة، وستبدأ عملية دراستها اليوم الثلاثاء 5 یولیو في لجنة العلاقات الخارجية.
ووفقًا لـ "بولیتیكو"، تم اقتراح مشروع هذا القانون بالبرلمان البلجيكي في وقت أظهر فيه القادة الأوروبيون، المنزعجون من ارتفاع أسعار الطاقة، رغبة متزايدة في إصلاح العلاقات وحل الخلافات المتبقية مع إيران. وفي مقابلة مع "بوليتيكو"، أشار أحد السياسيين البلجيكيين إلی "الضغوط الدبلوماسية الكثیرة للموافقة على هذا القانون، وخاصة من فرنسا". ولم يذكر المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع.
يذكر أن السائح الفرنسي، بنيامين بريير، مسجون في سجن مشهد منذ 25 شهرًا، وقبل أيام قليلة أعلن محاميه أن عقوبة موكله بالسجن 8 سنوات و 8 أشهر قد أصبحت قطعية.
في غضون ذلك، قال عضو البرلمان البلجيكي، مايكل فريليش، لـ "إيران إنترناشیونال" إن الحكومة البلجيكية وشرطة الأمن حاولتا الضغط على النواب لتمرير هذا القانون باستخدام حيل مختلفة.
وقد واجه مشروع القانون المقدم إلى البرلمان البلجيكي احتجاجات واسعة النطاق، وأثارت إمكانية عودة "أسد الله أسدي" إلى إيران موجة من ردود الفعل. وحكم على "أسدي"، الدبلوماسي الإیراني، بالسجن 20 عاما بتهمة محاولة تفجير تجمع لمنظمة "مجاهدي خلق" المعارضة للنظام الإيراني.
ويقول المعترضون إن الموافقة على هذا القانون هي في الواقع صفقة سياسية بين بلجيكا وإيران، وربما أبرمت بروكسل هذه الصفقة مقابل إطلاق سراح أحمد رضا جلالي وسجناء آخرين.
وذكرت "إيران إنترناشيونال" في خبر حصري، يوم الإثنين أن عامل إغاثة بلجيكي يدعى أوليفيه فاندكاستيل مسجون في إيران منذ مارس.
وتشمل المجموعة الواسعة من المتظاهرين على هذا القانون بعض السياسيين والنشطاء البلجيكيين والأوروبيين، وبعض السياسيين الأميركيين، والنشطاء السياسيين الإيرانيين، وغيرهم.
وقد حذر أكثر من 430 ناشطا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا إيرانيا ومجموعة من العائلات المطالبة بتحقيق العدالة، حذروا السياسيين البلجيكيين في بيان من "عدم إعطاء الضوء الأخضر للإرهاب الحكومي!".
تشير المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" إلى أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، واجه الإيرانيون الذین يحملون جنسية إحدى الدول الأوروبية، مضايقات واستجوابات أثناء سفرهم إلى إيران، أو حاول المسؤولون المخابراتیون إجبارهم على التعاون بالتهديدات والإغراءات.
وبحسب المعلومات الواردة، فقد تم استجواب عدد من الإيرانيين المقيمين بالخارج في الأشهر الأخيرة أثناء سفرهم إلى إيران لزيارة عائلاتهم، ويبدو أن السلطات الإیرانیة قررت تركيز الاهتمام الأمني والاستخباراتي على هؤلاء المواطنين.
وقد ذكر هؤلاء المواطنون مزدوجو الجنسية، وجميعهم مواطنون عاديون وليس لديهم أي نشاط سياسي، في مقابلات مع "إيران إنترناشيونال"، حالات مضايقة لهم في المطارات أو استجوابات لاحقة.
ويقول هؤلاء الإيرانيون مزدوجو الجنسية إنهم تعرضوا لفحوصات جسدية غير مناسبة عند وصولهم إلى إيران وتم استجوابهم في المطار.
وتلقى بعضهم استدعاء فور وصولهم إلى إيران واضطروا للذهاب إلى مكاتب وزارة الاستخبارات أو منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني للاستجواب.
وأخبر أحد هؤلاء المواطنين "إيران إنترناشیونال" أنه في الأيام التي أعقبت وصوله إلى طهران، اتصل به شخص عرّف عن نفسه بأنه من وزارة الاستخبارات يدعوه للحضور لمكان معين.
