وبعث العديد من المواطنين وثائق ومقاطع فيديو وملفات مصورة إلى القناة، شرحوا خلالها تجاربهم في هذه الأزمة التي تمر بها إيران حاليا.
وقال مواطن إيراني من مدينة سردشت في أذربيجان الغربية لـ"إيران إنترناشيونال" إن هناك 4 صيدليات في المدينة، وصيدلية واحد فقط تفتح بعد الساعة 9 مساءً.
وأكد أن الكثير من المواطنين في سردشت يعانون من أمراض الجهاز التنفسي نتيجة الهجمات الكيماوية خلال الحرب الإيرانية – العراقية، وقال: "هذا وضع سيء للغاية وخلق الكثير من المشاكل للناس".
وأردف أنه اشترى قبل شهرين حبوب مهدئة بقيمة 3500 تومان، ولكنه اشترى نفس الحبوب اليوم بقيمة 14 ألف تومان.
مواطن آخر يستخدم قطرة العين الخارجية "Hye" بسبب جفاف عينه، قال في ملف صوتي إنه لم يتمكن من استخدام هذا القطرة منذ شهر حتى الآن.
وأشار إلى أنه بحث عن هذه القطرة في أصفهان ومشهد ومدن أخرى، لكنه لم يعثر عليها. وأكد أنه اضطر بالتالي إلى استخدام قطرة إيرانية مرة واحدة في اليوم أو مرة كل يومين، بسبب الآثار الجانبية للقطرات الإيرانية.
كما بعث مواطن من مدينة كرج، غرب العاصمة طهران مقطع فيديو قال فيه إنه اشترى حبوب "دي فين هيدرامين" قبل شهر بقيمة 5000 تومان وحبوب "میناكلد" بقيمة 2000 تومان، ولكنه يشتريها الآن بقيمة 15 ألفا و7000 تومان على التوالي.
كما بعث مواطن آخر صورة من حبوب "ا-كنوترن"، وقال إن ابنته تتناول هذه الحبوب منذ عام، وعليها أن تأخذها لمدة 6 أشهر أخرى حتى تتحسن.
وأكد على نقص هذه الحبوب في البلاد، وقال إن كل شريط من هذه الحبة كان في السابق 50 ألف تومان، لكنها الآن غير متوفرة في الصيدليات، وقيل أنها موجودة في منطقة ناصر خسرو بقيمة 250 ألف تومان لكل شريط.
وشدد هذا المواطن في ملفه الصوتي الذي بعثه إلى "إيران إنترناشيونال" أن "النظام الإيراني أخذ المرضى رهائن".
كما بعثت مواطنة تعاني من مرض نادر في الدم وتعتبر مريضة خاصة ملفا صوتيا قالت خلاله إن الأدوية المتعلقة بمرضها لا يشملها التأمين.
وتابعت أنه بعد 6 أشهر من تسجيل الطلب في منظمة الغذاء والدواء والهلال الأحمر الإيراني، تم العثور على الدواء الذي تحتاجه، ولكن بسعر 31 مليون و700 ألف تومان، يعني كل حبة تعادل نصف مليون تومان.
وأكدت أن هذه الكمية من الدواء لا تكفي لمدة شهر حتى، وعليها أن تتناول حبة واحدة في اليوم بدلًا من حبتين بسبب نقص الدواء.
وقال مريض مصاب بـ"الثلاسيميا" إن حقنة "إج سي جي 5000" الأجنبية التي يحتاجها جسمه، ووصفها له الطبيب، لم يعثر عليها في أي من الصيدليات التي زارها في عدة محافظات، بما في ذلك كيلان ومازندران وخراسان الرضوية وطهران، وتتواجد النسخة الإيرانية منها فقط.
وأكد أن النسخة الإيرانية من هذه الحقنة لها آثار جانبية شديدة وتضاعف الألم.
يشار إلى أن نقص الأدوية في إيران يتفاقم على مر الأيام، فقد كتبت صحيفة "همشهري" الإيرانية، مؤخرا أن تكلفة أسبوع واحد لطفل مصاب بالسرطان ارتفعت إلى 8 ملايين تومان على الأقل، وأن بعض الأسر تخلت عن علاج أطفالها بسبب عدم قدرتها على توفير تكاليف العلاج.
وفي ظل هذه الظروف، أوقفت وزارة الصحة الإيرانية استيراد الأدوية من الدول الأوروبية بسبب القيود الناجمة عن العقوبات، واستبدلت منتجات الهند وتركيا وإيران.
وكان وزير الصحة الإيراني، بهرام عين اللهي، هدد يوم الأحد 2 يناير (كانون الثاني) الجاري، الأطباء في إيران من وصف دواء أجنبي للمرضى.
وقال عين اللهي للصحافيين: "الأطباء، وخاصة أعضاء الهيئة العلمية [بالجامعات]، الذين يصفون الأدوية الأجنبية للمرضى، سيحصلون على نقاط أقل من وجهة نظرنا".
وبينما ربط المسؤولون الإيرانيون مرارًا وتكرارًا خلال السنوات الأخيرة نقص الأدوية في البلاد بالعقوبات الدولية ضد طهران، قال نائب رئيس اتحاد مستوردي الأدوية، مجتبى بور بور: "إن تأثير العقوبات ليس بالحجم الذي يتحدثون عنه، نحن نعاني غالبا من فرض العقوبات على أنفسنا". وشدد بور بور على أن سبب الانخفاض الكبير في واردات الدواء لإيران هو "السياسات الداخلية التي تمنع استيراد الأدوية".
وكان همايون سامه يح نجف آبادي، عضو لجنة الصحة بالبرلمان الإيراني، قد أكد في وقت سابق لموقع "ديدبان إيران" أنه نظرا لإلغاء التسعير الحكومي للدولار (4200 تومان للدولار) لاستيراد الأدوية، "فسوف تشهد أسعار الأدوية في العام المقبل ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالعام الحالي".