تأييد خامنئي للتفاوض مع "العدو".. وطمع روسيا في قرار إيران.. والاعتراف بطالبان

كانت أبرز العناوين في صحف إيران اليوم الاثنين 10 يناير (كانون الثاني) 2022، مأخوذة من تصريحات المرشد علي خامنئي في خطاب له ألقاه في بث مباشر بالفيديو لمجموعة من أنصاره في قم، تحدث فيه عن قضايا عدة بما فيها المفاوضات النووية والوضع الاقتصادي الراهن.
ومما أثار شهية الصحف الإصلاحية والمؤيدة للتفاوض مع الغرب جملة وردت في كلام المرشد يقول فيها إن "التفاوض والجلوس على طاولة الحوار مع العدو في بعض المراحل لا يعني بالضرورة الاستسلام له"، وصدّرت صحيفة "آرمان ملي"، و"مردم سالاري"، وغيرهما الكثير من الصحف عنوانها الرئيسي بهذا الكلام الذي يعتبر تراجعا من المرشد في مواقفه إزاء المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية.
أما الصحف الأصولية مثل "وطن امروز"، و"سياست روز"، فقد اهتمت بجانب آخر من كلام المرشد وهو قوله إن "الغيرة الدينية هي طريق الخلاص"، كما حاول بعضها تفسير خطاب المرشد وحديثه عن المفاوضات مع الغرب.
وفي شأن متصل أعربت صحيفة "جمهوري إسلامي" عن تفاؤلها الكبير في حصول اتفاق بين الأطراف المتفاوضة في فيينا، وتحدثت عن "بدء العد التنازلي للتوصل إلى اتفاق"، كما جاء في المقال الافتتاحي لصحيفة "ستاره صبح": "إن جليد العلاقة بين إيران والغرب بدأ في الذوبان".
وفي شأن آخر سلطت الصحف الاقتصادية الضوء على موضوع ميزانية العام الإيراني المقبل (يبدأ 21 مارس/آذار المقبل)، حيث وافق البرلمان في جلسة علنية، أمس الأحد 9 يناير (كانون الثاني) بأغلبية 174 صوتا. فيما صوت 76 نائبا ضد مشروع الميزانية. وحذر البرلمانيون الإيرانيون المعارضون من بنود ميزانية العام المقبل التي قدمتها حكومة رئيسي. وأشاروا إلى عواقب زيادة الضرائب بنسبة 62 في المائة وإلغاء تخصيص العملة الحكومية (4200 تومان للدولار) التي من شأنها مضاعفة التضخم في إيران.
وعن علاقة إيران بطالبان نقرأ في صحيفة "آفتاب يزد" قولها، نقلا عن الخبير في الشؤون الأفغانية، بير محمد ملازهي، أن إيران بدأت بالتمهيد للاعتراف بطالبان، مشيرة إلى عزم طهران تسليم السفارة الأفغانية إلى ممثلي طالبان.
والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"فرهیختكان": اتفاق إيران مع الغرب هدفه منع واشنطن من تكرار سيناريو الخروج
علقت صحيفة "فرهیختكان" على خطاب المرشد، يوم أمس، والذي دافع فيه عن المفاوضات، ونفى أن تكون استسلاما مقابل الغرب، ونوهت الصحيفة إلى أن جنوح إيران إلى الاتفاق يأتي لمنع وصول الولايات المتحدة الأميركية إلى "مرحلة القفز" والتي تعني حسب الصحيفة تكرار سيناريو الخروج من الاتفاق النووي وممارسة ضغوط قصوى واغتيال شخصيات رسمية في النظام.
يُذكر أن معظم الصحف الأصولية- بوحي من المرشد وتياره- كانت تعتبر التفاوض مع الغرب خطأ كبيرا وأنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال الوثوق بأميركا وتعهداتها، لكن وبعد وصول رئيسي المقرب من شخص المرشد علي خامنئي إلى رئاسة الجمهورية غيّرت هذه الصحف من مواقفها وحاولت تبرير التفاوض مع الغرب.