ويقول إن هذا الضابط حاول التحدث بأدب في البداية، لكن عندما قلت إنني على استعداد فقط للحضور إلى مبنى بلافتة رسمية بعد استلام مذكرة رسمية، غيّر نبرته وقال: "ستندم على كلامك".
ويقول هذا المواطن إنه منذ ذلك الحين لم يرد على المكالمات المجهولة وتعرض للتأخير عند مغادرته البلاد. يقول: هذه المرة تمكنت من مغادرة البلاد. "لكن على الأرجح لن يعود إلى وطنه، إلا إذا كان مضطرًا".
ومع تزايد الضغوط والاستجوابات ضد مزدوجي الجنسية الذين يسافرون إلى إيران، في الأسابيع الأخيرة، حذرت عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وفرنسا والسويد، مواطنيها، وكذلك المواطنين الإيرانيين مزدوجي الجنسية، من السفر إلى إيران.
وتُظهر المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أيضًا أن مجموعة من مزدوجي الجنسية الذين سافروا مؤخرًا إلى إيران أُجبروا على ملء العديد من الاستبيانات وتقديم معلوماتهم الشخصية إلى ضباط المخابرات عند وصولهم.
جدير بالذكر أن عمليات التفتيش الجسدي، واستخدام الكلمات الوقحة والمهينة، والاتهامات الكاذبة، والاستجواب في بيئة أمنية صارمة، والتهديدات بإلحاق الأذى بأفراد الأسرة في إيران هي بعض الحالات الأخرى التي واجهها هؤلاء المواطنون عند دخولهم أو أثناء إقامتهم في هذا البلد.
وقالت مصادر أوروبية لـ"إيران إنترناشیونال": يبدو أن مسؤولي الأمن الإيرانيين يتطلعون إلى أخذ المواطنين مزدوجي الجنسية كرهائن من أجل استبدالهم بمبالغ مالية ضخمة أو مع أشخاص مسجونين لارتكابهم جرائم إرهابية أو انتهاك قوانين العقوبات في الدول الأوروبية وأميركا الشمالية.
بينما يعتزم البرلمان البلجيكي مناقشة مشروع قانون يسمح بتبادل السجناء مع نظام طهران، حصلت قناة "إيران إنترناشيونال" على معلومات تفيد بأن إيران احتجزت منذ مارس (آذار) الماضي عامل إغاثة بلجيكيا.
ولا يستبعد أن يكون هذا الإجراء الإيراني استمرارا لسلوك طهران السائد في اعتقال الرعايا الأجانب وأخذهم كرهائن لمبادلتهم مع الإيرانيين المسجونين في الدول الغربية.
واقترحت الحكومة البلجيكية قبل أيام على البرلمان مشروع قانون يسمح بتبادل السجناء مع إيران في حال اعتماده. وبموجب هذا المشروع ستتم إعادة الدبلوماسي الإيراني المدان، أسدالله أسدي إلى طهران.
يشار إلى أن أسدي هو السكرتير الثالث للسفارة الإيرانية في فيينا، وقد اعتُقل في فرنسا، في شهر يوليو (تموز) 2018م؛ بتهمة التخطيط والمشاركة في تفجير مؤتمر لمنظمة مجاهدي خلق في فرنسا، ويقضي حاليا عقوبته بالسجن 20 عامًا في بلجيكا.
وبحسب المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" فقد اعتقلت القوات الأمنية الإيرانية أليويه وندكاستيل (41 عامًا)، عامل الإغاثة البلجيكي.
وقد عمل هذا المواطن البلجيكي منذ عام 2006 على الأقل، في العديد من المنظمات الإنسانية الدولية، بما في ذلك منظمة أطباء حول العالم، والمجلس النرويجي للاجئين، ولجنة الإغاثة في بلجيكا وهي منظمة دولية.
كما عمل وندكاستيل في الهند وأفغانستان ومالي، قبل أن يتم تعيينه مديرًا لعمليات المجلس النرويجي للاجئين في إيران عام 2015، ثم تولى نفس المنصب مع منظمة الإغاثة الدولية في إيران عام 2020.
يذكر أن منظمة الإغاثة الدولية أسسها فرشاد رستكار، المواطن الإيراني- الأميركي، بعد الزلزال المدمر في مدينة بم، جنوب شرقي إيران، عام 2003، والذي أودى بحياة 26 ألف شخص.
