وقام بنييت بزيارة إلى مقر الموساد اليوم، الثلاثاء 1 مارس (آذار)، للقاء رئيس الموساد، ديفيد بيرنا، وأعضاء آخرين في المنظمة، وقال في خطاب له إن المنظمة لديها "الكثير من العمل الذي يتعين القيام به" مع اقتراب موعد اتخاذ قرار بشأن اتفاقية القوى العالمية مع إيران.
وفي إشارة إلى المحادثات الجارية بين إيران والأطراف المتبقية في الاتفاق النووي لإحياء الاتفاق، أضاف بينيت: "أنه وفقًا لما اطلعت عليه إسرائيل الآن من محادثات فيينا، يبدو أن العديد من المهام ستقع على عاتق منظمتكم".
ولم يخض بينيت في التفاصيل؛ إلا أنه على مدى العقد الماضي، تم إلقاء اللوم على إسرائيل في سلسلة من العمليات التخريبية، بما في ذلك العديد من التفجيرات في المواقع النووية الإيرانية أو قتل المتورطين والمسؤولين في برنامج إيران النووي.
وقد أشار رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، إلى دور الموساد في اغتيال محسن فخري زاده، مساعد وزير الدفاع آنذاك و"أبو البرنامج النووي الإيراني"، في ديسمبر (كانون الأول) 2020، في ضواحي طهران.
وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، توجه نفتالي بينيت إلى مقر الموساد، اليوم الثلاثاء، للمشاركة في حفل لـ"تكريم أولئك الذين اخترعوا معدات جديدة لمساعدة الموساد على العمل". ولم يتم إعطاء مزيد من التفاصيل حول هذه المعدات.
وقال بينيت لأعضاء الموساد: "مهمتكم جادة؛ امنعوا إيران من أن تصبح دولة نووية".
ومع ذلك، أضاف أن الموساد شارك في تنفيذ المهمة "لسنوات عديدة"، لكن الآن "يبدو أننا نقترب من لحظة الأزمة".
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه بموجب "بند الغروب" في الاتفاق الذي يتم التوصل إليه في فيينا، ستكون إيران قادرة على تركيب وتشغيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة مرة أخرى بعد عامين ونصف.
وأردف بينيت أن "بند الغروب" لا معنى له بالنسبة لإسرائيل، لأن "الشمس لن تغرب أبدا من أجل أمن إسرائيل وشعبها".
وأضاف: "أنا لست مفسرا ولا أعرف كيف ستنتهي محادثات فيينا"، لكنني قلت في السابق إن إسرائيل "غير ملتزمة بأي اتفاق"، ولا يمكن لأي اتفاق أن يكبل أيدي تل أبيب.
وكتب موقع "واي نت" أنه بينما ينصب تركيز العالم على الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، وبعيدا عن أعين العالم، يتم إحياء الاتفاق النووي الذي تعارضه إسرائيل بشدة.
وقال نفتالي بينيت إن "إحدى عيني بلاده تراقب كييف، والعين الأخرى تراقب بقلق، نقطة تقع غربي كييف، وهي فيينا".
كما انتقد بينيت ضمنيا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، وقال يجب أن يُسأل لماذا تمكنت إيران من إحراز تقدم كبير في برنامجها النووي رغم وجود جميع الموارد والإمكانيات في إسرائيل، والآن "حان الوقت للموساد والجيش لمحاولة تغيير هذه الأوضاع".
وكان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شبات، قد قال أمس الاثنين إن الغرب يتوصل إلى اتفاق ناقص مع إيران حتى يتمكن من التركيز بسرعة على الأزمة الأوكرانية.
ومع اقتراب محادثات فيينا من مرحلتها المهمة، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية في إيران(إرنا)، اليوم الثلاثاء 1 مارس، أن "احتمال التوصل إلى اتفاق يساوي احتمال عدم التوصل للاتفاق، لأن بعض مطالب الحد الأدنى لإيران ما زالت باقية وتتعلق بالانتفاع العملي من الاتفاق، وإذا لم يتم تحقيقها، فلن يكون هناك اتفاق".
وأضافت "إرنا" أن بعض القضايا المحدودة لا تزال دون حل وهي "مهمة للغاية بحيث يمكن أن يؤدي تحديد مصيرها إلى تحديد مصير الاتفاق".