وأضاف مساعد في رسالته إلى لجنة حماية الصحافيين: "إيران تحولت إلى ثقب أسود أكثر من الماضي يجعل من المستحيل فهم الأوضاع".
وأشار الصحافي الإيراني في رسالته إلى "مأساة استهداف الطائرة الأوكرانية، ومجزرة نوفمبر 2019، والأزمات الاقتصادية والفساد المتفشي، وجريمة منع استيراد اللقاح إلى إيران التي تسببت في سقوط آلاف الضحايا". وقال إن هذه أمثلة "من أنواع المعاناة التي لا تحصى والتي يتعرض لها الشعب الإيراني".
وكانت اللجنة الدولية لحماية الصحافيين قد منحت الجائزة الدولية لحرية الصحافة عام 2020 إلى محمد مساعد، على شجاعته في تغطية أخبار الفساد المالي والإداري والاحتجاجات الشعبية وأداء الحكومة الإيرانية فيما يتعلق بتفشي فيروس كورونا. وبعث مساعد بهذه الرسالة تقديراً للجنة.
ومن جهته، قال مساعد الذي بعث بهذه الرسالة تقديرا للجنة إن "قول الحقيقة أمر خطير، لأن النظام لا يخشى الحقيقة نفسها فحسب، بل يخشى أيضًا الجرأة التي يمكن أن تنتشر بعد قول الحقيقة".
كما اعتبر مساعد أن أوضاع الصحافيين في إيران "غير مقبولة على الإطلاق". وقال: "مئات الصحافيين الجيدين طُردوا أو نُفوا من إيران في السنوات الأخيرة، وفقدوا وظائفهم أو تعرضوا للسجن والتعذيب والاختطاف والاغتيال".
يشار إلى أن مساعد كان قد هرب من إيران عبر الحدود التركية سيرا على الأقدام بعد أن حكم عليه بالسجن 9 سنوات من السلطات القضائية الإيرانية بتهمة "التواطؤ ضد الأمن القومي، والدعاية ضد النظام".
وفي الوقت نفسه، منعه القضاء الإيراني من ممارسة الصحافة ومن استخدام جميع وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لمدة عامين.
ووصفت اللجنة الدولية لحماية الصحافيين الحكم بأنه "استمرار لجهود النظام الإيراني في قمع الحقيقة".
يذكر أن محمد مساعد كان من أوائل الصحافيين الذين تحدثوا عن انقطاع الإنترنت في إيران، أثناء الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وغرد بالإنجليزية: "مرحبًا، عالم حر... استخدمت 42 خادم بروكسي لتجاوز الحجب لكي أستطيع كتابة هذه الكلمات. ملايين الإيرانيين ليس لديهم إنترنت.. هل يمكنكم سماعنا؟".