ولعب هذا المواطن البلجيكي الذي تحتجزه إيران، دورا مهما في فترة تفشي وباء كورونا في إيران، حيث قام بتوزيع المساعدات الإنسانية في هذا البلد.
وفي يوليو (تموز) 2021، أنهت منظمة الإغاثة الدولية عملها مع وندكاستيل. وبعثت منظمة الإغاثة الدولية برسالة بالبريد الإلكتروني إلى "إيران إنترناشيونال"، أوضحت فيها أنها ليست على علم باحتجازه في إيران.
تأتي هذه المزاعم بينما توصلت "إيران إنترناشيونال" إلى معلومات تظهر أن مسؤولي المنظمة الدولية كانوا على علم باعتقال وندكاستيل.
وقبل يومين، قال مصدر أوروبي لـ"إيران إنترناشيونال"، إن بلجيكيين اثنين على الأقل محتجزان في إيران. ورفض المصدر تحديد هوية المحتجزين. كما لم يعلق المسؤولون في بلجيكا وإيران على هوية هذين الشخصين.
ويبدو أن أحد المحتجزين أستاذ إيراني- بلجيكي من جامعة لوفين البلجيكية، فيما أظهرت التحقيقات أن المحتجز البلجيكي الثاني هو وندكاستيل.
تجدر الإشارة إلى أنه لأسباب يبدو أنها حدثت داخل منظمة الإغاثة الدولية، تم فصل المواطن البلجيكي وندكاستيل من منصب المدير وتمت إعادته إلى أوروبا.
ولكن مصدرًا مطلعًا قال لفرداد فرحزاد، مقدم البرامج في قناة "إيران إنترناشيونال"، إن إقالة وندكاستيل قد تكون بسبب ضغوط إدارة شؤون الرعايا الأجانب والمهاجرين بوزارة الداخلية الإيرانية.
وعاد هذا المواطن البلجيكي لاحقًا إلى إيران بتأشيرة سياحية لزيارة صديق له. وربما كانت عودته إلى إيران فخا استخباراتيا من قبل النظام الإيراني لاعتقاله ومبادلته مع الدبلوماسي الإيراني المدان، أسدالله أسدي.
إلى ذلك، أعلنت وسائل الإعلام والمسؤولون في بلجيكا أن الاتفاق مع إيران على تبادل السجناء مع هذا البلد يمهد لإعادة أسدي إلى طهران واستقباله بوصفه "بطلا".
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الاحتجاجات الشديدة على مناقشة هذا المشروع في البرلمان البلجيكي ستحول دون اعتماده في البرلمان أم لا.
ومن المقرر أن تبدأ لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان البلجيكي بمشاركة وزير العدل البلجيكي دراسة هذا القانون الثلاثاء 5 يوليو (تموز) الحالي.
وفي السياق، احتجت دريا صفائي، البرلمانية البلجيكية المنحدرة من أصول إيرانية، وغيرها من النواب، على هذا المشروع. حيث قالت صفائي في مقطع فيديو إن اعتماد هذا المشروع يعرض حياة النشطاء السياسيين، بمن فيهم هي، وزوجها، وكذلك أبناؤها للخطر.
وأضافت في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال" أن المشروع لم يستثنِ القضايا الإرهابية، واعتماده قد يوفر الأرضية لإعادة أسدي إلى إيران.
كما انتقد مايكل فرايليخ، البرلماني البلجيكي، مشاريع القوانين "العاجلة" للحكومة البلجيكية بشأن تبادل السجناء.
وقال فرايليخ أمام البرلمان البلجيكي: "لماذا يجب أن يحدث كل هذا بهذه السرعة؟ أنا أعارض بشدة أي صفقة لإطلاق سراح إرهابيين مدانين".
وقد بعث كثير من الأشخاص والمجموعات الإيرانية والأجنبية برسائل وبيانات فردية وجماعية، لمطالبة المسؤولين والبرلمانيين البلجيكيين بالتخلي عن هذا المشروع.
وكان أكثر من 430 ناشطا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا إيرانيا وعدد من أسر الضحايا قد طالبوا بتحقيق العدالة، في بيان وجهوه إلى السياسيين البلجيكيين، طالبوهم فيه "بعدم إعطاء الضوء الأخضر للإرهاب".
كما بعث 9 أميركيين، من بينهم مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، والقائد السابق لحلف الناتو، والرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، برسالة مشتركة إلى رئيس البرلمان البلجيكي حول هذا القانون.