وكان الممثل الأميركي الخاص المعني بالشؤون الإيرانية قد صرح، يوم الأربعاء الماضي، أن احتمال التوصل إلى اتفاق مع إيران "ضئيل" في أفضل الحالات، وأن واشنطن مستعدة لتشديد العقوبات على طهران.
ورد خطيب زاده على هذه التصريحات قائلًا: "من حيث المبدأ، نحن لا نرد على الأحاديث والتصريحات التي تُدلى للاستهلاك المحلي".
كما ألقى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية باللوم على الحكومة الأميركية في عدم إحراز تقدم في المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي، وقال: "إذا نأت الولايات المتحدة بنفسها عن هذا النهج في خطابها وسلوكها وتحركت نحو ضمانات سياسية واستمرت في ذلك، فيمكننا القول إنه لا يوجد طريق مسدود".
وبحسب ما ذكره مالي، فإن تلبية المطالب خارج إطار الاتفاق النووي يتطلب أن تتخذ إيران خطوات متبادلة، لكن طهران لم تقبل بعد بهذا النهج.
وبدأت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة حول عودة الجانبين إلى الاتفاق النووي في مارس (آذار) 2021، لكن مع تنصيب حكومة إبراهيم رئيسي في أغسطس (آب) من العام الماضي، وتقديم مطالب جديدة من قبل طهران، توقفت المحادثات منذ 11 مارس الماضي.
وتصر إيران على أن العودة الكاملة للاتفاق النووي يجب أن تكون مصحوبة بشطب الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، لكن حكومة بايدن رفضت ذلك.
اتهام إسرائيل بالتدخل شؤون الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبعد يوم من صدور التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وصفت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية التقرير بأنه "غير عادل"، متهما إسرائيل بالتدخل في شؤون الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير جديد لمجلس محافظي الوكالة، يوم الاثنين 30 مايو، أن احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب قد تجاوزت الحد الذي حدده الاتفاق النووي بأكثر من 18 ضعفاً.
وتأتي هذه الزيادة في حين أنه، بحسب الاتفاق النووي، تستطيع إيران امتلاك 202 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب فقط.
وتشعر القوى الغربية بالقلق من أن إيران قد تحصل على المواد اللازمة لصنع قنبلة ذرية مع اقترابها من اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المائة. وتنفي طهران أي محاولة لها في هذا الصدد.
وقالت الوكالة أيضا في تقريرها إن إيران قدمت إجابات قليلة على الأسئلة السابقة للوكالة حول منشأ جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها في مواقعها النووية الثلاثة غير المعلنة.
وردًا على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده ، اليوم الثلاثاء، إن "تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية غير عادل ويخشى أن يصبح الحيز الفني لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية سياسيًا بسبب الضغط الاسرائيلي".
وبدلاً من الرد بشكل واضح ومباشر على اعتراضات الوكالة، قال خطيب زاده: "لسوء الحظ، حاولت عناصر مثل النظام المزيف الذي يحتل القدس (إسرائيل)، دائمًا، التدخل كلما كانت هناك حلول مبتكرة واقتربنا من الحل".
طهران: "علي المسؤولين الإسرائيليين أن يقلقوا وهم في أَسِرَّتهم"
ورداً على تحذير إسرائيل لمواطنيها من السفر إلى تركيا خوفاً من الأعمال الإرهابية للنظام الإيراني، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن المسؤولين الإسرائيليين "يجب أن يكونوا قلقين في أَسِرَّتهم وليس في أي مكان آخر".
كما تحدث خطيب زاده عن رد فعل إيران على مقتل القائد في الحرس الثوري، حسن صياد خدائي، قائلاً: "بعد التحقيقات تبين من هو الطرف الثالث الذي فعل ذلك، وسيتلقى رداً حاسماً و مؤلماً".
وبعد يوم من تحذير إسرائيل لمواطنيها من السفر إلى تركيا، كتبت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير تحليلي أنه على عكس الفرق الإيرانية السابقة التي حاولت استهداف الدبلوماسيين ورجال الأعمال الإسرائيليين في تركيا، فإنهم هذه المرة سيسعون لمهاجمة السياح والمواطنين العاديين.
وعقب مقتل صياد خدائي، رفع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مستوى التحذير للمواطنين الإسرائيليين من السفر إلى تركيا، قائلاً إن هناك تهديدًا خطيرًا عليهم في تركيا.
ويأتي قلق إسرائيل من الأعمال الإرهابية التي ترتكبها إيران في تركيا ضد مواطنين إسرائيليين بعد نشر تقارير عن أعمال إرهابية قامت بها طهران في جزيرة قبرص ضد مواطنين إسرائيليين.
كما أفادت "القناة 13" الإسرائيلية، بعد مقتل صياد خُدائي، أن هذا العقيد في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني أرسل أفرادًا، بمن فيهم منصور رسولي، لاغتيال القنصل الإسرائيلي في إسطنبول.
ولم تعلن إسرائيل رسميا مسؤوليتها عن القتل، لكن رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، قال إن "أي شخص يتبرع بالمال للإرهابيين أو الأسلحة أو يرسلهم سيتكبد تكاليف باهظة".
ومنذ أكثر من أسبوع، قتل مسلحان يستقلان دراجة نارية، صياد خدائي، البالغ من العمر 50 عامًا، في سيارته الخاصة في أحد أحياء طهران.
وكان هذا العقيد، في الحرس الثوري الإيراني في وحدة فيلق القدس 840 التابعة للحرس الثوري الإيراني، مسؤولاً عن اختيار المدنيين والتواصل معهم وتجنيدهم لضرب الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم.
هجوم على الإعلام الناطق بالفارسية في لندن
وفي جزء آخر من حديثه اليوم، ردًا على سؤال أحد المراسلين، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على الاعلام الناطق بالفارسية في الخارج ومقره لندن، قائلاً: "أصبحت لندن قاعدة للأخبار المزيفة عن إيران".
واستشهد المتحدث بنوعية "الأخبار الزائفة" التي بثتها هذه الوسائل، حسب زعمه، حول تلقي لقاحات كورونا، متجاهلا الحديث عن حظر استيراد "اللقاحات الأمريكية والبريطانية" من قبل المرشد علي خامنئي، والذي تم بث تصريحاته على الهواء مباشرة عبر إذاعة وتلفزيون إيران.
وادعى المتحدث باسم الخارجية أن هذه المنافذ الإعلامية أطلقت "حملة ضد الواقع"، حسب تعبيره، لمنع المواطنين من التطعيم، قائلا: "كان من المفترض أن نتلقى التطعيم، ولكن أطلقت بعض وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية في لندن عدة حملات ضد التطعيم قائلةً إن هذه اللقاحات ضارة. لا أحد ينسى هؤلاء".
ووصف وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية في الخارج بأنها "النموذج الأسمى لوسائل الإعلام العميلة" التي "تبث بالفارسية ضد الشعب الإيراني"، حسب زعمه.
كما ادعى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أنه "في كل اللقاءات التي أجريناها معهم، نرى إذلالهم، لن أنسى أبدًا الضغط النفسي الذي يمارسونه على المواطنين حتى لا يتلقوا التطعيم".
ولم يحدد خطيب زاده مكان أو كيفية عقد مثل هذه اللقاءات.