"ستاره صبح": الاتفاق النووي سينتهي 2023.. وسيعاد الملف إلى مجلس الأمن مرة أخرى
قال المحلل السياسي قاسم محب علي في مقال نشرته صحيفة "ستاره صبح" إن نجاح المفاوضات النووية يعني العودة إلى نقطة الاتفاق النووي عام 2015 وسينتهي عمر الاتفاق النووي عام 2023م أي بعد عام ونصف من الآن، وحينها سيعاد الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي لكي يقرر ما إذا كان النشاط النووي الإيراني مؤيدا من جانبه ويتم لاغراض سلمية أم لا.
"كيهان": إيران ستكون دولة نووية سواء عبر المفاوضات أو من دونها
أشارت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد إلى تحليل نشرته إحدى الصحف البحرينية حول مستجدات ملف إيران النووي والتفاوض مع الغرب، وذكرت أن إيران ستكون دولة نووية سواء اعتمد ذلك على المفاوضات أو تم من دونها، وعلى الدول العربية في المنطقة التعايش مع هذا الواقع.
كما علقت "كيهان" على جزء آخر من تحليل صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية الذي ذكر أن الولايات المتحدة الأميركية لو أرادت فعلا لأقدمت على خطوات عملية تجعل إيران توقن بأن استمرارها في النهج الحالي سيؤدي إلى تدمير بنيتها التحتية في المجال النووي لكن واشنطن لا تريد هذا ولا تهتم به.
وكتبت "كيهان" ردا على هذا الكلام: "ما تجاهلته الصحيفة البحرينية هو أن المسؤولين السابقين في الإدارة الأميركية لو كانوا حقا قادرين على فعل شيء وارتكاب حماقة ما لفعلوا لكنهم لم يفعلوا ولم يستطيعوا فعل ذلك".
"صداي إصلاحات": خطأ علاقات إيران الخارجية القائمة على مبدأ الصداقة الاستراتيجية
شددت صحيفة "صداي إصلاحات" المعتدلة على ضرورة إسراع كل من إيران والولايات المتحدة الأميركية للتوصل إلى اتفاق، لأن الإبطاء في ذلك سيعطي الفرصة للدول الأخرى لافتعال قضايا تحول دون التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
كما أشارت الصحيفة إلى علاقات إيران الخارجية وذكرت أن علاقات إيران في سياستها الخارجية والتي تقوم على أساس "الصداقات الاستراتيجية" هي خطأ لا بد من إصلاحه؛ لأن علاقات الدول مع بعضها البعض هي علاقات "تكتيكية" تعتمد مبدأ المصلحة والمنفعة، متساءلة في النهاية بالقول: "هل روسيا عدو لإيران أم صديق لها؟".
"جمهوري إسلامي": يجب الحذر من طمع روسيا وتدخلها في القرار الإيراني
انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" عدم اتخاذ وزارة الخارجية الإيرانية موقفا حاسما إزاء تصريحات وتحركات المبعوث الروسي في المفاوضات النووية، ميخائيل أوليانوف، والذي بات يعتبر نفسه صاحب الكلمة الأخيرة والقرار النهائي في تحديد مستقبل المفاوضات النووية، موضحة أن سلوك روسيا ما قبل الاتحاد السوفياتي وأثناءه وبعده كلها تؤكده ضرورة الحذر من التدخلات الروسية وطمعها الحالي في القرار الإيراني.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا والصين وأثناء قيام واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية على إيران فضلتا مصالحهما على كل شيء وكانتا ضمن المتكسبين من هذه العقوبات، وقد ملأتا جيوبهما من أموال الشعب الإيراني، منوهة إلى أن رفع العقوبات عن إيران حاليا أيضا لا يشكل مصلحة للروس والصينيين.