وبعد نشر استطلاع الرأي المذكور، طلبت "إيران إنترناشيونال" من متابعيها في تطبيق "إنستغرام" الإدلاء بآرائهم المؤيدة أو المعارضة لهذا الاستطلاع.
وشارك أكثر من 52 ألف متابع بآرائهم في تعليقات المنشور، والتي أظهرت أن الغالبية العظمى من المشاركين اعتبروا مزاعم هذه الصحيفة الحكومية بأنها "تحريف للواقع وإهانة للشعب الإيراني خاصة في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، وتأتي وسط ضغوط اجتماعية وسياسية متزايدة".
كما بعث أحد المتابعين مقطع فيديو إلى "إيران إنترناشيونال" وجه فيه كلمته إلى المرشد الإيراني تعليقا على استطلاع الرأي، وقال: "ألم تخجل حين قام مرتزقتك بصياغة هذه الإحصاءات؟".
كما علق الصحافي الإيراني، مهدي مهدوي آزاد على نشر هذا الاستطلاع، وقال في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال": "هذه ليست دعاية، بل هي نوع آخر من الوقاحة".
وأثار الاستطلاع ردود فعل انتقادية في الداخل من قبل بعض وسائل الإعلام الإيرانية أيضا.
وبهذا الخصوص، سخرت صحيفة "جمهوري إسلامي" في مقال لها عن هذا الاستطلاع وكتبت: "وبحسب الاستطلاع، يجب أن يقول 200 في المائة من الناس أنهم سعداء من هذا الغلاء غير المسبوق الذي أصابنا مؤخرا!".
لكن صحيفة "إيران" نشرت اليوم، الثلاثاء 5 يوليو (تموز)، مقالا وصفت فيه منتقدي استطلاعها بأنهم "قتلة الأمل" ومستاؤون من أمل الشعب.
وأوضحت الصحيفة أن استطلاع الرأي الذي نشرته سابقا يستند على نتائج استطلاع رأي لثلاث مؤسسات موثوقة هي وزارة الاستخبارات، ومركز استطلاع الرأي التابع للتلفزيون الإيراني، ومؤسسة الطلبة الإيرانيين لاستطلاع الرأي (إيسبا)، و"كلها جهات يستند إلى نتائجها وتحقيقاتها كبار الأكاديميين والمراكز البحثية في الداخل"، على حد تعبيرها.
وزعمت هذه الصحيفة مرة أخرى إن الصورة التي يحملها الإيرانيون عن أنفسهم وبلدهم أفضل بكثير مما تحاول بعض وسائل الإعلام الأجنبية وأصدقائهم في الداخل غرسها في أذهان الشعب.
ويأتي هذا بعدما نشرت شركة "استايس" نتائج استطلاع جديد أظهر أن 28 في المائة فقط من الإيرانيين راضون عن أداء الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في حين أن 64 في المائة غير راضين عن أدائه.
كما انخفضت نسبة شعبيّة التيارين السياسيين في إيران (الأصوليين والإصلاحيين) إلى 17 في المائة، ووصلت إلى أدنى مستوياتها.
ووفقًا لاستطلاع شركة "استايس"، فإن شعبية التيارين السياسيين في إيران، وصلت إلى أدنى مستوياتها، وقال 17 في المائة فقط من المستجيبين إنهم قريبون من أحد التيارين ويقبلون بآرائه، وأيد 9 في المائة منهم الإصلاحيين، و8 في المائة الأصوليين.
وتأتي مزاعم صحيفة الحكومة الإيرانية حول رضا الناس عن أوضاع البلاد، حتى بعد نفي المسؤولين الحكوميين لهذه المزاعم.
وقبل أيام، قال عمدة طهران، علي رضا زاكاني "إن الفوضى في مجال الازدحام المروري، وتلوث الأجواء جعل الشعب يشعر بعدم الارتياح. أوجه القصور والظلم واضحان في طهران".
كما يأتي استطلاع رأي صحيفة "إيران" بينما شهدت مختلف المدن الإيرانية خلال السنوات الأخيرة العديد من الاحتجاجات على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المزرية في البلاد والتي طالما تم قمعها من قبل القوات الأمنية الإيرانية بعنف.